ذكر ما وقع فيه عدنان إبراهيم من أخطاء في إنكاره حادثة السحر.
بسم الله أبدأ في ذكر بعض الموضوعات والتحريرات الهامة
التي وردت في كتابي حادثة تعرض النبي (ص) للسحر
والغرض من وراء ذلك هو إظهار بعض الفوائد التي قد لا تظهر بسبب خصوصية عنوان الكتاب
ومناقشة بعض الإشكالات والأفكار الواردة فيه
الموضوع الخامس:
ص: 383
الرجل باختصار شديد من أهل المراوغة والمخادعة، يحسن خداع الجهلة ويلبس عليهم، ويحسب نفسه على شيء
تكلم في الحادثة ثلاث دقائق، لبس ودلس فيها على الناس، ومن أمثلة تدليسه وتلبيسه في هذا المقطع:
- أنه يعظم كعادته من يوافقه الرأي في المسألة ويجعله حجة الإسلام ولو كان فردا خالف جماعة
ويحتقر ويصغر من خالفه ولو كانوا أئمة الإسلام، ولابأس أن يعظم الرجل
ص: 384
إذا وافقه الرأي ويحقره إن كان في صف من يخالفه.
- نقل عن الرازي "أن هذا من أبلغ السحر وأخطره إذا وقع" وبين المعنى من النقل قال أن الإنسان يُغلب على تقدير الأمور.
قلت: هذا كذب منه، ولم يقل أحد من أئمة المسلمين أن النبي (ص) أصبح لا يقدر الأمور
وأما نقله عن الرازي فلا أظن أن الرازي ذكره، وأما قول بعض العلماء أن هذا من أشد أنواع السحر
فمرادهم ليس كما يزعم هو وقد بينا قصدهم في ثنايا البحث، ثم على فرض أن الرازي قال هذا الكلام
لماذا اختار عدنان هذه العبارة دون غيرها، وقد رأينا أن أكثر العلماء يذهبون إلى أن ما تعرض له النبي (ص) كان من أخف أنواع السحر؟!. قلت: غرضه بين التدليس والتلبيس.
- قال وفي بعض طرق الحديث: "ذوى وضعف وصار كالفرخ".
قلت: لقد كان له في الروايات الواهية والموضوعة غُنيَةٌ عن اختراع الأحاديث، شكرا يا من يدعي الذب عن السنة
فقد أضفت حديثا جديدا إلى الأحاديث التي لا يُعلم لها أصل.
وهذا غيض من فيض فهناك الكثير مما يمكن أن يقال في هذه الثلاثة دقائق.
ثم إنه كرر الكلام فيه حديثا ومما جاء في المقطع الجديد:
- أن الحديث مكذوب وأنه لا يدري من أدخله مع جزمه بتبرئة عائشة رضي الله عنها وعروة.
- وكرر قوله ذوى وصار كالفرخ!!
- وحاول أن يعارض الحديث بآية العصمة، فجعل الآية دالة على العصمة من الأذى العظيم أو القتل
وأن لا بأس بوقوع الأذى الخفيف عليه كالجرح!!
وهذا لعمرك استخفاف بالعقل بمحاولة إجباره على قبول المتناقضات، فكما أخرجنا الجرح نخرج السحر
ثم متى كان ما تعرض له النبي (ص) في الطائف وفي أحد ضررا خفيفا؟! ولماذا يختار في الجرح الخفة وفي السحر الستة أشهر؟!
ص: 384
- وحاول أن يجعل كلام ابن القيم في من يصيبهم السحر متناقضا، وقد بينت خطأ من ادعى ذلك سابقا.
- ذكر أن الجصاص أنكر الحديث وهو يعلم أنه من أفراد البخاري ودليله أن الجصاص أتى بعد البخاري بحوالي 200 سنة
وليس هذا بحجة والذي يظهر أن الجصاص لم يكن يعلم أن الحديث من مرويات البخاري ومسلم أو ذهل عن ذلك
وأن الذي كان يحضره بعض طرقه الضعيفة
وعلى الهامش قد أخطأ عدنان في تحديد الزمن بين الرجلين، وفي قوله أن الحديث من أفراد البخاري.