لحوم مسمومة على موائد الجراحين
سلسلة سبيل المؤمنين وسبل الشياطين
المقال الثالث
هل التحذير من أهل البدع وذكر ماوقعوا فيه يعتبر من الغيبة؟
قال عاصم الأحول:جلست إلى قتادة؛ فذكر عمرو بن عبيد؛ فقلت: يا أبا الخطاب: لا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض! قال: يا أحول! ولا تدري أن الرجلَ إذا ابتدع بدعةً فينبغي لها أن تذكر حتى تعلم
كان شعبة يقول : ( تعالوا حتى نغتاب في الله ساعة)
وذكر ابن المبارك رجلاً فقال : (( يكذب )) ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن (( تغتاب ! )) ، قال( اسكت ، إذ لم تبين كيف يعرف الحق من الباطل )
قال ابن رجب: رد المقالات الضعيفة وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكرهه العلماء بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه.ولو فرض أن أحدا يكره إظهار خطئه المخالف للحق فلا عبرة بكراهته لذلك فإن كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفا لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة بل الواجب على المسلم أن يحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له سواء كان ذلك في موافقته أو مخالفته [الفرق بين النصيحة والتعيير ص10]
قَالَ مُحَمَّد بن زمنينٌ:(ولم يزل أهل السنة يعيبون أهل الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم ويخوفون فتنتهم ويخبرون بخلاقهم، ولا يرون ذلك غيبة لهم ولا طعنا عليهم).١\٢٩٣
وقال الحسن البصري – رحمه الله - : (ليس لصاحب بدعة ولا لفاسق يعلن بفسقه غيبة ) انظر كتاب السنة للالكائي 27
قيل لأحمد بن حنبل رحمه الله : (الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال : إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه ، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل.)
عن كثير أبي سهل:(يقال أهل الأهواء لاحرمة لهم.)
عن إبراهيم-(ليس لأهل البدع غيبة.)انظر أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ١\٥٨_٥٩
لحوم مسمومة على موائد الجراحين
التحذير من أهل البدع وبيان حالهم علم ومنهج ورثناه عن السلف كابرا عن كابر وخلفا عن سلف ليس قالبا من صنع إمام ولا شيخ ولابدعة ابتدعها العالم الفلاني أو الشيخ العلامة الفهامة بل هو منهج محمد وأصحابه و ليس سبا وفحشا أو شتما وإنما هو بيان حال من وقع في بدعة وخطأ في العقيدة وذلك صيانة للسنة والعقيدة من التبديل والتحريف.فالرد له اصوله وضوابطه وهو وان كان غيبة في ظاهره الا انها واجبة حفاظا على الدين فاذا تحولت الى أهواء وظنون وتخمينات وتفتيش عما في القلوب وتصفية حسابات وحسد وامراض قلوب وسب وشتم وتنابذ وتسلية للصغار والكبار واستحلال للأعراض وتتبع للعورات وتجسس وتحسس وخرجت عن ضوابطها أصبحت الغيبة لها حكمها الأصلي وأصبحت كبيرة من الكبائر وهدما للجماعة وحالقة الدين وتنفيرا من هذا الأصل من أصول الدين فالتقوى التقوى والورع الورع.فإنها رخصة تبيح عرض هذا المسلم
للضرورة والضرورة تقدر بقدرها وليس للتفكه والتسلية وقيل وقال.