قال العلامة ابن حجة الحموي رحمه الله في ثمرات الأوراق 1 / 115 - 116 :
وحكي أن النضر بن شميل مرض فدخل عليه قوم يعودونه فقال له رجل منهم يكنى أبا صالح: مسح الله ما بك ! فقال: لا تقل: مسح بالسين، ولكن قل: مصح الله بالصَّاد ، أي: أذهبه وفرَّقه، أما سمعت قول الأعشى:
وإذا ما الخمر فيها أزبدتْ ... أفل الإزباد فيها ومصَحْ
فقال له الرجل: إن السين قد تبدل بالصاد، كما يقال: الصراط والسراط، وصقْر وسقْر ، فقال له النضر: فأنت إذا أبو سالح.
قلت: ويشبه هذه النادرة ما حكي أن بعض الأدباء جوَّز بحضرة الوزير أبي الحسن بن الفرات أن تقام السين مقام الصاد في كل موضع، فقال الوزير: أتقول: ( جنات عدن بدخلونها ومن صلح من آبائهم ) أم سلح؟ فخجل الرجل وانقطع.
والذي ذكره أرباب اللغة في جواز إبدال الصاد من السين أنه في كل كلمة كان فيها سين ، وجاء بعدها أحد الحروف الأربعة، وهي الطاء والخاء والغين والقاف، فتقول: الصراط والسراط، وفي سخَّر لكم صخر لكم، وفي مسغبة مصغبة، وفي سيقل صيقل، وقِسْ على هذا . اهــ