ذكر الدليل على أن المجتهد المخطئ في معرفة الله عز وجل ووحدانيته كالمعاند ( التوحيد لابن منده)
ذكر الدليل على أن المجتهد المخطئ في معرفة الله عز وجل ووحدانيته كالمعاند
قال الله تعالى مخبرا عن ضلالتهم ومعاندتهم : قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا (11)
وقال علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه لما سئل عن الأخسرين أعمالا فقال : كفرة أهل الكتاب كان أوائلهم على حق ، فأشركوا بربهم عز وجل وابتدعوا في دينهم ، وأحدثوا على أنفسهم ، فهم يجتمعون في الضلالة ، ويحسبون أنهم على هدى ، ويجتهدون في الباطل ويحسبون أنهم على حق ، ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . وقال علي رضي الله عنه منهم أهل حروراء
149 - أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن قال : أخبرنا أحمد بن يوسف ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيده لا يسمع بي رجل من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بي إلا كان من أهل النار »
150 - أخبرنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا الحسن بن وهب ، أخبرنا عمرو بن الحارث ، عن أبي يونس ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « والذي نفسي بيده ، ما يسمع بي من هذه الأمة من يهودي أو نصراني يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار »
151 - أخبرنا محمد بن الحسين ، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر ، ح وأخبرنا أحمد بن محمد بن عاصم قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان قالا : حدثنا عمرو بن حماد ، حدثنا أسباط بن نصر ، عن إسماعيل السدي ، عن أبي مالك ، وأبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن عبد الله بن مسعود ، أن سلمان الفارسي ، رضي الله عنهم ، بينا هو يحدث النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذكره أصحابه ، فأخبره خبرهم فقال : كانوا يصومون ويصلون ويشهدون أنك ستبعث نبيا ، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم : « يا سلمان هم من أهل النار » ، فاشتد ذلك على سلمان ، وكان قد قال له سلمان : لو أدركوك صدقوك واتبعوك ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية : إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى و الصابئين من آمن بالله واليوم الآخر (1) . فكان إيمان اليهود أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى حتى جاء عيسى ، فلما جاء عيسى عليه السلام كان من تمسك بالتوراة وأخذ سنة موسى ولم يدعهما ولم يتبع عيسى كان هالكا ، وإيمان النصارى من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنا مقبولا منه ، حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم فمن لم يتبع محمدا منهم ويدع ما كان عليه من سنن عيسى والإنجيل كان هالكا .
التوحيد لابن منده