-
الحمام المطوق
الحمام المطوّق :
بتحقيق د. محمد نور العلي
.........
كم تغنى بها الشعراء وجعلوا نوحهم مشابها لنوحها
ولقد تميز ابن حزم رحمه الله بكتابه الأليف على القلب " طوق الحمامة " حيث جعل عنوان كتابه هذا استلهاما من جمال هذا الطائر الجميل .
وفي هذاالمعرض أحب الإشارة إلى بعض الأبيات التي قيلت بهذا الجانب " الحمام المطوق" وهي أبيات لطالما طربنا واستمتعنا بالسماع لها وهي في بعضها :
إذا جن ليلي هام قلبي بذكركم ... أنوح كما ناح الحمام المطوّق
وفوقي سحاب يمطر الهم والأسى ... وتحتي بحار بالأسى تتدفق
فلا أَنَا مقتولٌ ففي القتلِ راحةٌ ... وَلَا أَنَا ممنونٌ عليّ فأعتَقُ
ولدى الرجوع إلى المصادر يتبين أنها مختلف في نسبتها لقائلها :
أوردها الامام الذهبي في تاريخ الاسلام في ترجمة الشيخ أحمد الرفاعي رحمه الله تعالى وقال : ذكر الشَّيْخ جمال الدّين أبو الفرج بن الجوزيّ أنّ سبب وفاة سيّدي أَحْمَد أبيات أنشِدت بين يديه، تواجَدَ عند سماعها تواجُدًا كان سبب مرضه الَّذِي مات فِيهِ. وكان المنشد لها الشَّيْخ عَبْد الغنيّ بْن نُقْطَة حين زاره، وهي:
إذا جنّ ليلي هام قلبي بذِكركمْ ... أنوحُ كما ناح الحمامُ المطوقُ
أقول : وفي قوله : أنشدت بين يديه لا يفيد الجزم أن الأبيات للشيخ الرفاعي رحمه الله تعالى .
وفي النجوم الزاهرة لأبي المحاسن : يقول في ترجمته رحمه الله تعالى :أنّ سبب مرضه- أي الشيخ الرفاعي رحمه الله تعال- الذي مات منه، أنّ عبد الغنىّ بن محمد بن نقطة الزاهد مضى إلى زيارته، فأنشد أبياتا منها: وذكر الأبيات .
وفي هذا أيضا لا دليل على أن الأبيات للشيخ .
وفي الشذرات لابن العماد : بمثل ما قاله الذهبي وأبو المحاسن لكنه أضاف عليهما : فمفهوم كلام ابن الجوزي أن الأبيات لغيره، مع أن ابن خلّكان ذكر أنها من نظمه.
ولدى الرجوع إلى ابن خلكان في وفيات الأعيان وجدته يقول :
وكان للشيخ أحمد - مع ما كان عليه من الاشتغال بعبادته - شعر، فمنه على ما قيل: وذكر الأبيات .
وأرى ليس هناك تأكيد وجزم من ابن خلكان على أن الأبيات للشيخ رحمه الله تعالى. لأن قوله : فمنه على ما قيل , يوحي بعدم الجزم . ولذلك ما أفاد به ابن العماد غير دقيق .
وأفاد الزِرِكْلي في أعلامه في ترجمة الشيخ الرفاعي : وينسب إليه شعر، منه الأبيات الرقيقة التي أولها: (إذا جن ليلي هام قلبي بذكركم أنوح كما ناح الحمام المطوُّق) والصحيح أنها ليست له.
ويفيد الابشيهي في المستطرف : أن الأبيات للبها زهير .
لكن بالمقابل فإن ابن الملقن في كتابه طبقات الأولياء : يفيد نسبة الأبيات للشيخ حيث يقول : وله شعر حسن. ومنه: وذكر الأبيات .
وبعد هذا التطواف ومن وجهة نظر خاصة نستطيع القول : أن هذه الأبيات في نسبتها للشيخ الرفاعي مقال . لكن من المؤكد أنه استمع إليها وكانت سببا في مرضه الذي توفي فيه . والله أعلم .
د. محمد نور العلي
-
بارك الله فيكم د محمد
الذي يظهر من خلال مقالكم أنها ليست له
وأن الذين نسبوا الأبيات إليه متأخرون عنه
وربما فهموا من السياق أنها له
وفي الأبيات إشارة إلى بعض ما كان عليه القوم من زهد وورعد وبعد عن الدنيا
أما متصوفة اليوم فنجوم في الفضائيات !!
-
جزيت الخير والفضل اخي محمد لكلماتك القيمة ومرورك الطيب