بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد
فقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية:
(وليس النفس صفة كسائر الصفات: كالسمع والعلم والقدرة، فالنفس يعني الذات، فقوله: (وَيُحَذِّرُكُم اللَّهُ نَفْسَهُ) يعني ذاته، وقوله هنا: "عَلَى نَفْسِي" يعني على ذاتي، وكلمة (نفس) أصوب من كلمة ذات لكن شاع بين الناس إطلاق (الذات) دون إطلاق (النفس)، ولكن الأصل العربي: النفس.)
قال رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية:
(الكلام على مسألة الذات:
أصل (الذات) كلمة مولدة بالمعنى المراد بها؛ لأن المراد بها عند القائلين كلمة ذات وصفات، المراد بها النفس، فذات الإنسان يعني نفس الإنسان.
فالله سبحانه وتعالى لم يعبر عن نفسه بـ (الذات)، إنما عبر عن نفسه بـ (النفس)،
فقال: {ويحذركم الله نفسه}، وقال عز وجل عن عيسى: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}
وأصل الذات في اللغة العربية : بمعنى صاحبة، فيقال مثلاً : ذات علم، ذات قدرة، ويقال للمرأة : ذات جمال، وما أشبه ذلك، فهي (ذات) بمعنى (صاحبة)، تضاف إلى صفة .
ونقلها المتكلمون من كونها تضاف إلى صفة وجعلوها اسماً للموصوف، فقالوا: كل موصوف قائم بنفسه فهو ذات، فمثلاً: أصل (ذات الله) يعني (ذات الألوهية)، فنقلوا كلمة : (ذات) إلى (الشيء القائم بنفسه) وقطعوه عن الإضافة.
ولم تكن من كلام العرب ولا يعرفها العرب بهذا المعنى أي بأنها قائمة مقام النفس.
لكن هم لما قالوا: (ذات علم)، قالوا: إذن معناه علم صفة وذات موصوف، فنقول: الموصوف نطلق عليه اسم (ذات)، فقالوا: بدل من (الله) و (صفاته)، قالوا: الذات والصفات، لكن لا مشاحة في الاصطلاح يعني أن العلماء تقبلوا هذا، وصاروا يقولون : ذات وصفات، صفات الذات، صفات الأفعال
وإلا فهي في الأصل ليست من كلام العرب)
ولا أدري علامَ استند الشيخ رحمه الله في دعواه أن (ذات الله) مولدة وشاعت بين الناس وأن الأصوب (نفس الله)؟
فقد وردت هذه الكلمة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم وعلى لسان أصحابه وعلى لسان علماء أهل السنة إلى عصرنا هذا بغير نكير!
بل وجاءت في أشعار العرب في الجاهلية وصدر الإسلام وجميع العصور حتى عصرنا هذا.
ثم وقفت على من سبق الشيخ لهذا الإنكار، ألا وهو ابن برهان من النحاة حيث قال: (قول المتكلمين (ذَاتُ اللهِ) جهل؛ لأن أسماءه لا تلحقها تاء التأنيث فلا يقال: علّامة وإن كان أعلم العالمين. قال: وقولهم: الصفات (الذَّاتِيَّةُ). خطأ أيضا؛ فإن النسبة إلى (ذَاتٍ) (ذَوَوِيٌّ)؛ لأن النسبة ترد الاسم إلى أصله)
وكأن الشيخ رحمه الله كان متابعا له في ذلك ثم رجع عن قوله فقد قال في شرح القواعد المثلى:
(منع بعض العلماء أن تقول ذات بالنسبة لله. لماذا؟
لأن التاء للتأنيث ولا يجوز استعمال الكلمة المؤنثة بالتاء ولو للمبالغة ولهذا لا يجوز أن تقول: إن الله علّامة ويجوز أن تقول: إن هذا الرجل علّامة أما الله فتقول علام الغيوب فأنت إذا أتيت بذات تريد الرب عز وجل فإن هذا يعني تأنيث ما يضاف إلى الله وهذا لا يجوز.
لكن هذا خلاف استعمال جمهور علماء المحققين)
لكن اقتصاره على نسبة الاستعمال على العلماء المحققين يوهم أن هذا الاستعمال لا يعرف في لسان العرب واستعمالهم كما ذكر الشيخ قبلُ
ولذلك فسوف أمثل لذلك من السنة وأقوال الصحابة وأقوال العلماء وأشعار العرب وأكتفي في كل واحدة بمثال أو اثنين أو أكثر دون استيعاب لبيان خطأ ما ذهب إليه ابن برهان وتابعه عليه الشيخ رحمه الله في الموضعين المذكورين من كونها مولّدة أو استحدثها المتكلمون، وسأسردها سردا بغير تعليق ولا تحقيق ولا تمييز بين صحيح وضعيف، إذ المقصود ذكر هذه اللفظة (ذات الله)
أولا السنة:
1- (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكذب إبراهيم إلا ثلاثا حدثنا محمد بن محبوب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات ثنتين منهن في ذات الله عز وجل قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقال بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له إن ها هنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها فقال من هذه قال أختي فأتى سارة قال يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني فأرسل إليها فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ فقال ادعي الله لي ولا أضرك فدعت الله فأطلق ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد فقال ادعي الله لي ولا أضرك فدعت فأطلق فدعا بعض حجبته فقال إنكم لم تأتوني بإنسان إنما أتيتموني بشيطان فأخدمها هاجر فأتته وهو قائم يصلي فأومأ بيده مهيا قالت رد الله كيد الكافر أو الفاجر في نحره وأخدم هاجر) متفق عليه
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه فقالوا تمر يثرب فاتبعوا آثارهم فلما حس بهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى موضع فأحاط بهم القوم فقالوا لهم انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا فقال عاصم بن ثابت أيها القوم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر ثم قال اللهم أخبر عنا نبيك صلى الله عليه وسلم فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها قال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فانطلق بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بعد وقعة بدر فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل خبيبا وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا قتله فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها فأعارته فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده قالت ففزعت فزعة عرفها خبيب فقال أتخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك قالت والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة وكانت تقول إنه لرزق رزقه الله خبيبا فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب دعوني أصلي ركعتين فتركوه فركع ركعتين فقال والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت ثم قال اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ثم أنشأ يقول:
فلست أبالي حين أقتل مسلما *** على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممـزع
ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة وأخبر أصحابه يوم أصيبوا خبرهم وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل أن يؤتوا بشيء منه يعرف وكان قتل رجلا عظيما من عظمائهم فبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئا) أخرج البخاري وغيره
3- (عن أبي سعيد الخدري قال: اشتكى عليًّا الناسُ. قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا فسمعته يقول: أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخيشن في ذات الله) أخرجه أحمد وغيره
4- عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الجهاد أفضل ؟ قال : «أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله» أخرجه أبو نعيم
5- عن العلاء بن زياد ، قال : سأل رجل عبد الله بن عمرو بن العاص : « أي المجاهدين أفضل ؟ قال : من جاهد نفسه في ذات الله . قال : أنت قلت يا عبد الله بن عمرو أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : بل رسول الله صلى الله عليه وسلم » أخرجه أبو نعيم
6- عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثٌ من كن فيه فهو من الأبدال: الرضا بالقضاء، والصبرُ على محارم الله، والغضب في ذات الله عز وجل). أخرجه الديلمي
7- (عن أبي الزناد قال: لما اشتد المشركون على النبي صلى الله عليه وسلم ، بمكة قال لعمه العباس: «يا عم امض إلى عكاظ، فأرني منازل أحياء العرب حتى أدعوهم إلى الله عز وجل ، وأن يمنعوني ويؤوني حتى أبلغ عن الله عز وجل ما أرسلني به»، فقال له العباس: نعم، فأنا ماض معك، حتى أدلك على منازل الأحياء قال محمد بن الحسين: فذكر حديث عرضه على القبائل قبيلة قبيلة ، فكل لم يجبه ، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب وأبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم ثم انصرف عنهم، اختصرت أنا الحديث قال فيه: فلما جاء العام المقبل لقي النبي صلى الله عليه وسلم الستة النفر الخزرجيون: أسعد بن زرارة، وأبو الهيثم بن التيهان، وعبد الله بن رواحة، وسعد بن الربيع، والنعمان بن حارثة، وعبادة بن الصامت، فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم، في أيام منى عند جمرة العقبة ليلا، فجلس إليهم فدعاهم إلى الله عز وجل ، وإلى عبادته ، والمؤازرة على دينه الذي بعث به أنبياءه ورسله ، فسألوه أن يعرض عليهم مما أوحي إليه ، فقرأ عليهم من سورة إبراهيم: (وإذ قال إبراهيم: رب اجعل هذا البلد آمنا) إلى آخر السورة، فرق القوم وأخبتوا حين سمعوا منه ما سمعوا، فأجابوه فمر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وهم يكلمونه ويكلمهم، فعرف صوت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا ابن أخي من هؤلاء الذين عندك؟ قال: «سكان يثرب من الأوس والخزرج ، وقد دعوتهم إلى ما دعوت إليه من قبلهم من الأحياء ، فأجابوني وصدقوني وذكروا أنهم يخرجونني معهم إلى بلادهم ، فنزل العباس وعقل راحلته ، ثم قال : يا معشر الأوس والخزرج هذا ابن أخي وهو أحب الناس إلي ، ثم ذكر ما جرى بينهم وبين العباس من الخطب الطويل ، قال : فقام أسعد بن زرارة وهو أصغر القوم فقال فيما خاطب به العباس : وأما ما ذكرت أنك لا تطمئن إلينا في أمره حتى نأخذ مواثيقنا ، فهذه خصلة لا نردها على أحد أرادها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ ما شئت ، والتفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ؛ خذ لنفسك ما شئت واشترط لربك ما شئت ، فقال صلى الله عليه وسلم: «أشترط لربي عز وجل ، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، ولنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأبناءكم ونساءكم» ، قالوا: فذلك لك يا رسول الله قال: فقال العباس: عليكم بذلك ذمة الله مع ذمتكم، وعهد الله مع عهودكم في هذا الشهر الحرام، والبلد الحرام تبايعونه وتبايعون الله ربكم، يد الله عز وجل فوق أيديكم لتجدن في نصرته، ولتشدن من أزره، ولتوفن له بعهده بدفع أيديكم وصرح ألسنتكم ونصح صدوركم، ثم لا تمنعنكم رغبة أشرفتم عليها ، ولا رهبة أشرفت عليكم ، ولا يؤتى من قبلكم قالوا جميعا: نعم قال: اللهم إنك سامع شاهد، فإن ابن أخي قد استرعاهم دمه واستحفظهم نفسه، اللهم فكن لابن أخي عليهم شهيدا، فرضي القوم بما أعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه، ورضي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا قالوا له: يا رسول الله، إذا أعطيناك ذلك فما لنا؟ قال: «لكم رضوان الله والجنة» قالوا: رضينا وقبلنا، فأقبل ابن التيهان على أصحابه فقال: ألستم تعلمون أن هذا رسول الله إليكم ، وقد آمنتم به وصدقتموه ، فقالوا: بلى قال: أولستم تعلمون أنه في البلد الحرام ومسقط رأسه وعشيرته ومولده ، قالوا : بلى ، قال : فإن كنتم خاذليه أو مسلميه يوما من الدهر لبلاء ينزل بكم فالآن ، فإن العرب سترميكم فيه عن قوس واحدة ، فإن طابت أنفسكم عن الأنفس والأموال والأولاد في ذات الله عز وجل، فما عند الله من الثواب خير من أنفسكم وأموالكم وأولادكم فأجاب القوم جميعا: لا ، بل نحن معه بالوفاء والصدق ، ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله لعلك إذا حاربنا الناس فيك ، وقطعنا ما بيننا وبينهم من الحلف والجوار والأرحام ، وحملتنا الحرب على شيشائها ، وكشفت لنا عن قناعها ، ولحقت ببلدك وتركتنا ، وقد حاربنا الناس فيك ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال: «الدم الدم ، الهدم الهدم») معضل أخرجه الآجري في الشريعة
8- (عن حبيب بن أبي ثابت قال: أنشد حسان بن ثابت النبي صلى الله عليه وسلم أبياته فقال:
شهـدت بإذن الله أن محـمدا *** رسول الذي فوق السموات من عل
وأن أبـا يحـيى ويحـيى كلاهما *** لــه عمــل في دينـه متقبـل
وأن أخا الأحقاف إذ قام فيـهم *** يقــوم بـذات الله فيهم ويعـدل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا.) مرسل أخرجه أبو يعلى
ثانيا أقوال الصحابة:
1- عن أبي الدرداء قال: (لا تكون عالما حتى تكون متعلما ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا وكفى بك إثما أن لا تزال مخاصما وكفى بك إثما أن لا تزال مماريا وكفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا في غير ذات الله) أخرجه الدارمي وغيره
2- عن أبي الدرداء قال: (لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في ذات الله، ثم تقبل على نفسك فتكون لها أشد مقتا منك للناس) أخرجه البيهقي وغيره
3- عن ابن عباس قال: (تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله) أخرجه البيهقي وغيره
4- عن عائشة بنت أبي بكر تصف أباها رضى الله تعالى عنهما: (فما برحت شكيمته في ذات الله)
أقوال أهل العلم:
1- قال الإمام مالك بن أنس: (من وصف شيئا من ذات الله تعالى مثل قوله {وقالت اليهود يد الله مغلولة} فأشار بيده إلى عنقه قطعت ومثل قوله {وهو السميع البصير} فأشار إلى عينيه أو أذنيه أو شيء من بدنه قطع ذلك منه لأنه شبه الله تعالى بنفسه) أخرجه حرملة عن ابن وهب عنه
2- قال الإمام أبو حنيفة: (لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه.)
3- قال الإمام أحمد بن حنبل في الرد على الجهمية: (وكذب النصارى والجهمية على الله في أمر عيسى وذلك أن الجهمية قالت عيسى روح الله وكلمته إلا أن الكلمة مخلوقة وقالت النصارى عيسى روح الله من ذات الله وكلمة الله من ذات الله كما يقال إن هذه الخرقة من هذا الثوب وقلنا نحن إن عيسى بالكلمة كان وليس عيسى هو الكلمة)
4-قال الإمام البخاري: (باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي اللهوقال خبيب وذلك في ذات الإله فذكر الذات باسمه تعالى) صحيح البخاري – كتاب التوحيد
5- قال الإمام البيهقي: (باب ما ذكر في الذات) الأسماء والصفات
6- قال الإمام الطبري: (وقوله: {ويعلم الصابرين} يعني: الصابرين عند البأس على ما ينالهم في ذات الله من جرح وألم ومكروه)
7- قال الإمام الخرائطي: (رحم الله عمر ما كان أنظره بنور الله في ذات الله وأفرسه.)
أشعار العرب:
- الشعر الجاهلي
1- قال النابغة الذبياني:
مجلتهم ذات الإله ودينهم *** قويم فما يرجون خير العواقب
2- قال أمية بن أبي الصلت:
إذا دعا باسمها الإنسان أو سمعت *** ذات الإله أتت في مشيها رزم
- صدر الإسلام:
3- قال خبيب بن عدي:
وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزع
4- قال حسان بن ثابت:
وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم *** يقوم بذات الله فيهم ويعدل
5- قال كعب بن ذي الحبكة النهدي:
وإن اغترابي في البلاد وجفوتي *** وشتمي في ذات الإله قليل
6- قال الحطيئة:
يقولون هل يبكي من الشوق حازم *** تخلى إلى ذات الإله حنيف
- العصر العباسي:
7- قال أبو تمام الطائي:
يقول فيسمع ويمشي فيسرع *** ويضرب في ذات الإله فيوجع
8- وقال أيضا:
هزته معضلة الأمور وهزها *** وأخيف في ذات الآله وخيفا
9- وقال البحتري:
بعرى من الرأي الأصيل شداد *** كالسيف في ذات الإله وقد يرى
- الشعر الأندلسي:
10- وقالعبد الجبار بن حمديس:
حمى ما حمى من بيضة الدين سيفه *** وأشفق في ذات الإله وعنفا
11-قال ابن عنين:
أغمدت سيفا مرهفا شفراته *** قد كان في ذات الإله مجردا
12-قال مهيار الديلمي:
منحوها ذات الإله فلم يفـ *** ـترضوها إلا الصفي الأثيرا
وأكتفي بذلك القدر
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
وكتبه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه