استفسار : " نية المرء خير من عمله "
أحمد الله عزّ وجل أن يسّر لنا عودة المنتدى الطيب والنافع
أيها الأخوة الكرام والأفاضل :
أسمع هذا الحديث وهو " نية المرء خير من عمله " ولي عليه استفسارات
الاول : هل هذا حديث ثابت أم غير ثابت ؟
الثاني : على فرض أنه غير ثابت فهل هو قاعدة ام ماذا ؟
الثالث : وإذا كان مقبولا سواء بالمعنى أو انه ثبت من الناحية الحديثية فما معناه ؟ وما هو موضعه الصحيح من الفهم , لأن الإنسان قد يقوم بعمل ما ولا يكمله ويأتي بمثل هذا الكلام
وجزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلت لك هذا الكلام على عجل
أتمنى أن تجد فيه الفائدة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفضل مهدي المغربي
هذا حديث جاء في كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس لكن هاهو نصها لتسهيل البحث عليك وللمراجعة ستجدها تحت رقم 2836
- ""نية المؤمن ابلغ من عمله.
رواه العسكري في الامثال والبيهقي عن انس مرفوعا.
قال ابن دحية لا يصح، والبيهقي اسناده ضعيف. وله شواهد منها ما اخرجه الطبراني عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعا نية المؤمن خير من عمله وعمل المنافق خير من نيته وكل يعمل على نيته فاذا عمل المؤمن عملا نار في قلبه نور،
وللعسكري بسند ضعيف عن النواس بن سمعان بلفظ نية المؤمن خير من عمله ونية الفاجر شر من عمله، وروى الديلمي عن ابي موسى الجملة الاولى، وزاد وان الله عز وجل ليعطي العبد على نيته ما لا يعطيه على عمله وذلك لان النية لا رياء فيها.
قال في المقاصد وهي وان كانت ضعيفة فبمجموعها يتقوى الحديث وقد افردت فيه وفي معناه جزءا انتهى.
وقال في اللالئ حديث نية المؤمن خير من عمله اخرجه البيهقي في شعب الايمان عن انس. وفي اسناده يوسف بن عطية ضعيف كما قاله ابن دحية. وقال النسائي متروك الحديث، وروى من طريق النواس بسند ضعيف.
قال ابن الملقن في شرح العمدة في معناه تسع تاويلات: منها ان نيته خير من خيرات عمله.
ومنها أن النية المجردة عن العمل خير من العمل المجرد عنها وقيل إنما كانت نية المؤمن خيرا من عمله لأن مكانها مكان المعرفة أعني قلب المؤمن قال سهل ما خلق الله مكانا أعز وأشرف عنده من قلب عبده المؤمن وما أعطى كرامة للخلق أعز عنده من معرفة الحق فجعل الأعز في الأعز فما نشأ من أعز الأمكنة يكون أعز مما نشأ من غيره قال سهل فتعس عبد أشغل المكان الذي هو أعز الأمكنة عنده تعالى بغيره سبحانه،( وفي) أنا عند المنكسرة قلوبهم المندرسة قبورهم وما وسعني ارض ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن اشعار بذلك ولأنها تفنى بخلاف العمل، ولذا قيل الخلود في الجنة والنار جزاء للنية ولأنها تسلم عن الرياء بخلاف العمل. ""اهـ .
وما بين قوسين أظنه خطأ مطبعي وتصويبه (وفيه) والله أعلم ...
وعن النواس بن سمعان الكلابي قال قال رسول الله فففنية المؤمن خير من عمله ونية الفاجر شر من عملهققق وفي سنده بقية بن الوليد مدلس تدليس تسوية وقد عنعنه فالسند ضعيف
واخرجه البيقهي في شعب الإيمان(5-243) ولكن قال البيهقي عقب إسناده ضعيف وضعفه محدث الديار الشامية الشيخ الألباني رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه في سلسلته الضعيفة برقم 2216 .
ولكن قد قوى معناه شيخ الإسلام في فتاويه من خمسة أوجه:
منها " أن الرجل لو نوى الخير ولم يعمل تكتب له حسنة ولو عمل ولم ينوي لم يكتب له شيء ".
كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا قال " قال نية المؤمن خير من عمله " لكن في سنده مسلم بن أبي كريمة وهو متشيع لا تقبل روايته وقال عنه الذهبي في ميزان الإعتدال مجهول وحكى تشيعه ابن حبان في الثقات حيث قال قال لا أعتمد عليه من أجل تشيعه. اهـ .
وقد حكى بعض أهل العلم تحسينه كالعجلوني صاحب " كتاب كشف الخفاء " لكن كما هو معروف عند أهل الحديث أن الحديث الذي لا يقبل التقوي لا يزيده ضعفه إلا هوانا وضعفا .
ولعلك تجده في المعجم الكبير للطبراني والحلية لأبي النعيم .
هذا ما وفقني الله في جمعه أرجوا أن تجد فيه بغيتك ..
والله الموفق
رد: استفسار : " نية المرء خير من عمله "
وسئل ـ الامام ابن تيمية رحمه اللّه ـ عن قوله صلى الله عليه وسلم: ( نية المرء ابلغ من عمله ) .
فاجاب:
هذا الكلام قاله غير واحد، وبعضهم يذكره مرفوعا، وبيانه من وجوه:
احدها: ان النية المجردة من العمل، يثاب عليها، والعمل المجرد عن النية لا يثاب عليه. فانه قد ثبت بالكتاب والسنة واتفاق الائمة ان من عمل الاعمال الصالحة بغير اخلاص للّه، لم يقبل منه ذلك. وقد ثبت في الصحيحين ـ من غير وجه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (من هَمَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة).
الثاني: ان من نوى الخير، وعمل منه مقدوره، وعجز عن اكماله، كان له اجر عامل. كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديا، الا كانوا معكم). قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: (وهم بالمدينة، حبسهم العذر). وقد صحح الترمذي حديث ابي كَبْشَة الانماري، عن النبي/ صلى الله عليه وسلم: انه ذكر اربعة رجال: (رجل اتاه اللّه مالًا وعلمًا، فهو يعمل فيه بطاعة اللّه. ورجل اتاه اللّه علمًا ولم يؤته مالًا، فقال: لو ان لي مثل ما لفلان لعملت فيه مثل ما يعمل فلان. قال: فهما في الاجر سواء. ورجل اتاه اللّه مالًا ولم يؤته علمًا، فهو يعمل فيه بمعصية اللّه. ورجل لم يؤته اللّه مالًا ولا علمًا، فقال: لو ان لي مثل ما لفلان لعملت فيه مثل ما يعمل فلان. قال: فهما في الوزر سواء).
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (من دعا الى هدى، كان له من الاجر مثل اجور من اتبعه، من غير ان ينقص من اجورهم شيء، ومن دعا الى ضلالة، كان عليه من الوزر مثل اوزار من اتبعه، من غير ان ينقص من اوزارهم شيء). وفي الصحيحين عنه انه قال: (اذا مرض العبد او سافر، كتب له من العمل ما كان يعمله وهو صحيح مقيم)، وشواهد هذا كثيرة.
الثالث: ان القلب ملك البدن، والاعضاء جنوده، فاذا طاب الملك طابت جنوده، واذا خبث الملك خبثت جنوده، والنية عمل الملك، بخلاف الاعمال الظاهرة فانها عمل الجنود.
الرابع: ان توبة العاجز عن المعصية تصح عند اهل السنة، / كتوبة المجبوب عن الزنا، وكتوبة المقطوع اللسان عن القذف، وغيره. واصل التوبة عزم القلب، وهذا حاصل مع العجز.
الخامس: ان النية لا يدخلها فساد، بخلاف الاعمال الظاهرة. فان النية اصلها حب اللّه ورسوله، وارادة وجهه، وهذا هو بنفسه محبوب للّه ورسوله، مرضي للّه ورسوله. والاعمال الظاهرة تدخلها افات كثيرة، وما لم تسلم منها، لم تكن مقبولة؛ ولهذا كانت اعمال القلب المجردة افضل من اعمال البدن المجردة. كما قال بعض السلف: قوة المؤمن في قلبه، وضعفه في جسمه، وقوة المنافق في جسمه، وضعفه في قلبه، وتفصيل هذا يطول.
واللّه اعلم.
رد: استفسار : " نية المرء خير من عمله "
رد: استفسار : " نية المرء خير من عمله "
الوقف . أرجح .
لا يصح رفعه