تطبيق على شرعة ومنهاجًا في قوله تعالى:(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا)
لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا
ذكر أبو هلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية ماقاله المبرد في تفسيره للفرق بين الشرعة والمنهاج، فقال:"فعطف منهاجًا على شرعة لأن الشرعة لأول الشيء والمنهاج لمعظمه ومتسعه، واستشهد على ذلك بقولهم شرع فلان في كذا إذا ابتدأه، وأنهج البلى في الثوب إذا اتسع فيه." ص 22
وتحليل كلمة نهج على الأساس الذي ذكرته من قبل سيكون معناه:
نهج=نأى+أج=بعد+شد ة
أو: نأى+تأخر
وفي اللسان بالبحث عن معنى يوافق ماسبق:
نهج:وأَنهَجتُ الدابَّةَ: سِرْت عليها حتى انْبَهَرَتْ.
وفي حديث قُدومِ المُسْتَضعَفِين َ بمكة: فنَهِجَ بين يَدَيْ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى قَضى. النَّهَجُ، بالتحريك، والنَّهِيجُ: الرَّبْوُ، وتواتُرُ النَّفَسِ من شدَّةِ الحركةِ.
طَرَدْتُ الدابةَ حتى نَهَجَتْ، فهي ناهِجٌ، في شِدَّةِ نَفَسِها، وأَنْهَجْتُها أَنا، فهي مُنْهَجَةٌ.
وأَنْهَجَه البِلى إِذا أَخْلَقَهُ.
ومما سبق يبدو أن المنهاج وهو الطريق الواضح تطور معناه من البلى وكثرة تعهد الطريق والتعب فيه والسير فيه مسافات بعيدة.
وهذا المنهاج هو منهاج جميع الرسل الذي ساروا فيه ودعوا إليه.
معنى شرعة:
أشوى بمعنى أبقى+ري أو روى+وعى بمعنى حفظ
والمعنى على السلب:
شيء يخرج منتشرا+شيء مخيف أو اضطراب
وفي اللسان شرع:
شَرَعَ الوارِدُ يَشْرَعُ شَرْعاً وشُروعاً: تناول الماءَ بفِيه.
ودوابُّ شُروعٌ وشُرَّعٌ: شَرَعَتْ نحو الماء.
والشِّرْعةُ والشَّريعةُ في كلام العرب: مَشْرَعةُ الماء وهي مَوْرِدُ الشاربةِ التي يَشْرَعُها الناس فيشربون منها ويَسْتَقُونَ، وربما شَرَّعوها دوابَّهم حتىتَشْرَعها وتشرَب منها، والعرب لا تسميها شَريعةً حتى يكون الماء عِدًّا لا انقطاع له، ويكون ظاهراً مَعِيناً لا يُسْقى بالرِّشاءِ.
والشَّريعةُ والشِّراعُ والمَشْرَعةُ: المواضعُ التي يُنْحَدر إِلى الماء منها، قال الليث: وبها سمي ما شَرَعَ الله للعبادِ شَريعةً من الصوم والصلاةِ والحج والنكاح وغيره.
وقال قتادة: شرعة ومنهاجاً، الدِّين واحد والشريعة مختلفة.
والمعنى على السلب:
وأَشْرَعَ نَحْوَه الرُّمْحَ والسيْفَ وشَرَعَهُما: أَقْبَلَهُما إِياه وسَدَّدَهُما له.
وأَشرَعَ الشيءَ: رَفَعَه جدّاً.
وبذلك يبدو أن المنهاج في أصل معناه مرتبط بالشدة والصعوبة أما الشريعة في أصل معناها مرتبطة بالبيان والظهور بدون مشقة كما أرسلها الله لنا وبينها في كتبه.
والله تعالى أعلم