قال ابن القيم رحمه الله : ( وهذا الضرب إنما يُسْتَفْتَوْنَ بالشَّكْلِ لا بالفضل ) .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه :( إعلام الموقعين ) ج 4/208 :
وكثير منهم ( أي من المدعين للفتوى ) نصيبهم مثل ما حكاه أبو محمد بن حزم قال :
كان عندنا مفت قليل البضاعة ، فكان لا يفتي حتى يتقدمه من يكتب الجواب فيكتب تحته جوابي مثل جواب الشيخ ، فقدر أن اختلف مفتيان في جواب ؛ فكتب تحتهما جوابي مثل جواب الشيخين فقيل له : إنهما قد تناقضا .
فقال : وأنا أيضا تناقضت كما تناقضا .
وقد أقام الله سبحانه لكل عالم ورئيس وفاضل من يُظْهِرُ مماثلتَه ، ويَرَى الجُهَّالُ - وهم الأكثرون - مُسَاجَلَتَه ومُشَاكَلَتَه ، وإنه يجري معه في الميدان ، وأنهما في المسابقة كفرسي رهان ، ولا سيما إذا طَوَّل الأردان ، وأرخي الذوائب الطويلة وراءه كَذَنَبِ الأَتَان ، وهَدَرَ باللسان ، وخلا له الميدان الطويل من الفرسان .
فلو لَبِسَ الحمار ثياب خَزٍّ *** لَقَالَ الناس يَالَكَ من حِمَار
وهذا الضرب إنما يُسْتَفْتَوْنَ بالشَّكْلِ لا بالفضل ، وبالمناصب لا بالأهلية ، قد غَرَّهُمْ عُكُوْفُ مَنْ لا عِلْمَ عنده عليهم ، ومُسَارَعَةُ الأَجْهَلِ منهم إليهم ، تَعُجُّ منهم الحقوق إلى الله تعالى عَجِيْجَا ، وتَضِجُّ منهم الأحكام إلى من أنزلها ضجيجا ، فمن أَقْدَمَ بالجرأة على ما ليس له مِنْ فُتْيا أوقضاء أوتدريس استحق اسم الذم ، ولم يَحِلَّ قبولُ فُتْيَاه ولا قضائه ، هذا حكم دين الإسلام وإنْ رَغِمَتْ أنوف من أناس فقل : يارب لا تُرْغِم سواها . أهـ.
رد: قال ابن القيم رحمه الله : ( وهذا الضرب إنما يُسْتَفْتَوْنَ بالشَّكْلِ لا بالفضل )
بارك الله فيك، ونفع بك
اقتباس:
وقد أقام الله سبحانه لكل عالم ورئيس وفاضل من يُظْهِرُ مماثلتَه ، ويَرَى الجُهَّالُ - وهم الأكثرون - مُسَاجَلَتَه ومُشَاكَلَتَه ، وإنه يجري معه في الميدان ، وأنهما في المسابقة كفرسي رهان ، ولا سيما إذا طَوَّل الأردان ، وأرخي الذوائب الطويلة وراءه كَذَنَبِ الأَتَان ، وهَدَرَ باللسان ، وخلا له الميدان الطويل من الفرسان
الصواب - يا أخي - في ( هدر اللسان ) : ( هذر اللسان ) لا غير. انظر ط: دار ابن الجوزي تحقيق : الشيخ مشهور ( 6/119)
والله أعلم
رد: قال ابن القيم رحمه الله : ( وهذا الضرب إنما يُسْتَفْتَوْنَ بالشَّكْلِ لا بالفضل )
جزى الله الأخ المسيطير خيرا على ما نقل من كلمات قيمة للإمام القيم ابن القيم رحمه الله ، وقد كتبت هنا في هذا الملتقى اليوم في قسم الفقه عن إعلام الموقعين أوصي فيه طلبة العلم بالنيل منه ومن كتب ابن القيم عموما ومن هذا الكتاب خصوصا لما فيه من فوائد وفرائد .
ولقد ذكرتنا بالحديث المعضل : أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار . ومعناه صحيح أدرك معناه السلف فقد كانوا يخافون ذلك رضي الله عنهم ورحمهم ، والأثار عنهم كثيرة في هذا ، ولهذا أورده صاحب كتاب : أحاديث ضعاف وعليها العمل بغير خلاف .
رد: قال ابن القيم رحمه الله : ( وهذا الضرب إنما يُسْتَفْتَوْنَ بالشَّكْلِ لا بالفضل )
بارك الله فيكم يا حبيبنا.