مغتربٌ يُناجي وَطَنه الجريح...
مغتربٌ يُناجي وَطَنه الجريح...
ترنو إليَّ بعــــينهـــا الثّكـلى
فأعودُ بين ربوعها طِفــــلا
وأسائلُ الأطلالَ في عَجَبٍ
إذ لا أرى رسْماً ولا ظِــلَّا
يا أرضُ أينَ أحبتي رحلوا ؟
أرنو وطرفي لا يرى أهلا
فتجيبني والحزنُ يعصرها
ورُكامها كِسَفٌ : أنا خجلى
لم يبقَ قمريٌ على فَنِني
أو زهرةٌ من أختها أحلى
لم يبقَ بين خمائلي عبقٌ
كم فاحَ قَبْلاً يفضحُ الفُلّا !
فاسمع أنينَ اليُتْمِ وابكِ دَماً
وانظرْ ترَ التّدميرَ والقتلى
****
أنا ما هويتُ الهجرَ من صِغري
كم غربةٍ قد أورثت ذُلّا
لو ملّكوني الأرض أجمعَها
أنا ما سعدت بغربتي كَلا
لكن رحلتُ اليوم , ذا قدري
ما قدّر الرَّحمن بي حلّا
****
يا حُلْمُ هبْ لي في الكرى طيفاً
يُهدي إلى أجفانيَ الكُحلا
ويطيرُ بي حتى أرى سَحَراً
بدراً يعانق نجمةً جَذْلى
نجمٌ هنا, جَبل هنا , وأرى
وديانَ أوطاني هيَ الأعلى
يا ربِّ لُمَّ الشملَ في عَجَلٍ
واجعلْ لنا من هَجرنا وَصْلا
شعر : مصطفى قاسم عباس