كتب الحايك في موقعه موضوعاً؛ اتهم فيه ابن حبان بالتخليط بين ترجمة عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي، وأبيه ثابت بن ثوبان..
وهذا نصه بتمامه:http://www.addyaiya.com/uin/arb/View...?ProductId=380
فكتبتُ تحته معلقا، وقلتُ (*):
خلطٌ لابن حبّان!
بقلم: أبي صهيب الحايك.
قال ابن حبان في «مشاهير علماء الأمصار» «ذكر مشاهير أتباع التابعين بالشام» (ص181): "عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي من صالحي أهل الشام ممن صحب نافعاً زماناً، وكان ثبتاً، قد عُمِّر".
قلت: قد خلط ابن حبان في هذه الترجمة بين عبدالرحمن وأبيه ثابت! فالذي يُعدّ من أتباع التابعين هو أبوه ثابت، وهو الذي صحب نافعاً، وهو الثبت!
وأما ابنه عبدالرحمن فهو الذي قد عُمّر، وكان من صالحي أهل الشام، ولكنه كان ضعيفاً.
قال ابن حبان في «الثقات» (6/125): "ثابت بن ثوبان العنسي، من أهل دمشق، يروي عن مكحول ونافع، روى عنه ابنه عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان".
وقال الذهبي في «الكاشف» (1/623): "عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي الزاهد... عاش تسعين عاماً، توفي 165".
وكتب: خالد الحايك.
7/5/1429هـ.
لم يُخلط ابن حبان بين الترجمتين ألبتة !!
* فعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان(75-165هـ) أيضا يُعدّ من أتباع التابعين؛
فقد ذكره ابن حبان في كتابه "الثقات" في طبقة أتباع التابعين الذين رووا عن التابعين؛ قال (7/92) : "عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي يروي عن الحسن بن أبي الحسن، وجماعة من التابعين،روى عنه الوليد بن مسلم، وغسان بن الربيع." اهـ
وعدّه ابن حجر في كتابه "التقريب" من الطبقة السابعة وهي طبقة كبار أتباع التابعين كمالك والثوري؛ قال(ص337): "عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي بالنون الدمشقي الزاهد؛ صدوق يخطىء، ورمي بالقدر، وتغيّر بأخرة، من السابعة، مات سنة خمس وستين وهو ابن تسعين سنة، بخ 4 " اهـ
ونظرة في قائمة شيوخه الذين سماهم المزي في تهذيب الكمال (17/12-13) تؤكّد دخوله في هذه الطبقة؛ فهو يروي كثيرا عن التابعين من الطبقة الوسطى والصغرى منهم.
* وهو أيضاً يروي عن نافع مولى ابن عمر(ت117هـ)
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/486): "عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الشامي الدمشقي سمع أباه، ونافعًا مولى عبد اللَّه بن عمر، وعمرو بن دينار، وعبدة بن أبي لبابة، وعبد اللَّه بن الفضل الهاشمي، وحسان بن عطية...الخ"، ثم قال: "وكان ابن ثوبان ممن يذكر بالزهد والعبادة، والصّدق في الرواية." اهـ
وقد ذكر نافعاً ضمن شيوخه كلٌّ من ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/246)،و المزي في "تهذيب الكمال" (17/3)، والذهبي في تاريخ الإسلام"(4/433)، وفي "سير أعلام النبلاء" (7/313)، وفي "ميزان الاعتدال"(2/551)، والعيني في "مغاني الأخيار" (2/177).
* وهو أيضا عند ابن حبان ثقة [ثقاته 7/92 ] كأبيه،كلاهما مذكور في كتابه الثقات،
وقد وثقهُ جماعة قبل ابن حبان وهم من كبار أئمة النقد؛ كدُحيم [تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص401، تاريخ دمشق 34/251]، وأبي حاتم [الجرح والتعديل 5/219]
وقال فيه جماعة: "ليس به بأس" منهم عليّ بن المدينى(...) ، و أحمد بن عبد الله العجلى [ثقات العجلي ص289]، وأبو زرعة الرازي [الجرح والتعديل 5/219]، ويحي بن معين- في رواية الدوري عنه- [تاريخه 4/463]، وأبو داود [سؤالات الآجري له ص251]
وقال أبو حفص الفلاس:"حديث الشاميين كلهم ضعيف، إلا نفرا منهم الأوزاعى، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. وذكر قوماً." [تاريخ بغداد 11/486]
وقال أبو بكر الخطيب: "كان ممن يذكر بالزهد و العبادة و الصدق فى الرواية" [تاريخ بغداد 11/468]
وقال ابن عدي: " له أحاديث صالحة .."
نعم قد ضعفه جماعة من الأئمة ..لكن -كما رأيتَ- لم يتفقوا على تضعيفه حتى يُقال إن ابن حبان خلط بينه وبين أبيه الثقة، فابن حبان نفسه كان يوثقه ولا يضعفه،
وما قاله عنه في كتابه "مشاهير علماء الامصار" كله صادقٌعليه، لم يُخلطه بشيءٍ من ترجمة أبيه. والله أعلم
مدينة بابا حسن -الجزائر العاصمة -الجزائر في 2014/11/1
______________
(*) لم يشأ أن ينشر تعليقي في موقعه !
وكذلك فعل في موضوع آخر!،وياليته هناك اكتفى بعدم نشره، فإني وجدته قد أعاد تحرير موضوعه مستفيدا مما كتبته له وناقشته فيه..
ولعلي سأكتب في المستقبل ما حدث بيننا فهو محفوظ عندي.