تعاهدوا القرآن الكريم [للمشاركة]
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
سددكم الله ونفع بكم اخواني و أخواتي، بأن يكون موضوعنا دعوة لتعاهد القرآن حفظا ومراجعة وتدبرا، كما تعلمون فضل أهل القرآن وعظم ثوابهم...
حيث كل عضو في المجلس يذكر لنا تجربة أو فائدة أو خاطرة أو معلومة، تقوي عزيمة وهمة حافظ القرآن في زمن الغربة على الاستمرار واستشعار نعمة تلاوة وحفظ كلام الله تعالى.
ليستفيد كل من الأعضاء والمشاهدين، لنتعاون على البر والتقوى..
بارك الله فيكم
رد: تعاهدوا القرآن الكريم [للمشاركة]
ضرورة تدبر آيات القرآن الكريم :
أنا أريد أن أقول لكم الطريقة التي نتعامل بها مع القرآن و التي دفعت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشكو إلى الله، والقرآن يقول لنا قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُوراً ﴾
[ سورة الفرقان: 30]
ما قال: هجروا القرآن، أستغفر الله نحن هجرناه، نقرؤه ونحفظه ونعمل مسابقات بالحفظ، ونحن فخورون جداً أن فلاناً عندما تقول له الكلمة الفلانية يقول لك في الصفحة الثالثة و الثمانين من الناحية اليمنى، وفخورون جداً والمزمار الذهبي لأجمل صوت، حتى وصل الأمر أن القرآن الكريم عند بعضنا لا يسمى القرآن، ما اسمه إذاً؟ مشاري، تركب السيارة معه تسمع ماذا؟ أسمع مشاري، أسمع العجمي، أنا أتكلم كلاماً واقعياً وهذه هي الحقيقة، نحن في كارثة، أهم كتاب في العالم هو كتابنا، جعلناه يقرأ من دون فهم، وعندما اهتممنا به اهتممنا بالحفظ، الحفظ شيء مهم، الله عز وجل قال: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾
[ سورة الحجر : 9]
وطلب منا ماذا؟ ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾
[سورة ص : 29]
لام السببية ليدبروا آياته، الدكتور عبد الكريم بكار يقول: طلب الله منا التدبر وتعهد لنا بالحفظ، فأخذنا على عاتقنا أن نحفظ وتركنا التدبر.
أنا لا أقلل أبداً أبداً من الحفظ، بالعكس الحفظ مهم جداً، لكن الإنسان يحفظ أي شيء لماذا؟ ليطبقه، إنسان يسألني كيف أذهب من هنا إلى اسطنبول؟ أقول له: اذهب من هنا إلى الشمال، ثم إلى اليمين تصل إلى السفينة تركبها إلى اسطنبول، حفظت؟ يقول: نعم حفظت، سمعني، جيد، طبق الآن، الإنسان يحفظ من أجل أن يطبق، نحن إذا نوينا ألا نطبق لماذا نحفظ؟ من أجل أن يكون القرآن الكريم شاهداً علينا؟ أنا لا أقول لا تحفظ، أنا أقول: نحن نمشي مثل الصحابة، يبقى الحفظ نتيجة طبيعية للتدبر، هذا أفضل بكثير، الله عز وجل أنزل القرآن من أجل أن نتدبره، قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ ﴾
[سورة ص : 29]
كلمة التدبر، أنا طبعاً أشعر بالخجل أن أتكلم أصلاً بين يدي أستاذي، أنا طلبت منه أن يحضر مع أنه متعب وجاء من السفر الآن حتى يقويني ويصحح لي، وسأترك آخر المحاضرة له حتى يعلق ويصحح لكم أخطاءنا.
المهندس فاضل سليمان
(بتصرف)
رد: تعاهدوا القرآن الكريم [للمشاركة]
مـنــقول من حلقة ظلال:
يا صاحب الهمة..
القرآن يسير على من يسره الله عليه
والله لاحسرة على ساعة أمضيتها مع القرآن!!
القرآن مبارك..
تحرّ بركة القرآن في كل طريق تمضي إليه
أيام الشرود ربما يتبع بعضها بعضا،
ساعة مع القرآن كفيلة بإذن الله لقطع الغفلة
وطرد كل سبات!!
رد: تعاهدوا القرآن الكريم [للمشاركة]
قالابنالقيم في إغاثة اللهفان:
"ومِنْ علامات صِحَّة القلب: أنه إذا فاته ورده وجد لفواته ألما أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده.".
رد: تعاهدوا القرآن الكريم [للمشاركة]
على الإنسان أن يبحث عن الرسائل المحملة داخل كل آية :
التدبر تأتي من كلمة الدبر، دبر الشيء ما يأتي بعد الشيء، بعدما يذهب يأتي الدبر، فالتدبر ما يأتي بعد القراءة والفهم، قرأت؟ فهمت؟ تدبر الآن، من تجربتي وما تعلمت من مشايخي وعلى رأسهم مجدي الهلالي، وهو أفضل إنسان شاهدته في مجال التربية الإيمانية، قال لي: التدبر أن تضع نفسك داخل الآية، كل آية تبحث فيها عن الرسائل المحملة، كل آية محملة بكم هائل من الرسائل لقلبك ابحث عنها، قرأت؟ افهم، تدبر، مثلاً قال تعالى:
﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾
[ سورة الحشر: 21]
ربنا يقول لك: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل سوف يهده، تدبر الآن، ضع نفسك في الآية أنت لا تتأثر لماذا؟ هذا يهد الجبل، أنت طريق تعاملك مع القرآن الكريم طريق خاطئ، لو أنزلنا هذا اسم إشارة للقريب، هذا القرآن الذي في حقيبتك، في سيارتك، في جيبك، على مكتبك، جانب السرير يهد جبالاً، وأنت لا تتأثر، ضع نفسك داخل كل آية وابحث عن الرسائل المختبئة، التدبر يختلف عن التفسير، التفسير مقيد بأصول التفسير، وهذا واجب ولازم، لأنه يترتب عليه أفعال وأحكام، وحلال وحرام، التدبر لا يخرج منه حلال ولا حرام ولا أحكام، أنت تقرأ وتدع القرآن يتعامل مع مشاعرك.
في يوم من الأيام كنت أصلي الفجر في لندن، الإمام غاب فالناس دفعوني أن أصلي بهم، أنا أقرأ آية تعودت أن أقرأها دائماً هي قوله تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ ﴾
[سورة آل عمران: 26]
قل اللهم مالك الملك، يومها القرآن تعامل مع مشاعري وجاءني تدبر لم يأتني من قبل، أحب أن أقول ذلك أمام الشيخ لأسمع رأيه، قال تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
[سورة آل عمران: 26]
أربعة من تشاء، القرآن الكريم من صفاته الإيجاز بأقل عدد من الكلمات يعطيك أكبر عدد من المعاني، فتعجبت لماذا لم يكن هناك صياغة أخرى تختصر اللغة بنفس المعنى؟ لماذا الآية أتت بهذه الطريقة و لم تأت بهذه الطريقة؟ قل اللهم مالك الملك، تؤتي الملك وتعز من تشاء، وتنزع الملك وتذل من تشاء، كنا اختصرنا اثنين من تشاء، لكن الله عز وجل لم ينزلها هكذا، الله عز وجل فصل عن قصد، إتيان الملك ونزعه عن العز والذل قال تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ ﴾
[سورة آل عمران: 26]
اقفل هذا الموضوع وافتح موضوعاً جديداً، قال تعالى: ﴿ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
[سورة آل عمران: 26]
ممكن إنسان يؤتى الملك ويذل، وممكن إنسان ينزع منه الملك ويعز، صح؟ التدبر يتعامل مع مشاعر الإنسان، كل آية تتفجر بالمعاني.
المهندس فاضل سليمان
(بتصرف)
رد: تعاهدوا القرآن الكريم [للمشاركة]
لما حفظت كتاب ربي كاملاً
و تسارعت في حبهِ نبضاتي
ما عدت أطمع في سواه و لم يعد
همي سوى التثبيت للآياتِ.
منقول
رد: تعاهدوا القرآن الكريم [للمشاركة]
لماذا تحفظ القرآن ؟
1- التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم : فقد كان عليه الصلاة والسلام يحفظه، ويراجعه مع جبريل عليه السلام ومع بعض أصحابه.
2- التأسي بالسلف: قال ابن عبد البر: (طلب العلم درجات ورتب لا ينبغي تعديها، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه... ا هـ )
3- حفظه ميسر للناس كلهم، ولا علاقة له بالذكاء أو العمر، فقد حفظه الكثيرون على كبر سنهم. بل حفظه الأعاجم الذين لا يتكلمون العربية، فضلاً عن الأطفال.
4- حفظ القرآن مشروع لا يعرف الفشل ... كيف؟!حين يبدأ المسلم بحفظ القرآن الكريم بعزيمة قوية ثم يدب إليه الكسل والخمول فينقطع عن مواصلة الحفظ، فإن القدر الذي حفظه منه لا يضيع سدى، بل إنه لو لم يحفظ شيئاً فإنه لن يحرم أجر التلاوة، فكل حرف بعشر حسنات.
5- حملة القرآن هم أهل الله وخاصته كما في الحديث، وكفى بهذا شرفاً.
6- حامل القرآن يستحق التكريم، ففي الحديث (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ... الحديث) فأين المشمرون؟
7- الغبطة الحقيقية تكون في القرآن وحفظه، ففي الحديث (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل ... الحديث).
8- حفظ القرآن وتعلمه خير من متاع الدنيا، ففي الحديث (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل) وتذكر أن الإبل في ذلك الزمان أنفس المال وأغلاه.
9- حافظ القرآن هو أولى الناس بالإمامة، ففي الحديث (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) وتذكر أن الصلاة عمود الدين وثاني أركان الإسلام.
10- حفظ القرآن الكريم رفعة في الدنيا والآخرة، ففي الحديث (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).
11- حافظ القرآن يقدم في قبره، فبعد معركة أحد وعند دفن الشهداء كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع الرجلين في قبر واحد ويقدم أكثرهم حفظاً.
12- وفي يوم القيامة يشفع القرآن لأهله وحملته، وشفاعته مقبولة عند الله تعالى، ففي الحديث (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). فهنيئاً لمن يشفع له هذا الكتاب العظيم في ذلك اليوم العصيب.
13- حفظ القرآن سبب للنجاة من النار، ففي الحديث (لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق) رواه أحمد وغيره. ويقول أبو أمامة: إن الله لا يعذب بالنار قلباً وعى القرآن.
14- إن حفظه رفعة في درجات الجنة، ففي الحديث (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها). قال ابن حجر الهيتمي: الخبر خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب، لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها.
15- حافظ القرآن مع السفرة الكرام البررة، ففي الحديث – واللفظ للبخاري - : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة) فيا له من شرف أن تكون مع من قال الله فيهم { فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ } (عبس من الآية 13 :16) .
16- حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة له، فحفظه يستلزم القراءة المكررة، وتثبيته يحتاج إلى مراجعة دائمة، وفي الحديث (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها).
17- حافظ القرآن يقرأ في كل أحواله، فبإمكانه أن يقرأ وهو يعمل أو يقود سيارته أو في الظلام، ويقرأ ما شياً ومستلقياً، فهل يستطيع غير الحافظ أن يفعل ذلك؟
18- حافظ القرآن لا يعوزه الاستشهاد بآيات القرآن الكريم في حديثه وخطبه ومواعظه وتدريسه، أما غير الحافظ فكم يعاني عند الحاجة إلى الاستشهاد بآية، أو معرفة موضعها.
فهل بعد هذا نزهد في حفظ ما نستطيع من كتاب الله ؟! ..
منقول
رد: تعاهدوا القرآن الكريم [للمشاركة]
قال الشيخ محمد محمد المختار الشنقيطي:
فما قرأ العبد تلك الآيات وكان عند قراءته حاضر القلب متفكراً متأملاً إلا وجدت العين تدمع، والقلب يخشع، والنفس تتوهج إيماناً من أعماقها، تريد المسير إلى الله تبارك وتعالى، وإذا بأرض ذلك القلب تنقلب بعد آيات القرآن خصبة طريةً للخير، ومُحبة لله عز وجل ولطاعته، فما قرأ عبدٌ القرآن ولا استمع لآيات الرحمن إلا وجدته بعد قراءتها والتأمل فيها رقيقاً قد اقشعر قلبه، واقشعر جلده من خشية الله تبارك وتعالى: { كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }.
رد: تعاهدوا القرآن الكريم [للمشاركة]
في عشر قواعد في تزكية النفس ص18 قال الشيخ د. عبدالرزاق البدر:
فأعظم ما تزكو به النفس القرآن الكريم، الذي هو كتاب التزكية ومنبعها ومعينها ومصدرها، فمن أراد لنفسه التزكية فليطلبها في كتاب الله عز وجل.
قال ابن عباس رضي الله عنه: ضمن الله لمن اتبع القرآن أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، ثم تلا: {من اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.
وقال تعالى:{يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}.