تخصيص ليلة 27 بقيام أغلب الليل
السؤال:
في أحد المساجد و في كل عام في ليلة سبع وعشرين من رمضان يقيمون الليل إلى الفجر، فهل هذه بدعة؟ أفيدونا بارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:فإن تخصيص ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان بالقيام دون بقية الليالي أمر مشروع؛ حيث إن هذا التخصيص يستند إلى أدلة خاصة، فمن ذلك:أولا: حديث أبي ذر في قيام النبي صلى الله عليه وسلم بهم في أفراد السبع الأواخر، وأنه قام بهم في الثالثة و العشرين إلى ثلث الليل، وفي الخامسة إلى نصف الليل، و في السابعة إلى آخر الليل حتى خشوا أن يفوتهم الفلاح.
ثانيا: ما رواه الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر: (من كان منكم متحريها فليتحرها ليلة سبع و عشرين) أو قال: (تحروها ليلة سبع وعشرين).
ثالثا: ما ورد أن رجلا قال: يا رسول الله إني شيخ كبير عليل يشق علي القيام، فمرني بليلة يوفقني الله فيها لليلة القدر قال: عليك بالسابعة.
رابعا: عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: و الله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين.
قال ابن رجب بعد أن ذكر طائفة من الأحاديث والآثار: (وهذا كله يدل على تأكدها -يعني ليلة السابع والعشرين- على سائر أفراد السبع والعشر).ومما يتعين التنبيه عليه في هذا المقام وجوب التثبت والاحتياط عند إطلاق لفظ البدعة على شيء من الأعمال، وذلك أن التبديع حكم شرعي؛ إذ البدعة تقتضي الذم والتحريم والبطلان.
وقد قال الله سبحانه: "قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون".
وإني أقدر للسائل حسن سؤاله وبحثه عن الحق، وفقنا الله جميعا للخير، والحمد لله أولا وآخرا.
المجيب: د. محمد بن حسين الجيزاني
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية