-
مِلحُهُ على ركبتِهِ
ومن أمثال العرب : مِلحُه على رُكبَتِه : يُضرب للرجل قليل الوفاء.
من الأمثال العربية التي ذكر فيها الملح قولهم السابق "ملحه على ركبتيه" أو فوق ركبتيه. ويضرب للذي يغضب بسرعة، وقيل غير ذلك، على نحو ما تقدم. ومن استخدام هذا المثل في الشعر، قول مسكين الدارمي في امرأته يصفها بسرعة الغضب :
لا تلمها إنها من نسوة ملحها موضوعة فوق الركب
كشموس الخيل يبدو شغبها كلما قيل لها هاب وهب
------------
الميداني ـ مجمع الأمثال 2/317، 318.
-
بارك الله فيكم ونفع بكم .
وهذا نص كلام الميداني في مجمع الأمثال :
1989 - شَرُّ النَّاسِ مَنْ مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ
يضرب للنزيق السريع الغضب وللغادر أيضاً . قلت : هذا لفظ يحتاجُ إلى شَرْح والأصل فيه : أن العرب تسمى الشحم مِلْحاً لبياضه وتقول : أَمْلَحْتُ القِدْرَ إذا جعلت فيها الشحم وعلى هذا فسر قوله :
لا تَلُمْهَا إِنهَا مِنْ نِسْوَةٍ ... مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرَكب
يعني من نسوة هَمُّها السمن والشحم فكان معنى المثل : شر الناس مَنْ لا يكون عنده من العقل ما يأمره بما فيه مَحْمدة إنما يأمره بما فيه طَيْش وخفة وميل إلى أخلاق النساء وهو حُبُّ السمن والمِلْحُ يذكر ويؤنث .
وقال رحمه الله في موضع آخر :
3795 - مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِه
هذا مَثَلٌ يضرب للذي يَغْضَب من كل شيء سريعاً ويكون سيئ الخُلُقِ
أي أدنى شيء يُبَدِّده أي يُنَفَّره كما أن المِلْحَ إذا كان على الركبة أدنى شيء يبدده ويفرقه
ويُقَال : الملح ههنا اللبن والملح الرَّضَاع أي لاَ يحافظ على حُرْمة ولاَ يَرْعَى حقاً كما أن واضعَ اللبن على ركبته لاَ قدرة له على حفظه وهذا أجْوَدُ الوجوه
قَالَ مسكين الدرامى في امرأته :
لاَ تَلُمْهَا إنَّهَا مِنْ نِسْوَةٍ ... مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ
كَشَمُوسِ الخَيْلِ يَبْدُو شَغْبُهَا ... كُلَّمَا قِيْلَ لَهَا هَابِ وَهَبّْ
أراد بالشَّغْبِ القتالَ والخروجَ عن الطاعة وهابِ وهَبْ : ضربان من زَجْر الخيل ويروى " هالِ " باللام وأصله مقلوب " هَلاً " وهو زَجر الخيل أيضاً
وقَالَ ابن فارس : العرب تسمى الشحم ملحاً أيضاً وتقول : أمْلَحْتُ القِدْرَ إذا جعلتَ فيها شيئاً من شَحْم ثم قَالَ : وعليه فسر قوله " لاَ تلمها - البيت " يعني أن هَمَّها السمن والشحم
قلت : يضرب المثل - على ما قَالَه - لمن لاَ يطمح إلى معالي الأمور بل يُسِفُّ على سَفْسَافها
قَالَ : ابن الأعرابي : يُقَال " فلاَن ملحه على ركبته " إذا كان قليلَ الوفاء
وقَالَ أبو سعيد : هذا كقولهم : إنما ملحه مادام معك جالساً فإذا قام نفضَها فَذَهَبَتْ.
-
حفظَ اللهُ الأخَ الفاضلَ ،وشكّرَ لهُ إثراءَ الموضوعِ بهذهِ الفوائدِ النافعةِ الطيبة،والتي عززتْ منْ قيمةِ الموضوعِ.
باركَ اللهُ في الأخِ ونفعَنا بعلمِهِ.
-