عناصر ظهور الدين, وتمكين أهله في الأرض //الشيخ: فتحي الموصلي.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد…
تأملتُ في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية رغبةً في معرفة أسباب ظهور الدين الحق وعناصر علوّه وتمكين أهله في الأرض؛ لا سيما وقد أحاطت بديننا المخاطر وتداعت الأمم على أمتنا من كل حدب وصوب.
فوجدت أن الدين الحق لا يظهر ظهوراً جلياً إلا إذا اجتمعت هذه العناصر جميعاً …
وأذكرها هاهنا – اختصاراً – للفائدة:
١- الاعتقاد: إظهار الاعتقاد الصحيح المتمثل بالتوحيد الخالص؛ والجزم بأن المستقبل للإسلام.
٢- الاحتكام: أي أن الكلام في (إظهار الدين) يكون من باب الكلام في الأحكام الشرعية لا من قبيل التحليل والتصورات العقلية.
٣- الاكتمال والتكامل: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى) أي: بالهدى الكامل؛ فعلى قدر الاتصاف بالهدى يظهر الدين … ولا يظهر الدين إلا إذا كان أهله متفرقين تفرق تنوع لا تفرق تضاد: فقهاء، علماء، محدثون، مفسرون، مصلحون، زهاد …
٤- الالتزام: التمسك بالحق ظاهراً وباطناً.
٥- التجديد: إحياء ما اندرس من معالم الدين الحق وتصفيته من المحدثات والشوائب.
٦- التدافع: جريان سنن التدافع لصالح أهل الدين الصحيح.
٧- الاكتساب: السعي في الأخذ بالأسباب الشرعية والأسباب الحسية.
٨- الامتحان: الغالب في سنن الله وقوع الابتلاء على أهل الدين الحق تمحيصاً وتثبيتاً لهم.
٩- التبعية: تبعية السيف للعلم والفتوى وتغيير المنكر للمصلحة والحكمة.
١٠- التدرّج: ظُهُور الدين بالحجة سابق على ظهوره بالقدرة.
١١- الاجتماع: فلا ظهور من غير اجتماع ولا علو من غير ائتلاف.
١٢- الاعتصام: اعتصام بالله توكلاً، واعتصام بحبل الله اتباعاً، واعتصام بالله إخلاصاً.
١٣- الاعتدال: في العقائد والأقوال والأعمال؛ والأمة لا تكون شاهدة على الأمم إلا بالوسطية.
١٤- الانتماء: الانتساب إلى الإسلام ديناً وإلى السنّة المحضة منهجاً.
١٥- الانتقاء: إقامة الدعوة على ساق العلم والربانية لا على ساق الشخصنة والحزبية.
١٦- الانتصار: النصرة للحق بالعلم والعدل، وليس بالجهل والظلم.
١٧- الامتياز : التميّز عن الباطل وأهله.
١٨- الاستبطاء: الخشية من أن تكون الذنوب والنقص في الأسباب سبباً في تأخير حصول النصر.
١٩- التضرع: إظهار التذلل والانكسار وملازمة الدعاء والخروج من حظوظ النفس.
٢٠ – التبشير: نشر المبشرات من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والرُؤى الاستئناسيّة.
هذه هي عناصر ظهور الدين كما ثبتت في القرآن والسنة النبوية … ويلحظ الناظر أنها جاءت بصيغة (التفاعل) ؛ لأن الظهور متوقف على الاجتهاد في العمل … وهي تأتي في نطاق السنن الشرعية والكونية متدرجة في الوجوب والوقوع.
وإنما عدلت عن الشرح والتدليل مخافة التطويل .
والله وحده الهادي إلى سواء السبيل.
http://almawsily.com/?p=964