ممن وقع هذا الشك في هذه الرواية؟
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ:
هَلَكَ أَبِي ، وَتَرَكَ سَبْعَ بَنَاتٍ ، أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً ثَيِّبًا ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا ؟ قُلْتُ : بَلْ ثَيِّبًا ، قَالَ: فَهَلاَّ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ ، وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ عَبْدَ اللهِ هَلَكَ ، وَتَرَكَ بَنَاتٍ ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ وَتُصْلِحُهُنَّ ، فَقَالَ : بَارَكَ اللهُ لَكَ ، أَوْ قَالَ خَيْرًا.
أخرجه الحُمَيْدي (1227) قال : حدَّثنا سُفْيان . و"أحمد" 3/308(14357) قال : حدَّثنا سُفْيان . و"البُخَارِي" (4052) قال : حدَّثنا قُتَيْبَة ، حدَّثنا سُفْيان . وفي (5367) قال : حدَّثنا مُسَدَّد ، حدَّثنا حَمَّاد بن زَيْد . وفي (6387) قال : حدَّثنا أبو النُّعْمَان ، حدَّثنا حَمَّاد بن زَيْد . و"مسلم" 4/176(3629) قال : حدَّثنا يَحيى بن يحيى ، وأبو الرَّبِيع الزَّهْرَانِي . قال يَحيى : أخبرنا حَمَّاد بن زَيْد . وفي (3630) قال : وحدَّثناه قُتَيْبَة بن سَعِيد ، حدَّثنا سُفْيان . والتِّرْمِذِيّ" 1100 قال : حدَّثنا قُتَيْبَة ، حدَّثنا حَمَّاد بن زَيْد . و"النَّسائي" 6/61 ، وفي "الكبرى" 5308 و8888 قال : أخبرنا قُتَيْبَة , قال : حدَّثنا حَمَّاد.
كلاهما (سُفْيان بن عُيَيْنَة ، وحَمَّاد بن زَيْد) عن عَمْرو بن دِينَار ، فذكره.
فهذا الحديث يرويه كل من الجبلين (سفيان بن عيينة ، وحماد بن زيد) عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
ولم أجد في رواية سفيان بن عيينة الشك والتردد في ألفاظ الحديث، فعلم أن الشك لم يقع من قبل سفيان بن عيينة، ولا من جهة شيخه عمرو بن دينار، بل إما أن يقع الشك من حماد بن زيد، أو ممن روى عنه من أحد تلاميذه.
وقد رواه جماعة عن حماد بصيغة الشك، منهم:
- مسدد : كما في "صحيح البخاري" (5367)، وأحمد (5367 ).
- أبو النعمان محمد بن الفضل عارم، كما في "صحيح البخاري" (6387).
- يحيى بن يحيى النيسابوري، كما في "صحيح مسلم" (715) .
- أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، كما في "صحيح مسلم" (715).
- قتيبة بن سعيد، كما في "جامع الترمذي" (1100).
- عبيد الله بن عمر القواريري، كما في "مسند أبي يعلى" (1990).
- إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، كما في "مسند أبي يعلى" (1991).
- أحمد بن عبدة ، كما في "صحيح ابن حبان" (7138 ).
- سليمان بن حرب ، كما في "المسند المستخرج على صحيح مسلم" لأبي نعيم (3437)، و"السنن الكبير" للبيهقي (7/ 80).
فهؤلاء روو ا الحديث عنه بالشك والتردد، فبعيد أن يكون الشك من هؤلاء؛ ممن روى عن حماد، والذي يتبين أن حماد بن زيد هو نفسه الذي شك في رواية هذا الحديث.
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 3 / 11 :
وقال يعقوب بن شيبة: حماد بن زيد أثبت من ابن سلمة، وكل ثقة، غير أن ابن زيد معروف بأنه يقصر فى الأسانيد، ويوقف المرفوع، كثير الشك بتوقيه، وكان جليلا، لم يكن له كتاب يرجع إليه، فكان أحيانا يذكر، فيرفع الحديث، وأحيانا يهاب الحديث، ولا يرفعه ، وكان يعد من المتثبتين فى أيوب خاصة، حدثنى الحارث بن مسكين عن ابن عيينة قال : لربما رأيت الثورى جاثيا بين يدى حماد بن زيد.