كيفية التوفيق بين حديث حدثوا عن بني اسراءيل ولا حرج وحديث نهي عمر عندما اتي بصحيفة من اهل الكتاب وجزاكم الله خيرا
عرض للطباعة
كيفية التوفيق بين حديث حدثوا عن بني اسراءيل ولا حرج وحديث نهي عمر عندما اتي بصحيفة من اهل الكتاب وجزاكم الله خيرا
قال الطيبي: (ولا منافاة بين إذنه هنا، ونهيه في خبر آخر عن التحدث، وفي آخر عن النظر في كتبهم، لأنه أراد هنا التحديث بقصصهم نحو قتل أنفسهم لتوبتهم، وبالنهي: العمل بالأحكام، لنسخها بشرعه، أو النهي في صدر الإسلام قبل استقرار الأحكام الدينية والقواعد الإسلامية، فلما استقرت أذن لأمن المحذور). نقله المناوي في فيض القدير.
والجمهور أن أحاديث جواز الحديث عنهم فيما لم يرد فيه شيء من ديننا، من القصص والأعاجيب التي يروونها.
قال المناوي في فيض القدير: (حدثوا عن بني إسرائيل) أي بلغوا عنهم قصصهم ومواعظهم ونحو ذلك مما اتضح معناه فإن في ذلك عبرة لأولي الأبصار (ولا حرج) عليكم في التحديث عنهم ولو بغير سند لتعذره بطول الأمد فيكفي غلبة الظن بأنه عنهم.
أما أحاديث النهي فتختص بالشرائع بما يتنافى مع شرعنا أو سكت عنها شرعنا، لأن الراوي لها كأنما يعارض بها أحكام شرعنا أو يشك فيه، ولذا نهي النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب عن قراءة الصحيفة، ويتضح هذا بالرواية التي أخرجه أحمد والبزار عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق، والله لو كان موسى حيا بين أظهركم، ما حل له إلا أن يتبعني ".
قال ابن بطال: "قال المهلب: [هذا النهي] إنما هو فى الشرائع: لا تسألوهم عن شرعهم فيما لا نعرفه من شرعنا لنعمل به؛ لأن شرعنا مكتف وما لا نص فيه عندنا ففى النظر والاستدلال ما يقوم الشرع منه".
فقال ابن حجر معلقا: ولا يدخل في النهي سؤالهم عن الأخبار المصدقة لشرعنا والأخبار عن الأمم السالفة.
بارك الله فيكم علي التوضيح