لماذا (رأيتهم لي ساجدين) وليس (ساجدات) ؟ فائدة
السلام عليكم
فائدة تعلمتها فأردت أن أشارككم بها
قال الله تعالى:
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)
قال الإمام الطبري في تفسيره:
قال" ساجدين" والكواكب والشمس والقمر إنما يخبر عنها ب"فاعلة" و"فاعلات" لا بالواو والنون ، [ لأن الواو والنون] إنما هي علامة جمع أسماء ذكور بني آدم، أو الجن، أو الملائكة . وإنما قيل ذلك كذلك ، لأن "السجود" من أفعال من يُجمع أسماء ذكورهم بالياء والنون ، أو الواو والنون ، فأخرج جمع أسمائها مخرج جمع أسماء من يفعل ذلك ، كما قيل:( يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ) ، [سورة النمل : 18].
وقال في موضع آخر:
وقيل:(كُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) فأخرج الخبر عن الشمس والقمر مخرج الخبر عن بني آدم بالواو والنون، ولم يقل: يسبحن أو تسبح، كما قيل:(والشَّمْس والقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لي ساجِدِينَ ) لأن السجود من أفعال بني آدم، فلما وصفت الشمس والقمر بمثل أفعالهم، أجرى الخبر عنهما مجرى الخبر عنهم.
وقال القرطبي رحمه الله في (الجامع لأحكام القرآن):
فإن قيل: كيف جمع من لا يعقل جمع من يعقل ؟.
قيل: لانه أسند إليهم فعل من يعقل، كما قال: " رأيتهم لي ساجدين (1) " ولم يقل ساجدات، وقد قال: " لم شهدتم علينا (2) "، وقال: " وتراهم ينظرون إليك (3) "، ومثله كثير، وسيأتى إن شاء الله تعالى.
وقال:
والعرب تجمع مالا يعقل جمع من يعقل إذا أنزلوه منزله، وإن كان خارجا عن الأصل.
وقال:
وقال سيبويه رحمه الله في قوله تعالى: " رأيتهم لى ساجدين ": إنما قال: " رأيتـهم " في نجوم، لانه لما وصفها بالسجود وهو من فعل من يعقل عبر عنها بكناية من يعقل
وقال ابن حيان في تفسيره (البحر المحيط):
وجمعهم جمع من يعقل ، لصدور السجود له ، وهو صفة من يعقل ، وهذا سائغ في كلام العرب ، وهو أنْ يعطى الشيء حكم الشيء للاشتراك في وصف ما ، وإن كان ذلك الوصف أصله أن يخص أحدهما .
رد: لماذا (رأيتهم لي ساجدين) وليس (ساجدات) ؟ فائدة
كلام جميل وفائدة رائعة ، نفع الله بكِ
رد: لماذا (رأيتهم لي ساجدين) وليس (ساجدات) ؟ فائدة
رد: لماذا (رأيتهم لي ساجدين) وليس (ساجدات) ؟ فائدة
أحسنَ الله إليك ، توجيه رائع ، ولكن لدي إشكال :
اقتباس:
وإنما قيل ذلك كذلك ، لأن "السجود" من أفعال من يُجمع أسماء ذكورهم بالياء والنون ، أو الواو والنون ، فأخرج جمع أسمائها مخرج جمع أسماء من يفعل ذلك
أليس السجود من أفعال النساء كذلك ؟ فلم أخرجهن - رحمه الله - ؟
رد: لماذا (رأيتهم لي ساجدين) وليس (ساجدات) ؟ فائدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الوليد التويجري
أحسنَ الله إليك ، توجيه رائع ، ولكن لدي إشكال :
أليس السجود من أفعال النساء كذلك ؟ فلم أخرجهن - رحمه الله - ؟
يقول رحمه الله
وإنما قيل ذلك كذلك ، لأن "السجود" من أفعال من يُجمع أسماء ذكورهم بالياء والنون ، أو الواو والنون ، فأخرج جمع أسمائها مخرج جمع أسماء من يفعل ذلك
فهو لا يقول بأن الإناث لا تفعل ذلك ولكن يقول بأن الذين يُجمع اسماء ذكورهم (بني آدم) يفعلون ذلك (السجود).. وذكور بني آدم تُجمع اسماءهم بالواو والنون
وراجع قول الطبري السابق
(( لأن الواو والنون] إنما هي علامة جمع أسماء ذكور بني آدم، أو الجن، أو الملائكة))
أرجو ان أكون قد وُفقت في توضيح المسألة
رد: لماذا (رأيتهم لي ساجدين) وليس (ساجدات) ؟ فائدة
ونساء بني آدم تجمع بالألف والتاء ، لم أخرجها ؟ أي لم خص الذين يجمع أسماء ذكورهم فقط دون إناثهم ؟
يبدو أن هناك أمرًا لم أفهمه.
بارك الله فيك.
رد: لماذا (رأيتهم لي ساجدين) وليس (ساجدات) ؟ فائدة
نعم هناك أمر هو التغليب فإذا كان الجمع لإناث وذكور غلبت اللغة الصيغة المذكرة لأنها الأصل العام حتى إن كان جمع إناث وذكر واحد وأنت تلاحظ أن القمر مذكر ولا يستثنى من ذلك سوى الأيام والليالي فيغلب التأنيث فيقال خمسة أيام وسبع ليال مضين، واللغة ليست عقلاً.
كتبه أبوأوس إبراهيم الشمسان
رد: لماذا (رأيتهم لي ساجدين) وليس (ساجدات) ؟ فائدة
أفادك الله, وزادك علما وحماسا, إنها معلومات قيمة ونحن في أمس الحاجة إليها ..
وفقك الله وجعل هذا العمل ثقيلا في ميزان حسناتك.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العقيدة
السلام عليكم
فائدة تعلمتها فأردت أن أشارككم بها
قال الله تعالى:
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)
قال الإمام الطبري في تفسيره:
قال" ساجدين" والكواكب والشمس والقمر إنما يخبر عنها ب"فاعلة" و"فاعلات" لا بالواو والنون ، [ لأن الواو والنون] إنما هي علامة جمع أسماء ذكور بني آدم، أو الجن، أو الملائكة . وإنما قيل ذلك كذلك ، لأن "السجود" من أفعال من يُجمع أسماء ذكورهم بالياء والنون ، أو الواو والنون ، فأخرج جمع أسمائها مخرج جمع أسماء من يفعل ذلك ، كما قيل:( يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ) ، [سورة النمل : 18].
وقال في موضع آخر:
وقيل:(كُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) فأخرج الخبر عن الشمس والقمر مخرج الخبر عن بني آدم بالواو والنون، ولم يقل: يسبحن أو تسبح، كما قيل:(والشَّمْس والقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لي ساجِدِينَ ) لأن السجود من أفعال بني آدم، فلما وصفت الشمس والقمر بمثل أفعالهم، أجرى الخبر عنهما مجرى الخبر عنهم.
وقال القرطبي رحمه الله في (الجامع لأحكام القرآن):
فإن قيل: كيف جمع من لا يعقل جمع من يعقل ؟.
قيل: لانه أسند إليهم فعل من يعقل، كما قال: " رأيتهم لي ساجدين (1) " ولم يقل ساجدات، وقد قال: " لم شهدتم علينا (2) "، وقال: " وتراهم ينظرون إليك (3) "، ومثله كثير، وسيأتى إن شاء الله تعالى.
وقال:
والعرب تجمع مالا يعقل جمع من يعقل إذا أنزلوه منزله، وإن كان خارجا عن الأصل.
وقال:
وقال سيبويه رحمه الله في قوله تعالى: " رأيتهم لى ساجدين ": إنما قال: " رأيتـهم " في نجوم، لانه لما وصفها بالسجود وهو من فعل من يعقل عبر عنها بكناية من يعقل
وقال ابن حيان في تفسيره (البحر المحيط):
وجمعهم جمع من يعقل ، لصدور السجود له ، وهو صفة من يعقل ، وهذا سائغ في كلام العرب ، وهو أنْ يعطى الشيء حكم الشيء للاشتراك في وصف ما ، وإن كان ذلك الوصف أصله أن يخص أحدهما .