ليس كل خلاف يمكن حسمه

الإصرار على قطع الخلاف وحسم النزاع في رواة أو روايات أو نُسخ أو أحاديث أو سماعات... قد انقضت عصور النقد ولم يُبتّ القول فيها أو يستقر الإجماع بشأنها : ضربٌ من المُحال والسفسطة.
والسنة الماضية : ( ولا يزالون مختلفين)
فبعض قضايا الحديث كبعض مسائل الأحكام.
قصارى جهد المجتهد المعتبر فيها أن يحكي الخلاف ويرجح أو يميل إلى أحد وجوه الخلاف، وربما لا يفعل.
وسيخالفه غيره ممن هم نحوه.
ولا إشكال في هذا.
فتضييع الزمان وتسويد الأوراق ونيل الشهادات بدعوى حسم جميع الخلاف في مسألة ما من هذه المسائل: لن يغير من الخلاف شيئا، ولن يعدوا أن يكون اجتهادا وطرحا إضافيًا.
فما نراه من نصب المعارك في أمثال هذه القضايا مدعيا كل طرف احتكار الحق والصواب ومشنعا على المخالف بل ومجهلا ومسفها له: هو قلة خبرة وضيق أفق وسوء تصور.
من ذلك: نسخة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
وأبو الزبير عن جابر.
وبعض الأحرف التي خولف الشيخان في تصحيحها.
ومعنى الحديث الحسن واستعمالاته قديما إلى زمان الترمذي.
ومصطلحات الترمذي المركبة في الجامع.
وتعيين من ذكر مسلم في مقدمة الصحيح مذهبه الذي شنع عليه فيه.
وغير ذلك من القضايا.
والله تعالى أعلم.

وفقكم الله شيخنا الفاضل

وليس كل خلاف جاء معتبرا إلا خلافا له حظ من النظر

وافضل من تكلم واجاد وافاد الحافظ الشاطبي ابن القيم الجوزية رحمهم الله تعالى .