يقول شيخ الاسلام ابن تيميه: ( العبادة هى اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والاعمال الظاهرة والباطنة)اولا-- يدخل فى تعريف العبادة كما وضحه شيخ الاسلام -كل ما امر الله به إما امر ايجاب او امر استحباب - لان المأمور به هو مما يحبه الله ويرضاه -لذلك عرفها بعض اهل العلم -بانها كل ما امر الله به على السنه رسله- ثانيا-هذا المأمور به قد يكون قول وقد يكون عمل وهذا القول وهذا العمل منه ظاهر متعلق باللسان والجوارح والاركان ومنه باطن متعلق بقول القلب وعمله وبالسبر والتقسيم نوضح هذا المعنى - عبادات قولية. - وعبادات عملية -: وهذين النوعين منها الظاهرة ومنها الباطنة؛ قد يكون القول ظاهرا، وقد يكون باطنا، وقد يكون العمل ظاهرا، وقد يكون باطنا.----1- القول الظاهر- ومنه الاقرار باللسان بالشهادتين وكلمة التوحيد كما قال الله سبحانه وتعالى عن ابراهيم عليه السلام وجعلها كلمة باقية فى عقبه لعلهم يرجعون وهى اعظم كلمة قالها قائل فهى رأس الاقوال ولا تنفع القائل الا مع العلم بمعناها والعمل بمقتضى الكلمة والا لكانت نفعت المنافقين ان لم تتضمن المعنى- ويأتى بعد الشهادين جميع الاقوال الاخرى من الذكر والدعاء وتلاوة القران والامر بالمعروف وغير ذلك---2- الاعمال الظاهرة- ومنها العمل بالتوحيد وترك الشرك والكفر بالطاغوت والولاء والبراء من العابد والمعبود من دون الله-هذا هو المقام الاول فى العمل يعنى اصل العمل الذى تنبنى عليه جميع الاعمال الاخرى من الصلاة والصيام وباقى الاعمال التى امر الله جل وعلا بها- ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها فى السماء--3- قول القلب- وهو التصديق والنية والايقان والاخلاص-وهو قصد القلب وعلمه واخلاصه فى الاعمال--4-عمل القلب- الاعمال القلبية وهذه هى المحركة لسائر الجسد الا ان فى الجسد مضغة اذا صلحت صلح سائر الجسد-- من الاعمال القلبية- التوكل - والخوف من الله - والرجاء والخشية والانابة وسائر الاعمال القلبية--5-- الاعمال الظاهرة- كالذبح لله والصلاة والصيام وغير ذلك من الاعمال الظاهرة-6- ومن الاعمال ما يشمل القول والعمل معا كعبادة النذر فهى قولية انشاءا- عملية وفاءا-7- والعبادات تقسم باعتبار آخر-
تنقسم إلى عبادة قلبية وبدنية ومالية أو بدنية ومالية معا-- النوع الاول- العبادات البدنية كالصلاة والصيام وتدخل فى هذا النوع عبادات اللسان ايضا وهذه حق البدن-النوع الثانى-- عبادات مالية كالزكاة والصدقة وهذه حق المال---النوع الثالث - عبادات بدنية مالية معا كالذبح والنذر المتعلق بالمال-- فالذبح عبادة عملية مالية ظاهرة وقد يدخل فيها القول وهو التسمية على الذبيحة---5- النذر عبادة قولية عملية وقد تجتمع معه العبادة المالية اذا كان النذر مالا-- النذر قولى انشاءا عملى من جهة الوفاء بالنذر
فسبحان من قسم العبادة ونوعها على العبد ظاهرا وباطنا- فنال كل من القلب واللسان والجوارح نصيبه ولكن النصيب الاكبر للقلب ملك هذه الاعضاء- فكان حرى بالعبد ان يصلح الملك لتصلح الرعية وهى باقى الاعضاء هذا ما فتح الله به ومن كان عنده مزيد فائده فليشارك جزاكم الله خيرا