ساعدوني.. تعبت من كثرة المعاصي
♦ ملخص السؤال:
شاب عاش في بلاد الغرب ووقَع في المحرَّمات، وتعب نفسيًّا مما وقَع فيه، ويخاف الله تعالى، ويستشير فيما يمكنه فعله حتى يتخلص مما وصل إليه؟ ♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.إخوتي الكرام في شبكة الألوكة، عِشْتُ فترةً طويلة مِن حياتي في تخبُّط شديدٍ، وسافرتُ إلى بلاد الغرْب للدِّراسة، وانْفَتَحْتُ انفتاحًا شديدًا، فوقعتُ في المحرَّمات؛ كالزِّنا، والانْدِماج في المجتمع، وتقليد الغرْب في كلِّ شيءٍ، وإهْدار المال بصورةٍ سيئةٍ جدًّا!أخاف على نفسي وديني بعد الوُقُوع في هذه المُحَرَّمات، وأخاف الله تعالى، وأصبتُ بمشكلات نفسيةٍ بسبب هذه المُحَرَّمات.فأخْبِروني وأشيروا عليَّ ماذا أفعل؟ فقد وصلتُ إلى مرحلة عدَم السَّيْطَرة على نفسي
الجواب
أخي الكريم وابني العزيز، نشْكُرك على تواصُلك مع شبكة الألوكة، سائلين الله لك التوفيق لما يُحِبُّ ويرضى، ونسأله تعالى أن يحفظك مِن كل سوء.بالنسبة لاستشارتك، فالذي يَظْهَرُ أن هناك تأنيبًا للنفس نتيجة التجاوزات التي وقعت فيها والمخالَفات الشرْعيَّة التي أتيتَ بها، وهذا يَدُلُّ على الخير الذي فيك، وعلى معدنك الصافي الذي لا يتقبَّل الحرام ولا يسْتسيغُه، وهكذا المؤمن يُحاسِب نفسه، ولا يستمرُّ في تنفيذ رغباتها، وهذا مِن رحمة الله لك حتى تتوبَ إليه، وتواظِب على طاعته.وأنتَ اعترفتَ ببعض المعاصي والمحرَّمات؛ مِن التبذير، وإهدار المال، والوُقوع في فاحشة الزِّنا، والحمدُ لله أنك عرَفْتَ واعترفتَ، فعليك المبادَرة بالتوبة النَّصوح، ومِن شروطها ترْكُ المعْصِية، والندَم على فِعْلِها، والعَزْمُ على عدم الرجوع إليها.ثم عليك - ابني الكريم - باللُّجوء إلى الله، وطلب العون منه سبحانه بأن يُثَبِّتَك على التوبة، ولُزوم الطاعة؛ مِن صلاةٍ، وذِكْرٍ، وتِلاوةٍ لكتابه، وصُحْبة الأخْيار الصالحين، والبُعْد عنْ أهْلِ السوء واعتزالهم.وإذا لم يكنْ لك مصلحةٌ في بلاد الغرْب فعليك بالرُّجوع إلى البلد المسلِم الذي كنتَ فيه.ومما ننصَحك به: الارتباط ببيوت الله المساجِد، وحُضور مجالس العِلْم والعلماء، واستشارتهم عن قُرْب، وعرْض حالتك عليهم، ومشاركة الدعاة إلى الله في بعض الأعمال الدعَوية التي سوف تنْفَعك كثيرًا، وتشغلك عنِ المُحَرَّمات، وتحفَظ لك جَوارِحك.وفي الختام نسأل الله لك العَوْنَ والسَّداد