هل يترخص الناصح في إيراد مثل هذا الخبر؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أورد ابن عبد البر في كتابه "جامع بيان العلم وفضله" هذا الخبر: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ:هِيَ زَبَّاءُ هَلْبَاءُ ذَاتُ وَبَرٍ ، لا أُحْسِنُهَا ، وَلَوْ أُلْقِيَتْ عَلَى بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَعْضَلَتْ بِهِ ، وَإِنَّمَا نَحْنُ فِي الْعُنُوقِ وَلَسْنَا فِي النُّوقِ ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: قَدِ اسْتَحْيَيْنَا لَكَ مِمَّا رَأَيْنَا مِنْكَ ، فَقَالَ:لَكِنَّ الْمَلائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ لَمْ تَسْتَحْيِ حِينَ قَالَتْ:"لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا"(ال بقرة-32) دون إسناد...
لكن في طبعة الكتاب بتحقيق أبي الأشبال الزهيري قال المحقق:لا يصح - اعتمادا على وصله بالإسناد عند الخطيب البغدادي في"الفقيه والمتفقه" - وحكم على إسناد الخطيب بعدم الصحة وقال:إسناد ساقط للين أحمد بن عبيد ولكون شيخه الهيثم بن عدي متروك كذاب وضعف مجالد بن سعيد...
استفساري من مشايخنا ذو شقين:
أولا:هل يثبت الخبر من طرق أخرى (علما بأن ابن عبد البر - كما قلت - لم يذكر له إسنادا ؛ وإنما وصله الخطيب في"الفقيه والمتفقه")؟
ثانيا:هل يترخص الناصح في إيراد هذا الخبر في معرض النصيحة باعتبار صحة معناه وعدم نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم وتعاضد الأخبار الصحيحة في معناه - عدم الإفتاء بغير علم ؛ وهي مسألة نعاني منها أشد المعاناة اليوم! (علما بأن كثيرين من الكاتبين في هذا الموضوع وبعض أهل العلم يستشهدون بهذا الخبر) فهل يتخفف في إسناد مثل هذا الخبر؟
وجزاكم الله خيرا...

هل من مجيب؟

للرفع

اقتباس:

---

أولا:هل يثبت الخبر من طرق أخرى (علما بأن ابن عبد البر - كما قلت - لم يذكر له إسنادا ؛ وإنما وصله الخطيب في"الفقيه والمتفقه")؟

---

نعم بارك الله فيك , الخبر ثابت
فقد رواه البيهقي باسناد ثابت رجاله موثقون
رواه في المدخل الى السنن الكبرى (802)
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أبنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا يَعْقُوبُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا ابْنُ شُبْرُمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ شَدِيدَةٍ قَالَ: «وَزُبَّاءٍ ذَاتَ وَبَرٍ لَا تَنْقَادُ وَلَا تَنْسَاقُ، وَلَوْ سُئِلَ عَنْهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَضَلَتْ بِهِمْ»
وشيخه أبو الحسين هو ابن الفضل القطان , و هو من شيوخ الخطيب أيضا ووثقه في تاريخ بغداد حيث قال (718) : كتبنا عنه, وكان ثقة ))
وكذلك وثقه الذهبي في تاريخه
أما شيخه عبد الله بن جعفر فقد نقل الحطيب تضعيفه عن اللالكائي والبرقاني ثم دفعه
قال الخطيب: سمعت اللالكائي ذكره فضعفه.))
ثم قال (4998 )
((وسألت أبا سعد الْحُسَيْن بن عثمان الشيرازي عن ابن درستويه، فقَالَ: ثقة ثقة، حَدَّثَنَا عنه أبو عبيد اللَّه بن منده الحافظ بغير شيء، وسألته عنه فأثنى عليه ووثقه.)) انتهى
و شيخه هو يعقوب بن سفيان المشهور وهو ثقة
وأبو بكر هو الحميدي ثقة حافظ من رجال الشيخين
وشيخه سفيان بن عيينة غني عن التعريف
وشيخ سفيان هو عبد الله بن شبرمة التابعي الثقة من رجال مسلم
ورواه ابن عساكر أيضا باسناد آخر الى سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي
وروى عنه أيضا أقوالا أخرى في هذا المعنى .

شكر الله لك شيخنا الكريم وبارك فيك...

جعلك الله من عباده الشاكرين ووفقك الى ما تحبه ويرضاه , ولكن لست كما وصفتَ بارك الله فيك .
كما لا يفوتني في هذا المقام أن أزف الشكر البليغ الى طويلب العلم المبتدئ