-
من وصايا الخلفاء
وصية أبي بكر الصديق رضي الله عنه
عن الأغر قَالَ : لَمَّا أَرَادَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ ا لِلَّهِ عَنْهُ ، أَنَّ يَسْتَخْلِفَ عُمَر بَعَثَ إِلَيْهِ ، فَدَعَاهُ ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : إِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى أَمْرٍ مُتْعِبٍ لِمَنْ وَلِيَهُ ، فَاتَّقِ ا لِلَّهِ يَا عُمَر بِطَاعَتِهِ، وَأَطِعْهُ بِتَقْوَاهُ ، فَإِنَّ الْمُتَّقِيَ آمِنٌ مَحْفُوظٌ ،
ثُمَّ إِنَّ الْأَمْر مَعْرُوضٌ لَا يَسْتَوْجِبُهُ ، إلَّا مَنْ عَمِلَ بِهِ فَمَنْ أَمَرَ بِالْحَقّ وَعَمِلَ بِالْبَاطِلِ ، وَأَمَرَ بِالْمَعْرُوْف ، وَعَمِلَ بِالْمُنْكِرِ يُوشِكُ أَنَّ تَنْقَطِعَ أُمْ نِيَّتُهُ ، وَأَنْ يَحْبَطَ عَمَلَهُ ،
فَإِنَّ أَنْتَ وَلِّيتَ عَلَيْهُمْ أَمْرهُمْ ، فَإِنَّ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَجِفَّ يَدُكَ مِنْ دِمَائِهُمْ وَأَنْ تَضْمُرَ بَطْنُكَ مِنْ أَمْوَالَهُمْ ، وَأَنْ يَجِفَّ لِسَانكَ عَن أَعْرَاضِهمْ ، فَافْعَلْ ، وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ .
رواه الطبراني وقَالَ الَهُيثمي فِي مجمَع الزوائد 4/220: هُوَ منقطع إلَّاسناد وَرجالَهُ ثقات
لخصها الحارث المحاسبي فقال :
اتَّقِ اللهَ بِطَاعَتِهِ، وَأَطِعِ اللهَ بِتَقْوَاهُ،وَكُفَّ يَدَكَ عَنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِيْنَ ، وَبَطْنَكَ عَنْ أَمْوَالِهِمْ،وَلِسَانَكَ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ.وَحَاسِبْ نَفْسَكَ فِيْ كُلِّ خَطْرَةٍ. رسالة المسترشدين
-
وصيته رضي الله لجيش أسامة
أوصى أبو بكر جيش أسامة فقال:
(يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني:
1- لا تخونوا ...
2- ولا تَغُلُّوا ...
3- ولا تغدروا ...
4- ولا تمثلوا ...
5- ولا تقتلوا طفلاً صغيراً أو شيخاً كبيراً ولا امرأة ...
6- ولا تعقروا نحلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ...
7- ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة ...
8- وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له ...
9- وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منها شيئا فاذكروا اسم اللّه عليها ...
10- وتلقون أقواما قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فأخفقوهم بالسيف خفقاً ...
اندفعوا باسم اللّه).
قال له : إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله ، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له . وستجد قوما فحصوا عن أوساط رءوسهم من الشعر ، فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف ، وإني موصيك بعشر : لا تقتلن امرأة ، ولا صبيا ، ولا كبيرا هرما ، ولا تقطعن شجرا مثمرا ، ولا تخربن عامرا ، ولا تعقرن شاة ، ولا بعيرا ، إلا لمأكلة . ولا تحرقن نحلا ، ولا تفرقنه ، ولا تغلل ، ولا تجبن .
-
وصيته لعمررضي الله عنهما
عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ , أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : " إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ , إِنْ أَنْتَ قَبِلْتَهَا عَنِّي :
1- إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقًّا بِاللَّيْلِ لا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ , وَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقًّا بِالنَّهَارِ لا يَقْبَلُهُ بِاللَّيْلِ ,
2- وَإِنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لا يَقْبَلُ النَّافِلَةَ حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ ,
3- أَلَمْ تَرَ إِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فِي الآخِرَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ فِي الدُّنْيَا , وَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ , وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لا يُوضَعُ فِيهِ إِلا حَقٌّ أَنْ يَثْقُلَ ,
4- أَلَمْ تَرَ إِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فِي الآخِرَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلَ فِي الدُّنْيَا , وَخَفَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لا يُوضَعُ فِيهِ إِلا بَاطِلٌ أَنْ يَخِفَّ ,
5- أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ آيَةَ الرَّجَاءِ عِنْدَ آيَةِ الشِّدَّةِ , وَآيَةَ الشِّدَّةِ عِنْدَ آيَةِ الرَّجَاءِ , لِكَيْ يَكُونَ الْعَبْدُ رَاغِبًا رَاهِبًا , لا يُلْقِي بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ , لا يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرَ الْحَقِّ ،
6- فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْتَ وَصِيَّتِي فَلا يَكُونَنَّ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ , وَلا بُدَّ لَكَ مِنْهُ ،
7- وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْتَ وَصِيَّتِي هَذِهِ فَلا يَكُونَنَّ غَائِبٌ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ " .
-
وصيته رضي الله عنه ليزيد بن أبي سفيان رضي اللله عنه
وصية أبي بكر له:
كان مما قاله أبو بكر ليزيد:
"إني وليتك لأبلوك وأجربك وأخرجك فإن أحسنت رددتك إلى عملك وزدتك وإن أسأت عزلتك :
فعليك بتقوى الله فإنه يرى من باطنك مثل الذي من ظاهرك
وإن أولى الناس بالله أشدهم توليا له وأقرب الناس من الله أشدهم تقربا إليه بعمله
وقد وليتك عمل خالد فإياك وعبية الجاهلية فإن الله يبغضها ويبغض أهلها
وإذا قدمت على جندك فأحسن صحبتهم وابدأهم بالخير وعدهم إياه
وإذا وعظتهم فأوجز فإن كثير الكلام ينسي بعضه بعضا
وأصلح نفسك يصلح لك الناس
وصل الصلوات لأوقاتها بإتمام ركوعها وسجودها والتخشع فيها..
وإذا قدم عليك رسل عدوك فأكرمهم وأقلل لبثهم حتى يخرجوا من عسكرك وهم جاهلون به ولا ترينهم فيروا خيلك ويعلموا علمك وأنزلهم في ثروة عسكرك وامنع من قبلك من محادثتهم وكن أنت المتولي لكلامهم
ولا تجعل سرك لعلانيتك فيختلط أمرك
وإذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة
ولا تخزن عن المشير خبرك فتؤتى من قبل نفسك
واسمر بالليل في أصحابك تأتك الأخبار وتنكشف عنك الأستار
وأكثر حرسك وبددهم في عسكرك وأكثر مفاجأتهم في محارسهم بغير علم منهم بك،
فمن وجدته غفل عن حرسه فأحسن أدبه وعاقبه في غير إفراط وأعقب بينهم بالليل واجعل النوبة الأولى أطول من الأخيرة فإنهما أيسرهما لقربهما من النهار
ولا تخف من عقوبة المستحق ولا تلجن فيها ولا تسرع إليها ولا تخذلها مدفعا
ولا تغفل عن أهل عسكرك فتفسدهم
ولا تتجسس عليهم فتفضحهم
ولا تكشف الناس عن أسرارهم واكتف بعلانيتهم.
ولا تجالس العباثين وجالس أهل الصدق والوفاء وأصدق اللقاء ولا تجبن فيجبن الناس, واجتنب الغلول (الخيانة في المغنم) فإنه يقر بالفقر ويدفع النصر وستجدون أقوامًا حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعهم وما حبسوا أنفسهم له".
" الطبقات الكبرى ، تاريخ الطبري2/209
قال مالك ، عن يحيى بن سعيد ، أن أبا بكر الصديق بعث جيوشا إلى الشام ، فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان ، وكان أمير ربع من تلك الأرباع . فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر : إما أن تركب ، وإما أن أنزل .
فقال أبو بكر : ما أنت بنازل ، وما أنا براكب . إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله . ثم قال له : إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله ، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له .
وستجد قوما فحصوا عن أوساط رءوسهم من الشعر ، فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف ،
وإني موصيك بعشر :
لا تقتلن امرأة ، ولا صبيا ، ولا كبيرا هرما ، ولا تقطعن شجرا مثمرا ، ولا تخربن عامرا ، ولا تعقرن شاة ، ولا بعيرا ، إلا لمأكلة . ولا تحرقن نخلا ، ولا تفرقنه ، ولا تغلل ، ولا تجبن .