هل التحقيق نسبة الأحاديث الثابتة للصحيحين أم دراسة الأحاديث المشكلة؟
نرى في الكتب المحققة (ومنها رسائل علمية) أن المحقق يكتب علاف غلاف الكتاب (خرج أحاديثه ....) وعند النظر فيها نراه يترك دراسة أحاديث في غاية الأهمية إن لم تكن هي المقصودة من الكتاب، وقد رأت هذا في تحقيق كتاب (فضائل القرآن) لأبي عبيد، و (الانتصار) للباقلاني) و (الاتقان) للسيوطي بتحقيق الشيخ شعيب رحمه اللهرحمة واسعة، لم يتطرقوا إلى تخريج أو عزو أي حديث يخص مو ضوع نسخ التلاوة، كحديث $لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كلَّه، وما يدريه ما كلُّه، قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر# عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: قرأَ عليَّ أبي -وهو ابن ثمانين سنة- في مصحف عائشة: إنَّ الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، وعلى الذين يصلون الصفوف الأول. قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف
وروى أبو عبيد أيضاً عن أبي سفيان الكلاعي: أن مسلمة بن مخلد الأنصاري قال لهم ذات يوم: أخبروني بآيتين في القرآن لم تكتبا في المصحف؟ فلم يخبروه [وعندهم أبو الكَنود سعد بن مالك]. فقال: إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون. والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون.
فهل التخريج نسبة الأحاديث التي في الصحيحين وترك مثل هذه الأحاديث بلا إشارة !