واحسرتاهُ علـــى التعـــليـــم
واحسرتاهُ علـــى التعـــليـــم
من أول العام تــــسعاً طلّـــق الكُتبا
فقــــــد تـزوجَ ذا الجوالَ واللعــبـــا
وظنَّ مقعـــدَه ســــجنــــاً أحـــاط به
وكان يرنو إلى الأسـتاذِ مكــتــئــبــا
إذا أتى الصفَّ فالدنـــيــا تضيقُ به
وإن تعـــلّم عــلمــــاً نـــــافعاً غضِبا
كم يكرهُ النثرَ والفصحى وأحرَفها !
بل صار يكره كُرمى عينها العَربا
ويُبغــض الجـــبــرَ والمنهاجَ أجمَعهُ
ويعشق اللهـــو والضوضاءَ والطرَبا
...ومر عامٌ كلمـــحِ البــرق في عَجَلٍ
وها هو الفحصُ من أبـــوابه اقــتربا
فصار يقرأُ فـــنَّ الغِـــشِّ فـــي نَـــهَـــمٍ
ويتقنُ الــــزيــــفَ والتـــزوير والكذبا
كم ساهر (الفيسَ)حتى الفجرِ ما نعست
عيناهُ ,علَّ الكرى مـــن جــفـــنـه هربا
ولم يبـــالِِ بِمَـــن باللّــــطـــف ينصحُهُ
حـــتى وإن كـــــان أُمـــــا أنجبت وأبا
يقول : تحــــصدُ مـــا بالأرض تزرعهُ
من يزرعُ الشوك أنــــى يقطف العنبا ؟
فما النتيجة بعد الغـــش ؟ وا أســـفي !
يومَ النتائج عينيْ شــــاهـــــدت عجبا
رأيته ناجحــــاً بــــل نـــال مـــــرتبةً
مع الأوائل حقاً قيل : عِـــشْ رَجــــبا
واحسرتاهُ علـــى التعـــليـــم إن بقيتْ
وسائلُ الغشِّ تُعلي جــــاهــــــلا ً رُتبا
شعر : مصطى قاسم عباس