نسبة الفضل الى الرحيم المنان
الحمد لله رب العالمين , له النعمة وله الفضل , وأشهد ان لا اله الا الله , عالم الغيب والشهادة , مقسم الأرزاق ومقدر الأقدار قدرا تاما نافدَا , أحكم الحاكمين حكما حقا عادلا .
وأشهد ان سيدنا وحبيبنا وامامنا وقائدنا محمدا عبده ورسوله , أرسله الله تعالى رحمة للعالمين , فختمَ به الرسالات , ليكونَ بشيرا ونديرا بين يدي الساعة , اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه , صلاة وسلاما ترزقنا بها اتباعه , وتثبتنا بها وترحمنا يا ارحم الراحمين , آمين آمين .
اما بعد :
فانه من الأمور المعروفة جدا _والتي لا تخفى عليكم _ والهامة ,فيما يأتي للمسلم من نعم , سواء كانت دينية او دنيوية , هو وجوب ان ينسب النعمة الى الله تبارك وتعالى , لا الى نفسه , فيقول الفضل لله أولا , يبدأ بنسبة الفضل لله أولا , (ثم) يثني بما يشاء .
حتى في الأمور الدينية , ينسب الفضل الى الرحيم المنان سبحانه .
وكدلك في الأمور الدنيوية , تنسب الفضل _في امورك وشؤونك _ الى مقدر الاقدار ومقسم الارزاق سبحانه , ولا تعترض او تحتج على ما قد يفوتك _ مما قدره الله تعالى لك _ منها , و كدلك لا تنسب أي فضل او نعمة منها الى نفسك .
ف(من المعلوم من الدين بالضرورة) أي من أسس العقيدة والايمان , انه لا يجوز نسبة الفضل الى غير الله سبحانه ,ف(مثلا) : لا يجوز لي أن أنسب أي نعمة أوتيتُها _مثلا _الى نفسي , بل أنسبُ الفضل والحمد لله سبحانه , ثم للأسباب التي اوجدَها الله تعالى .
كدلك في النعم الدنيوية , من الأمور المحرمة شرعا (والمعلوم تحريمها بالضرورة) , ومن اصوله , انه لا يجوز لشخص ولا لفئة ولا لقوم نسبة الكثرة او الوفرة او الرزق او رغد العيش _ابتداء _ الى أي سبب من الأسباب الدنيوية, لا الى انفسنا , ولا الى الأسباب الأرضية الأخرى _الفانية _ لداتها , بل ننسب الفضل الى الكريم المنان سبحانه أولا , ثم بعدَ دلك تأتي الأسباب, ودلك من شكر النعمة .
فلدلكَ وانا واحد من الناس , أقولُ _راضيا بقضاء الله تعالى , ومتبعا لأوامره وأحكامه _ بأن كل نعمة او فضل جائني فهو من الباري تبارك وتعالى , وكل شر او نقص او سوء فمن نفسي المخطئة المقصرة , ومن الشيطان اللعين ومن اتباعه و اوليائه الاشقياء التعساء .
والحمد لله أولا وأخيرا
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد بن عبد الله , وعلى اله وصحبه اجمعين .