رد: الإقناع بأن العادات يدخلها الابتداع
/// أخي الكريم؛ الإحداث في الأمور الدنيوية ليس مباحا على إطلاقه
و النّبي صلى الله عليه و سلّم لم يترك لنا التصرّف في الأمور الدنيوية بإطلاق.
و بالتالي : فهذا الذي أنت تخصّص به العموم في النّهي عن البدع لا يمكن أن يكون على إطلاقه في الأمور الدنيوية.
/// أيضا صحيح أنّ الأنبياء جاؤوا لهداية الخلق و لكن في هاته الهداية جاء النّهي عن أمور و لم يُشترط فيها وجود نيّة التقرب.
/// نرجع إلى التعريف اللغوي للبدعة، ألم تقل أخي الكريم ما يلي :
اقتباس:
البدعة لغة اسم هيئة من : بَدَع ، والبَدْعُ: إحداثُ شيءٍ لم يكن له من قبلُ خلقٌ ولا ذكرٌ ولا معرفةٌ[1].و أبْدَعْتُ الشيءَ: اخترعته لا عَلى مثالٍ. والله تعالى بَديعُ السموات والأرض. والبَديعُ: المبتدِعُ[2]. والابتداع مصدر للمضارع ابتدع يبتدع ،وهو إيجاد البدعة وإحداثها
نأخذ كمثال : إنشاء المواقع الجنسية في الإنترنيت
أنا و أنت اتفقنا على أنّها معاصي
فقط أنا أضيف أنّ كون هذا من المعاصي لا يتعارض و القول ببدعيتها
لماذا حكمت على هذا الفعل بالبدعة :
- لأنّ هاته المعصية لم يكن لها ذكر من قبل و لم تكن معروفة و ليس لها مثال،
- و كون الأنبياء بعثوا لهداية الخلق لا يتعارض و القول بأنّ شكل هاته المعصية جديد و لم يكن له مثال سابق
- من ضمن ما بعث به النّبي صلى الله عليه و سلّم لهداية الخلق الحذر من هاته المواقع حتى و إن لم تكن بنيّة التقرب.
- و النّبي صلى الله عليه و سلّم لما قال : "أنتم أعلم بأمور دنياكم" فيقصد في الأمور المباحة.
/// السؤال : لماذا : "إنشاء مواقع الإنترنيت الجنسية" ليس ببدعة ؟
ألم تقل بأنّ البدعة هي ما لم يكن له مثال سابق، أوليس إنشاء هاته المواقع لم يكن لها مثال سابق ؟
أوليس إنشاء هاته المواقع ضلال ؟ و النّبي صلى الله عليه و سلّم قال : "كٌلّ بدعة ضلالة"
أولا يُعتبر إنشاء هاته المواقع من السنن السيئّة و من سنّة سنّة سيئّة فله وزرها ووزر من عمل بها ؟
رد: الإقناع بأن العادات يدخلها الابتداع
أنا لا أتكلم عن الإحداث في أمور الدنيا :
/// أنا أتكلم عن الإحداث في المعاصي؛ فلما أخرجت الإحداث في المعاصي (يعني المعاصي التي لم يكن لها مثال سابق) من البدع ؟
/// حديث : "أنتم أعلم بأمور دنياكم" ليس فيه الكلام عن : (المعاصي التي لم يكن لها مثال سابق) ؛ فإنشاء المواقع الجنسية مثلا لا علاقة له بحديث : "أنتم أعلم بأمور دنياكم" ، فكيف أخرجت هذا النوع من المعاصي من البدع؟ ؟
/// من قبل أنا أعطيت مثال : "الخروج على الحاكم المسلم" و اعتبرت هذا من البدع التي لا يشترط فيها وجود التقرب إلى الله بفعلها لأجل الحكم على بدعيتها و أظنّ أنّك وافقتي على هذا و بالتالي فلما أنت مُصرّ على شرط وجود نيّة التقرب في تعريف البدعة ما دُمتَ تقرُّ بأنّ توجد بدع و لا يقصد بها التقرب ؟
/// فالنصوص التي أوردتها يا أخي الكريم؛ ليس فيها شرط القربة لكي يحكم على فعل ليس له مثال سابق بالبدعة ؟ و إنّما فيها إخراج الإحداث في الأمور الدنيوية المباحة من تعريف البدعة الشرعية و ليس فيها الكلام عن الإحداث في المعاصي ؟ (و لست أتكلّّم عن البدعة بمفهومها اللغوي)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع أحمد السلفي
والأدلة قد جاءت بأن البدع إحداث في الدين لا الدنيا
/// الأدلّة التي أوردتها أخي الكريم جاءت بأنّ الإحداث في الدّين يُعتبر بدعة و أنّ كل إحداث هو بدعة حيث قال النّبي صلى الله عليه و سلّم : "كل محدثة بدعة"، و لكن لا يوجد في الأدلّة أنّ كٌل "بدعة محدثة" ؟ فالنّبي صلى الله عليه و سلّم يقول : "كل محدثة بدعة" و أما أنت فتقول بلسان حالك: "كل بدعة محدثة" فأنت عكست المسألة و فرق بين الأمرين؟
/// أيضا دين النّبي محمّد صلى الله عليه و سلّم الذي بُعث به ليس فقط قربات و إعتقادات و إنّما يشتمل هذا الدين على النّهي عن أفعال حتى و إن لم يُقصد بها التقرب؛ فلا أدري كيف خصصت بالدّين أحاديث البدعة العامة و أخرجت منها الإحداث في المعاصي ؟
/// أيضا النّبي صلى الله عليه و سلّم نهى عن سنّ السّنة السيّئة و السنن السيّئة ليست فقط الإحداث في العبادات و القربات و إنّما حتى في إحياء المعاصي أو اقتراف المعاصي بشكل لم يكن له مثال سابق.
تذكير : أخي الكريم؛ أنا لا أتكلم عن الإحداث في الأمور الدنيوية المباحة فهاته نحن متّفقان فيها.
رد: الإقناع بأن العادات يدخلها الابتداع
أخي الكريم؛ كثير من تعليقاتك عليّ في المشاركة السابقة بعيدة كل البُعد عن مقصودي و ليس فيها إجابة عن تساؤلاتي
لذا أخي الفاضل؛ أفضلّ أن نناقش المسألة نقطة نقطة :
/// و أبدأ بما يلي : أنت قلت :
اقتباس:
أخي الكريم أنت تجعلني أكرر دائما ما أقول قلت لكم البدعة يراد بها التقرب لله ، وهذا لازم قوله صلى الله عليه وسلم (( أمرنا )) فالأمور الدينية يتقرب بها لله ، و هذا أيضا لازم قوله صلى الله عليه وسلم (( فهو رد )) فكون الإحداث غير مقبول ، والقبول وعدمه إنما هو في الطاعات لا في المعاصي مما يدل على أن البدع يتقرب بها لله في نظر المبتدع .
طيبّ؛ أنت تتكلم عن هذا الحديث للنّبي صلى الله عليه و سلّم : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ" :
فما وجه الدلالة إذن منه على أنّ البدعة مختصة بالأمور التقَربُية و منحصرة فقط في هذا؟
و من فضلك أخي الكريم، لا تُدخل أحاديث أخرى؛ اشرح لي فقط : ما وجه الدلالة من هذا الحديث على حصرك للبدعة في الأمور التي فيها تقرب ؟ و جزاك الله خيرا
مع التنبيه؛ أنّه لا يوجد ذكر لمصطلح البدعة في هذا الحديث.
/// ثانيا : ما أنواع الإحداث المحرّم عندك؟ أرجو أن تذكرها لي -وفقك الله-
رد: الإقناع بأن العادات يدخلها الابتداع
جزاك الله خيرا؛ و نبقى دائما نتكلم عن حديث : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ" ووجه دلالته على المطلوب :
أولا :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع أحمد السلفي
الإحداث المحرم إما إحداث في المعاصي وهذا لا يدخل في الحديث فالمعاصي لا نتعبد لله بفعلها أي ليس من ديننا فعل المعاصي والإحداث الآخر إحداث في الدين بقصد القربة
إذن أخي الكريم؛ نحن متفقان على تقسيم الإحداث المحرّم إلى :
- إحداث في المعاصي،
- إحداث في الدين بقصد القربة.
و الحمد لله
ثانيا :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع أحمد السلفي
الحديث نفسه حصر الحدث المحرم غير المقبول فيما يراد به القربة لقوله ليس عليه أمرنا و لقوله رد فالحديث فيه شرط ألا و هو إحداث عمل ليس من الدين ، وهذا الحدث في الدين حكمه أنه غير مقبول والقبول يكون في الطاعات .
/// أخي الكريم أين أدوات الحصر اللغوية في هذا الحديث؟ -وفقك الله-
/// جوابي : الحديث يتكّلم عن نوع من أنواع الإحداث المحرّم و حكمه و لا يوجد أي أداة حصر في هذا الحديث حتى يفهم منه حصر الإحداث أو الإبتداع في نوع من الأنواع.
ثالثا :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع أحمد السلفي
البدع هي هي المحدثات وهذا واضح ممن اطلع على كتب اللغة
/// بما أنّك تُقرّ بأنّ هناك نوعان من الإحداث المحرّم: (إحداث في المعاصي، إحداث في الدّين)،
/// و بما أنّك ترى بأنّ البدعة هي المحدثة؛
=> فهل أنت تُقسّم الإبتداع المحرّم إلى: إبتداع في المعاصي، و إبتداع في الدّين :
1- فإذا كان جوابك بنعم؛ فكيف تقسّم الإبتداع إلى هذا التقسيم و لا تقسم البدعة إلى هذا التقسيم ؟
2-و إن كان جوابك بلا :
أ - فما وجه الفرق عندك بين الإحداث المحرّم و الإبتداع المحرّم ؟ و لماذا في الأوّل لا يُشترط في أحد أنواعه وجود نيّة التقرّب و أما في الثاني يشترط وجود نيّة التقّرب في جميعه ؟
ب - ثم كيف حصرت بحديث : "من أحدث ....." : "البدعة" في التقرب و فقط؛ رغم أنّه لا يوجد ذكر لهاته الكلمة في الحديث على الإطلاق في حين لا أجدك تحصر بهذا الحديث "الإحداث" المحرّم في الإحداث في القُربات و فقط رغم أنّه قد ورد ذكر لفظ الإحداث و ليس لفظ الإبتداع؟
ج - و أنت ترى بأنّ البدعة هي المحدثة و أنّ المحدثة هي البدعة فكيف ترى أنّهما نفس الشيء و لا تقسّمهما بنفس التقسيم ؟