الراجح أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التشهد سنة وليس بواجب
مناقشة الأدلة من حيث الرواية :
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد،
وارحم محمدا، وآل محمد كما صليت، وباركت، وترحمت، على إبراهيم إنك حميد مجيد ".
ضعيف - أخرجه الحاكم 1/ 269، وعنه البيهقي 2/ 379 : من طريق الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يحيى بن السَّبَّاق عن رجل من بني الحارث
عن ابن مسعود به.
وصحّح الحاكم إسناده !
وقال الحافظ في "التلخيص" 1/ 263: "رجاله ثقات إلا هذا الرجل الحارثي فينظر فيه ".
قلت : كيف النظر فيه وهو لم يسمّ ، ويحيى بن السَّبَّاق لم يذكره أحدٌ بجرح ولا تعديل , وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 603 ولم يزد
على قوله فيه : "يحيى بن السباق يروي عن رجل عن ابن مسعود روى عنه سعيد بن أبى هلال ".
قلت : فهو مجهول العين .
وله طريق أخرى ضعيفة جدًا :
أخرجه الدارقطني 2/ 167 , والطبراني (9937) : من طريق محمد بن بكر البرجاني , ثنا عبد الوهاب بن مجاهد , حدثني مجاهد ,
حدثني ابن أبي ليلى , أو أبو معمر قال: (( علمني ابن مسعود التشهد وقال: علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعلمنا السورة من القرآن:
"التحيات لله والصلوات والطيبات , السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته , السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين , أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله , اللهم صل على محمد وعلى آل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد , اللهم بارك علينا معهم , صلوات الله وصلوات المؤمنين على
محمد النبي الأمي , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " . قال: وكان مجاهد يقول: إذا سلم فبلغ وعلى عباد الله الصالحين فقد سلم على أهل السماء وأهل الأرض )).
وقال الدارقطني :
" ابن مجاهد ضعيف الحديث ".
قلت : عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكى ، مولى عبد الله بن السائب المخزومى : متروك , و قد كذبه الثورى .
و قال الحاكم : روى أحاديث موضوعة .
و قال ابن الجوزى : أجمعوا على ترك حديثه .
وله شواهد : عن ابن عمر , وعائشة , وبريدة , وكعب بن عجرة , وأبي هريرة , وأبي مسعود , :
فأما حديث ابن عمر :
فأخرجه الدارقطني 2/ 162 : من طريق خارجة بن مصعب , عن موسى بن عبيدة , عن عبد الله بن دينار , عن ابن عمر , قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد: "التحيات الطيبات الزاكيات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى
عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله " , ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم )).
وقال الدارقطني : " موسى بن عبيدة , وخارجة ضعيفان ".
قلت : موسى بن عبيدة بن نشيط بن عمرو بن الحارث الربذى ، أبو عبد العزيز المدنى : ضعيف و لا سيما فى عبد الله بن دينار ، و كان عابدا
قال صالح بن أحمد بن حنبل : قال أبي : موسى بن عبيدة لا يشتغل به ، و ذلك أنه يروى عن عبد الله بن دينار شيئا لا يرويه الناس .
و قال البخارى : قال أحمد : منكر الحديث .
و قال أبو حاتم : منكر الحديث .
و قال يعقوب بن شيبة : صدوق ، ضعيف الحديث جدا .
وأما : خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعى ، أبو الحجاج الخراسانى السرخسى :
فقد قال الحافظ : " متروك و كان يدلس عن الكذابين ، و يقال : إن ابن معين كذبه ".
قلت : وقال عباس الدوري : كذاب .
و قال ابن حبان : " كان يدلس عن غياث بن إبراهيم و غيره ، و يروى ما يسمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم ، فمن هنا وقع فى حديثه
الموضوعات عن الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج بخبره " .
وأما حديث عائشة :
فأخرجه الدارقطني 2/ 170 : من طريق سعيد بن عثمان الخزاز , ثنا عمرو بن شمر , عن جابر , قال: قال الشعبي: سمعت مسروق بن الأجدع , يقول:
قالت عائشة: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقبل صلاة إلا بطهور وبالصلاة عليّ " .
وقال الدارقطني :
" عمرو بن شمر وجابر ضعيفان " .
قلت : جابر هو ابن يزيد الجعفي : شيعي، غال، يؤمن بالرجعة , وثقه شعبة والثوري، وقال أبو داود: ليس عندي بالقوي، وقال النسائي: متروك
وقال ابن سعد: كان يدلس، وكان ضعيفا جدا في رأيه وروايته.
وفي "كتاب" أبي محمد بن الجارود: ليس بشيء، كذاب. لا يكتب حديثه.
وأما عمرو بن شمر :
فهو الجعفي الكوفي الشيعي، أبو عبد الله.
عن جعفر بن محمد، وجابر الجعفي، والأعمش.
روى عباس عن يحيى: ليس بشئ.
وقال الجوزجاني: زائغ كذاب.
وقال ابن حبان: رافضي يشتم الصحابة، ويروي الموضوعات عن الثقات.
وقال البخاري: منكر الحديث.
قال يحيى: لا يكتب حديثه .
وقال النسائي والدارقطني وغيرهما: متروك الحديث.
وقال الذهبي في " ديوان الضعفاء"(3183):" عمرو بن شمر الجعفي: عن التابعين، رافضي متروك ".
وأما سعيد بن عثمان :
فقد قال الذهبي : سعيد بن عثمان , عن عَمْرو بن شمر في الجهر بالبسملة انتهى.
وقال ابن القطان: لا أعرفه.
قلت : ورواه الدارقطني بنفس هذا الإسناد من حديث بريدة وهو الآتي :
أخرجه الدارقطني 2/ 170: من طريق سعيد بن عثمان , ثنا عمرو بن شمر , عن جابر , عن عبد الله بن بريدة , عن أبيه , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا أبا بريدة إذا جلست في صلاتك فلا تتركن التشهد والصلاة علي فإنها زكاة الصلاة , وسلم على جميع أنبياء الله ورسله , وسلم على عباد الله الصالحين ".
قلت : وهذا إسناد تالف بمرة , والكلام عليه قد تقدم عند حديث عائشة .
وأما حديث كعب بن عجرة :
فأخرجه الشافعي في "الأم" 1/ 140 : أخبرنا إبراهيم بن محمد قال حدثني سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة :
" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في الصلاة اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد
وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ,فيه شيخ الشافعي وهو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي المدني :
قال إبراهيم بن عرعرة: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سألت مالكا عنه أكان ثقة في الحديث؟ فقال: لا ولا في دينه.
وقال يحيى بن معين: سمعت القطان يقول: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب.
وروى أبو طالب عن أحمد بن حنبل قال: تركوا حديثه.
قدري، معتزلي، يروى أحاديث ليس لها أصل.
وقال البخاري: تركه ابن المبارك والناس.
وقال البخاري أيضاً: كان يرى القدر، وكان جهميا.
وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه، قال: قدري جهمي، كل بلاء فيه، ترك الناس حديثه.
وروى عباس عن ابن معين: كذاب رافضي.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سمعت عليا يقول: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب، وكان يقول بالقدر.
وقال النسائي والدارقطني وغيرهما: متروك.
وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (244) : " متروك عند الجمهور، وقال أبو داود: كان قدرياً رافضياً مأبوناً ".
قلت : وبهذا الإسناد رواه الشافعي من حديث أبي هريرة :
أخرجه في "الأم" 1/ 140 : أخبرنا إبراهيم بن محمد قال حدثني صفوان بن سليم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنه قال:
(( يا رسول الله كيف نصلي عليك يعني في الصلاة قال: " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد
وآل محمد كما باركت على إبراهيم ثم تسلمون علي " )).
وأما حديث أبي مسعود الأنصاري :
فأخرجه أحمد 4/ 119, وابن خزيمة (711) ، وابن حبان (1959) ، والدارقطني 1/ 354 -355، والحاكم 1/ 268، والبيهقي في "السنن" 2/ 146-147 و147 و378 :من طريق
يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني - في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا المرء المسلم صلى عليه في صلاته -
محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري، أخي بلحارث بن الخزرج، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، قال:
أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده، فقال: يا رسول الله، أما السلام عليك، فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا
في صلاتنا صلى الله عليك؟ قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله. فقال: " إذا أنتم صليتم علي فقولوا: اللهم صل على
محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،
إنك حميد مجيد " .
وقال الدارقطني: هذا إسناد حسن متصل.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
قلت : ابن اسحاق لم يحتج به الإمام مسلم , إنما أخرج له في المتابعات , وقد تفرّد بهذه الزيادة , وقد جاء هذا الحديث من رواية محمد بن سلمة وزهير بن معاوية
عنه فلم يذكرا هذا القيد " فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا " كما سيأتي بيانه , وهذا دليل على إضطرابه !
وقال ابن أبي عاصم: وليس يقول ((النبي الأمي)) غير ابن إسحاق.
قال الذهبي : " الذي يظهر لي أن ابن اسحاق حسن الحديث , صالح الحال صدوق , وما انفرد به ففيه نكارة فإن في حفظه شيئا ".
ودونك الروايات التي لم تأت بها هذه الزيادة عن ابن اسحاق :
أخرجه أبوداود (981) , وعبد بن حميد (234 - المنتخب) , وابن أبي شيبة في "المصنف" (8635) , والطبراني (698): من طريق زهير بن معاوية، عن محمد بن إسحاق، عن محمد
بن إبراهيم بن الحارث، عن محمد بن عبد الله بن زيد، عن عقبة بن عمرو، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل حتى جلس بين يديه، فقال: يا رسول الله، أما
السلام عليك فقد عرفناه، فما الصلاة؟ فأخبرنا بها؛ كيف نصلي عليك؟ قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وددت أن الرجل الذي سأله لم يسأله، ثم قال:
" إذا صليتم عليّ فقولوا: "اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي
وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ".
وأخرجه النسائي في ""الكبرى" (9794) , وفي "عمل اليوم والليلة" (49) : أخبرني أحمد بن بكار عن محمد وهو ابن سلمة عن ابن اسحق عن محمد بن ابراهيم
عن محمد بن عبد الله عن أبي مسعود قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك صلى الله عليك فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة
ثم قال تقولون اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي كا باركت على ابراهيم انك حميد مجيد".
وهذا الحديث له غير طريق ابن اسحاق ولم يذكر أحد "فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا" , ولا زيادة " النبي الأمي " :
أخرجه مالك في "الموطأ" 1 /165-166 , ومن طريقه مسلم (405) ، وأبو داود (980) ، والترمذي (3220) ، والنسائي 3/ 45، وفي "السنن الكبرى"
(1208) و (9876) وأحمد 4/ 118 و5/ 274-275 , والشافعي في "السنن المأثورة" (102) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (3108) ، والدارمي (1343) ,
وابن حبان (1958) ، وابن أبي عاصم في ((الصلاة على النبي)) (3، 4، 5) , والطبراني (697) و (725) ، والبيهقي في 2/ 146 , :عن نعيم بن عبد الله المجمر،
أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري، وعبد الله بن زيد، هو الذي كان أري النداء بالصلاة أخبره عن أبي مسعود الأنصاري، قال: ((أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تمنينا
أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما
باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم ")).
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح"
وأخرجه النسائي (1285) ، وفي "الكبرى" (9795) , وفي "عمل اليوم والليلة" (50) , والطبراني (696) :
من طريق عبد الرحمن بن بشر، عن أبي مسعود الأنصاري قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا الله أن نصلي عليك ونسلم عليك فأما
السلام فقد عرفناه فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على آل ابراهيم اللهم بارك على محمد كما باركت على آل ابراهيم".
يتبع ...
رد: الراجح أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التشهد سنة وليس بواجب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن التمام
من طريق جعفر بن ربيعة، عن أبي سلمة، به.
كنت أبحث في مسألة أخرى لها علاقة برواية جعفر عن أبي سلمة ، فاكتشفت هذه الرواية :
«تفسير القرآن من الجامع لابن وهب» (2/ 112):
«أخبرنا ابن وهب قال: حدثني بكر عن *جعفر *بن *ربيعة قال: سمعت أبا *سلمة بن عبد الرحمن بن عوف يقول»
فلا أقول إلا غفر الله للطحاوي الذي غمز في سماعه منه ، ومشيت على كلامه الذي جعلني أقع في إشكال يتعلق بالمسألة التي أبحث فيها .
رد: الراجح أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التشهد سنة وليس بواجب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد
كنت أبحث في مسألة أخرى لها علاقة برواية جعفر عن أبي سلمة ، فاكتشفت هذه الرواية :
«تفسير القرآن من الجامع لابن وهب» (2/ 112):
«أخبرنا ابن وهب قال: حدثني بكر عن *جعفر *بن *ربيعة قال: سمعت أبا *سلمة بن عبد الرحمن بن عوف يقول»
فلا أقول إلا غفر الله للطحاوي الذي غمز في سماعه منه ، ومشيت على كلامه الذي جعلني أقع في إشكال يتعلق بالمسألة التي أبحث فيها .
الرواية التي عزاها الأخ إلى النسائي في "الكبرى" (414) و (451) : من طريق جعفر بن ربيعة، عن أبي سلمة، به.
قد أجهز عليه الإمام النسائي رحمه الله بقوله: ": أَدْخَلَ سَعِيدُ بَيْنَ جَعْفَرٍ وَبَيْنَ أَبِي سَلَمَةَ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ". اهـ.
أما ما خرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4968)، فقال: حدثنا علي بن شيبة قال: ثنا عبد الله بن صالح قال:
حدثني يحيى بن أيوب عن جعفر بن ربيعة عن العلاء بن الأسود بن حارثة وأبي سلمة بن عبد الرحمن وكثير بن حنيش:
أنهم تنازعوا في القطع فدخلوا على عمرة يسألونها. فقالت: قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا قطع إلا في ربع دينار».
قال الطحاوي: قيل لهم: أما أبو سلمة فلا نعلم لجعفر بن ربيعة منه سماعا ولا نعلمه لقيه أصلا.
فكيف يجوز لكم أن تحتجوا بمثل هذا على مخالفكم وتعارضوا به ما قد رواه عن عمرة من قد ذكرنا؟. اهـ.
قلتُ: في الإسناد عبد الله بن صالح وقد خولف فيما أعله البخاري في تاريخه (10252)، فقال: وقَالَ ابْن أَبِي مريم:
حَدَّثَنَا يحيى، قَالَ: نا جَعْفَر بْن ربيعة، أن الأَسْوَدَ بْن الْعَلاءِ بْن جَارِيَةَ، سَمِعَ عَائِشَةَ، قَالَت: سَمِعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مثلَهُ.
وأما رواية ابن وهب ففيها نظر؛ فإنه خولف فيها فيما خرجه الطبري في تفسيره (11/166)، فقال:
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا محمد بن حرب، قال:
ثنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، في قوله:
" {مكاء وتصدية} [الأنفال: ٣٥] قال: المكاء: النفخ، وأشار بكفه قبل فيه، والتصدية: التصفيق ". اهـ.
وقد نفى أبو داود صاحب السنن سماع جعفر بن ربيعة من الزهري (124 هـ)،
فأنى له السماع من أبي سلمة (94 ه)؟ وهو يروي عن أبي سلمة بالواسطة والواسطتين بالنزول من هو في مرتبة تلاميذه.
ثم هو مصري الأصل أخذ عن أهل بلده مصر، فمن أقدمهم ولا أعلم غيره أبو الخير اليزني (90 هـ)،
ولم يروِ عنه إلا الحديث أو الحديثين، بل لم يرو عمن مات قبل المائة غيره، وإنما يروي عمن مات سنة المائة وما بعدها.
فإذا كان الأمر أنه لم يروِ عمن مات قبل المائة إلا واحدا من بلديته مصر روى عنه الحديث الواحد.
فأنى له اللقيا لأبي سلمة المدني (94 هـ) في المدينة؟
والله أعلم.
رد: الراجح أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التشهد سنة وليس بواجب
لا تُعارَض رواية ابن وهب برواية ابن لهيعة
رد: الراجح أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التشهد سنة وليس بواجب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد
لا تُعارَض رواية ابن وهب برواية ابن لهيعة
ابن لهيعة معتضد بالنظر، بأن جعفر بن ربيعة لم يسمع من الزهري الذي هو من تلاميذ أبي سلمة.
وأن روايته عن أبي سلمة بالواسطتين، وتأخر روايته.
فلو بالنظر فقط لسقطت رواية ابن وهب.
وإن كنت متمسكا برواية ابن وهب، فأثبت العرش ثم انقش.
فهي رواية غريبة ليست معروفة في الكتب المشهورة وفي ثبوتها عن ابن وهب نظر.
فالراوي عنه هو سحنون بن سعيد قال عنه أبو يعلى الخليلي: "لم يرض أهل الحديث حفظه". اهـ.
وأيضا راوي الجزء هو محمد بن نصر الأندلسي لم أعرفه، من هو؟