وجه احتجاج الائمة على الجهمية ان القران من علم الله
التسعينية لابن تيمية رحمه الله
قال تعالى {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} ، وقال: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} .
وهذا ممَّا احتج به الأئمة في تكفير من قال بخلق القرآن، وقالوا قولهم يستلزم أن يكون علم الله مخلوقًا، لأنَّ الله أخبر أن هذا الذي جاءه من العلم، ولم يعن علم غيره، فلا بد أن يكون عني أنَّه من علمه ومن جعل علم الله مخلوقًا قائمًا بغيره فهو كافر،
ولا ريب أن كل واحد من أمر الله وخبره يتضمن علمه -سبحانه- كما تقدم، لكن أمره فيه الطّلب الذي وقع النزاع فيه، هل هو حقيقة غير الإرادة، أو هو مستلزم لنوع من الإرادة، أو هو نوع منها، أو هو الإرادة؟
وهذا ليس هو العلم.
وأمَّا الخبر فلا ريب أنَّه متضمن لعلم الله، ولا يمكن أن يتنازع في كون معنى خبر الله يوجد بدون علمه، فظهر الأمر في هذا الباب.
رد: وجه احتجاج الائمة على الجهمية ان القران من علم الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي
ظاهرٌ من هذا النقل: أن إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل كان يهاب في أوّل مراحله أن يقول لقائل خلق القرآن كافر، ثم قال في آخر الأمر بتكفير من توقّف في تكفير القائل بخلق القرآن!
فهل من جواب عن هذا الإشكال؟
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ، يُسْأَلُ: هَلْ لَهُمْ رُخْصَةٌ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: كَلَامُ اللَّهِ وَيَسْكُتُ؟ قَالَ: " وَلِمَ يَسْكُتُ؟ قَالَ: لَوْلَا مَا وَقَعَ النَّاسُ فِيهِ كَانَ يَسَعُهُ السُّكُوتُ، وَلَكِنْ حَيْثُ تَكَلَّمُوا فِيمَا تَكَلَّمُوا، لِأَيِّ شَيْءٍ لَا يَتَكَلَّمُونَ؟ ".
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ قِيلَ لَهُ: إِنَّ فُلَانًا رَوَى عَنْكَ أَنَّكَ أَمَرْتَهُ أَنْ يَقِفَ. قَالَ: «وَأَنَا لَمْ أُثْبِتْهُ مَعْرِفَةً إِلَّا بَعْدُ، وَإِنَّهُ رُبَّمَا سَأَلَنِي الْإِنْسَانُ عَنِ الشَّيْءِ، فَأَقِفُ، لَا أَقِفُ إِلَّا كَرَاهِيَةَ الْكَلَامِ فِيهِ»
السنة للخلال
رد: وجه احتجاج الائمة على الجهمية ان القران من علم الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
قال أبو عبد الله : وأي أمر أبين من هذا، وأي كفر أكفر من هذا، إذا زعموا أن القرآن مخلوق فقد زعموا أن أسماء الله مخلوقة [وأن علم الله مخلوق] ، ولكن الناس يتهادنون بهذا ويقولون، إنما يقولون : القرآن مخلوق [فيتهاونون به ويظنون أنه هين ولا يدرون ما فيه من الكفر]
كما قال الامام احمد رحمه الله
من زعم ان القران مخلوق فقد زعم ان اسماء الله مخلوقة
لماذا يا ترى ؟
يقول شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى : ( قاعدة في الاسم والمسمى )
( فَصْل في الاسم والمسمى هل هو هو، أو غيره ؟ أو لا يقال : هو هو، ولا يقال : هو غيره ؟ أو هو له ؟ أو يفصل في ذلك ؟ فإن الناس قد تنازعوا في ذلك ، والنزاع اشتهر في ذلك بعد الأئمة ، بعد أحمد وغيره .
والذي كان معروفًا عند أئمة السنة أحمد وغيره : الإنكار على الجهمية الذين يقولون : أسماء الله مخلوقة .
فيقولون : الاسم غير المسمى، وأسماء الله غيره وما كان غيره فهو مخلوق . وهؤلاء هم الذين ذمهم السلف وغلظوا فيهم القول ؛ لأن أسماء الله من كلامه ، وكلام الله غير مخلوق ؛ بل هو المتكلم به ، وهو المسمى لنفسه بما فيه من الأسماء .
والجهمية يقولون : كلامه مخلوق ، وأسماؤه مخلوقة ، وهو نفسه لم يتكلم بكلام يقوم بذاته ، ولا سَمَّى نفسه باسم هو المتكلم به ، بل قد يقولون : إنه تكلم به ، وسمى نفسه بهذه الأسماء ، بمعنى أنه خلقها في غيره ، لا بمعنى أنه نفسه تكلم بها الكلام القائم به ، فالقول في أسمائه هو نوع من القول في كلامه . انتهى المقصود
المهم
القول في الاسماء الحسنى هو نوع من القول في صفة الكلام . لان اسماء الله من كلامه و كلامه غير مخلوق . فيحتج لعدم خلق الاسماء بانها من كلام الله عز وجل و كلامه سبحانه غير مخلوق .
فمن المفارقات العجيبة ان تجد من ينتسب للسنة يشدد في مسالة الاسماء و يكفر من يقول بانها مخلوقة و يتهاون و يتردد في صفة الكلام و خلق القران . و اسماؤه سبحانه و تعالى من كلامه و قوله ؟
و لكن كما قال الامام احمد رحمه الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
ولكن الناس يتهاونون بهذا ويقولون، إنما يقولون : القرآن مخلوق [فيتهاونون به ويظنون أنه هين ولا يدرون ما فيه من الكفر]
رد: وجه احتجاج الائمة على الجهمية ان القران من علم الله
.............................. .......................
و من وجه احتجاج الائمة عليهم بعلم الله عز وجل ان هؤلاء الجهمية لم يصرحوا بنفي العلم . و القران من علم الله عز وجل . فالقول بخلق القران قول بخلق العلم .
و لهذا ( لما سألوا الإمام أحمد في مناظرتهم له في المحنة وأمر المعتصم قاضيه عبد الرحمن بن إسحق أن يناظره سأله فقال ما تقول في القرآن أهو الله أم غير الله عارضه الإمام أحمد بالعلم فقال ما تقول في علم الله أهو الله أم غير الله فسكت .
وذلك أنه إن قال القائل لهم القرآن هو الله كان خطأ وكفرا وإن قال غير الله قالوا فما كان غير الله فهو مخلوق فعارضهم الإمام أحمد بالعلم فإن هذا التقسيم وارد عليه ولا يجوز أن يقال علم الله مخلوق ) الصفدية
و بهذا يتضح وجه احتجاج الامام احمد على الجهمية ان القران من علم الله
و ان هؤلاء الذين ناظرهم لم ينفوا العلم صراحة ( كما يريد البعض ان يصور انهم كانوا ينفون الصفات جملة لذا كفرهم السلف و قد علم مقصودهم و ورعهم البارد ) و الا فما وجه الزامهم بالعلم ان كان الامام يعلم انهم يقولون بخلقه ؟ و ما وجه انقطاع حجتهم اذا كان الامام يلزمهم بما هو قول لهم ؟