تخريج أحاديث مخالطة ومفارقة المشركين
" أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين ، قالوا : يا رسول الله لم ؟ قال : لا تراءى ناراهما " .
الصحيح أنه مرسل - أخرجه أبوداود ( 2645) , والترمذي 1/ 433 ,والطبراني (2264) , وابن الأعرابي في "معجمه" (858), والبيهقي 8/ 128 ,
وفي "الصغرى" (3358), وفي "الشعب" (9040) ,وابن حزم في "المحلى" 12/ 30 و12/ 124: من طريق أبي معاوية ، عن إسماعيل ، عن قيس ،
عن جرير بن عبد الله ، قال :
" بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود فأسرع فيهم القتل ، قال : فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمر
لهم بنصف العقل وقال :فذكره
ثم أخرجه الترمذي : من طريق عبدة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، مثل حديث أبي معاوية ولم يذكر فيه جريرا .
وقال : " وهذا أصح ".
و قال: " وأكثر أصحاب إسماعيل ، عن قيس بن أبي حازم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية ، ولم يذكروا فيه عن جرير ، ورواه حماد بن سلمة ،
عن الحجاج بن أرطاة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن جرير ، مثل حديث أبي معاوية ، قال : وسمعت محمدا يقول :
الصحيح حديث قيس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل".
وقال أبو داود : رواه هشيم ، ومعمر ، وخالد الواسطي ، وجماعة لم يذكروا جريرا " .
وقال البيهقي : " وروي عن حفص بن غياث ، عن إسماعيل كذلك موصولا . ورواه الشافعي ، عن مروان بن معاوية ، عن إسماعيل عن قيس ، قال :
لجأ قوم إلى خثعم ، فلما غشيهم المسلمون استعصموا بالسجود ، فذكره مرسلا ، قال الشافعي : إن كان هذا يثبت ، فأحسب النبي صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم ،
أعطى من أعطى منهم متطوعا ، وأعلمهم أنه بريء من كل مسلم مع مشرك ، -والله أعلم - في دار شرك ليعلمهم أن لا ديات عليهم ، ولا قود قال الشافعي :
ولو اختلطوا في القتال : فقتل بعض المسلمين بعضا ، فادعى القاتل أنه لم يعرف المقتول ، فالقول قوله مع يمينه ، ولا قود عليه ، وعليه الكفارة ،
وتدفع إلى أولياء المقتول ديته " .
قلت : وقول البيهقي " وروي عن حفص بن غياث عن اسماعيل موصولا ".
يعني ما رواه هو في "سننه الكبرى" 8/ 128 : من طريق مقدام بن داود ، ثنا يوسف بن عدي ، ثنا حفص بن غياث ، عن إسماعيل بن أبي خالد ،
عن قيس بن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :فذكره .
وهذا اسناد ضعيف فيه المقدام بن داود , ذكر الذهبي له حديثا وقال:" موضوع على سند الصحيحين ومقدام متكلم فيه والآفة منه".
وأخرجه الطحاوي في " شرح مشكل الآثار" (3233) , والطبراني (3836) , وابن أبي عاصم في "الديات" (248) :من طريق يوسف بن عدي ، ثنا حفص بن غياث ،
عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن خالد بن الوليد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره
وهو خطأ بلا شك فالذي رواه موصولا , إنما رواه من حديث جرير , والمحفوظ أنه مرسل كما سيأتي , وحفص بن غياث :قال فيه أبو زرعة :
ساء حفظه بعد ما استقضى ، فمن كتب عنه من كتابه فهو صالح ، و إلا فهو كذا .
و قال محمد بن عبد الرحيم البزاز ، عن على ابن المدينى : كان يحيى يقول : حفص ثبت . فقلت : إنه يهم . فقال : كتابه صحيح . قال يحيى :
لم أر بالكوفة مثل هؤلاء الثلاثة : حزام ، و حفص ، و ابن أبى زائدة ، كان هؤلاء أصحاب حديث . قال على : فلما أخرج حفص كتبه كان كما قال يحيى ،
إذا فيها أخبار و ألفاظ كما قال يحيى .
و قال الحسين بن إدريس الأنصارى ، عن داود بن رشيد : حفص بن غياث كثير الغلط .
فذكرت له أنه ذكر لى أن حفص بن غياث كثير الغلط ، فقال : لا ، و لكن كان لا يحفظ حسنا ، و لكن كان إذا حفظ الحديث فكان أى يقوم به حسنا .
و قال أيضا عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلى : كان حفص بن غياث من المحدثين .
و قال عبد الله بن أحمد : سمعت أبى يقول فى حديث حفص عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا " خمروا وجوه موتاكم " الحديث : هذا خطأ ، و أنكره ، و قال :
قد حدثناه حجاج عن ابن جريج عن عطاء مرسلا .
وقال الذهبي : " قال يعقوب بن شيبة : ثبت إذا حدث من كتابه ، و يتقى بعض حفظه".
وقال الحافظ : " ثقة فقيه تغير حفظه قليلا فى الآخر ".
قلت فمدار الحديث على اسماعيل بن أبي خالد عن قيس , وقد رواه عنه جمع مرسلا , ووصله أبومعاوية من حديث جرير , فرجّح الأئمة البخاري وأبوداود وأبوحاتم والترمذي
والدارقطني إرساله , ولاشك أن هذا خطأ من حفص بن غياث فقد رواه من نفس المخرج فجعله من حديث خالد ! .
وأخرجه الطبراني (2265) : حدثنا القاسم بن محمد الدلال الكوفي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، ثنا صالح بن عمر ، عن إسماعيل ، عن قيس ،
عن جرير ، قال :
" بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى خثعم ، فلما غشيتهم الخيل ، اعتصموا بالصلاة ، فقتل رجل منهم ، فجعل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف
العقل بصلاتهم ، وقال : " إني بريء من كل مسلم مع مشرك " .
قلت : وهذا إسناد تالف , فيه إبراهيم بن محمد بن ميمون :
قال الأزدي : "منكر الحديث ".
وقال صالح بن محمد جزرة: "منكر الحديث ".
وقال عبد الرحيم بن الحسين العراقي : "ليس بثقة".
وقال الذهبي : "من أجلاد الشيعة، ومرة: لا أعرفه روى حديثا موضوعا".
وقال الحافظ : "من أجلاد الشيعة".
وفي إسناده أيضا : شيخ الطبراني , ضعفه الدارقطني .
وقال الذهبي : " ضعيف ".
ولنذكر مَنْ رواه مرسلا سوى مَنْ تقدم :
أخرجه النسائي (4780) , وفي "الكبرى" (6954) : من طريق أبي خالد الأحمر عن إسماعيل ، عن قيس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : مرسلا .
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2663) : عن معتمر بن سليمان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم : مرسلا .
وأخرجه الشافعي في "المسند" , وفي "الأم" 6/ 38 , والبيهقي 8/ 127 , وفي "المعرفة" (4988): عن مروان بن معاوية ، عن إسماعيل بن أبي خالد ،
عن قيس بن أبي حازم ، قال : " لجأ قوم إلى خثعم : فذكره مرسلا .
وأخرجه ابن أبي شيبة (33541): حدثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن قيس ، قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا : فذكره مرسلا .
وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة(37627) : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، قال :
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره مرسلا .
وأخرجه الحربي في "غريب الحديث " 2/ 766 : حدثنا ابن نمير , حدثنا أبي , عن إسماعيل , عن قيس , عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال : مرسلا .
وأخرجه أيضا الحربي في " غريب الحديث" 3/ 1003: حدثنا عبيد الله -بن عمر الجشمي-، حدثنا يحيى -بن سعيد القطان -عن إسماعيل ، عن قيس :
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا .
ولنسرد أسماء الرواة الذين رووه مرسلا : هشيم , ومعمر , وخالد الواسطي , وعبدة , وأبو خالد الأحمر , ومعتمر بن سليمان , ومروان بن معاوية ,
ووكيع بن الجراح ,وعبدالرحيم بن سليمان , ونمير , ويحي بن سعيد القطان .
فهؤلاء الحفاظ وفيهم جبال الحفظ لو خالفوا حافظا لكان القول قولهم , فما بالك إذا كان مَنْ وصله أبو معاوية الضرير واسمه محمد بن خازم .
قال عبدالله بن أحمد : سمعت أبى يقول : أبو معاوية الضرير فى غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا .
و قال ابن خراش : صدوق ، و هو فى الأعمش ثقة ، و فى غيره فيه اضطراب .
و قال النسائى : ثقة فى الأعمش .
و قال أبو داود : قلت لأحمد : كيف حديث أبى معاوية عن هشام بن عروة ؟ قال : فيها أحاديث مضطربة يرفع منها أحاديث إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم .
وقال الذهبي : الحافظ ، ثبت فى الأعمش ، و كان مرجئا .
وقال الحافظ : ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ، و قد يهم فى حديث غيره ، و قد رمى بالإرجاء .
قلت : قد وهم في هذا الحديث بلا شك فوصله مخالفا أحد عشر حافظا تمّ الكشف عن رواياتهم وكلها صحيحة عنهم , فالصحيح أن هذا الحديث مرسل ,
والحديث إنما يتكلم عمن قتل خطأ من المسلمين المقيمين مع الكفار الحربيين، حيث يصعب تمييزهم عن الكفار , فأخبرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أعلمهم أنه بريئ من كل مسلم مع مشرك في دار حرب ، ليعلمهم أن لا ديات لهم ولا قود , وهذا واضح من المتن , وهذا ما فهمه منه الإمام الشافعي كما تقدم
في نقل البيهقي عنه , فإذا تبيّن لك هذا , فليس صوابا أن يُقال يشهد له حديث جرير , وهو الآتي :
" بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة , وإيتاء الزكاة , والنصح لكل مسلم , وعلى فراق المشرك " .
أخرجه النسائي (4175) , وفي "الكبرى" (7747), وأحمد (18681) :من طريق شعبة ، عن سليمان ، عن أبي وائل ، عن جرير ، قال : فذكره .
وأخرجه الطبراني (2316) : من طريق يعقوب القمي ، عن أبي ربعي ، عن الأعمش ، عن شقيق بن سلمة ، عن جرير به .
قلت : وإسناده ضعيف , فإن أبا ربعي : مجهول الحال , ويعقوب القمي : صدوق يهم .
وأخرجه عبدالزراق(9821) وعنه أحمد (18698) :أخبرنا الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن جرير : به .
وأخرجه الطبراني ( 2317): حدثنا أحمد بن عمرو البزار ، ثنا صالح بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا شعبة ، عن الأعمش ، ومنصور ،
عن أبي وائل ، عن جرير ، قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ، فاشترط علي " أن أعبد الله لا أشرك به شيئا ، والنصح لكل مسلم " .
وأخرجه الطبراني (2315) : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، ثنا عبد الحميد بن صالح ، ثنا أبو شهاب ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن جرير ، قال : قلت :
يا رسول الله بايعني واشترط علي ، فأنت أعلم ، فبسط يده فبايعه ، فقال : " لا تشرك بالله شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتنصح المسلم ، وتفارق الكافر " .
وإسناده صحيح .
وجاء طريقُ أبي وائل بزيادةأبي نخيلة من فوقه !
أخرجه النسائي (4176) و (4177) , وفي "الكبرى" تحت الحديث (7747)و(7748) ,وأحمد (18752), والطبراني (2318) ,والبيهقي في "الكبرى " 9/ 22:
من طريق أبي وائل ، عن أبي نخيلة ( وعند البيهقي :عن أبي بجيلة ! )، عن جرير ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكر نحوه .
وجاء طريقُ أبي وائل أيضا بزيادة رجل من فوقه :
أخرجه أحمد (18680) : من طريق شعبة ، عن منصور ، قال : سمعت أبا وائل يحدث ، عن رجل ، عن جرير : به .
وأخرجه أحمد (18683)و (18733): من طريق عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل ، أن جريرا قال : يا رسول الله ، اشترط علي ، قال :
" تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتصلي الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتنصح المسلم ، وتبرأ من الكافر " .
وأخرجه أحمد (18747) , والطبراني (2306) :من طريق زائدة ، حدثنا عاصم- بن بهدلة - عن أبي وائل به , إلا أنه بلفظ " وتبرأ من المشرك " بدل :
" وتبرأ من الكافر " , ولفظ الطبراني " وتفارق المشرك " .
وجاء مقرونا بأبي وائل : الشعبي :
أحرجه النسائي في "الكبرى" ( 7749), والطبراني (2356) : من طريق مغيرة ، عن أبي وائل ، والشعبي ، قالا : قال جرير : "
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : أبايعك على السمع والطاعة فيما أحببت وفيما كرهت ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : أو تستطيع ذلك يا جرير ،
أو تطيق ذلك ؟ قال : قل ما استطعت ، فبايعني والنصح لكل مسلم " .
قلت : وله طرق عن جرير وهذه الطريق الثانية :
أخرجه البخاري (57)و(524)و(1401) و(2157)و(2715), ومسلم (57) , والترمذي (1925) , والنسائي في "الكبرى" (317) و(7730) ,
وأحمد (18708) و(18759) و(18762), والحميدي (813) ,والدارمي (2540) , وابن خزيمة (2112) ,وابن حبان (4545), وأبو عوانة في "المستخرج" (104)
,وأبو نعيم في "مستخرجه" (194), وابن الجارود في "المنتقى" (323), والطبراني (2244) و(2245) و(2246) و(2247)و(2248) و(2249)
و(2250): من طريق إسماعيل ، قال : حدثني قيس بن أبي حازم ، عن جرير بن عبد الله ، قال :
" بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والسمع ، والطاعة ، والنصح لكل مسلم " .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح" .
الطريق الثالثة :
أخرجه البخاري (7204), ومسلم (58) , والنسائي (4189), وفي " الكبرى " (7764) و 8/ 70, وأحمد (18712) و(18742), والحميدي (816) ,وأبو عوانة
في "المستخرج"(107) , وأبو نعيم في " المسند المستخرج" (196) , والطبراني (2342)و(2351)و(2354) و(2365), وفي "الأوسط" (585)و(1143) ,
والبيهقي في "الكبرى": من طريق الشعبي ، عن جرير بن عبد الله ، قال :
" بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ، فلقنني فيما استطعت ، والنصح لكل مسلم " .
الطريق الرابعة :
أخرجه البخاري (58)و(2714) , ومسلم (57) , والنسائي (4156) , وأحمد (18670)و(18710)و(18716)و(18 768), والنسائي في "الكبرى" (7730)و(8410)
و 10/ 350 , والشافعي في "مسنده" (1143) , والطيالسي (695), والحميدي (812) ,وعبدالرزاق (9819), وأبو يعلى (7509) , وأبو عوانة في
"المستخرج" (105)و(106)و(7221) , وأبو نعيم في " مستخرجه " (195),والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (544) , وفي "المعرفة" (113):
من طريق زياد بن علاقة ، قال : سمعت جرير بن عبد الله ، يقول :
"يوم مات المغيرة بن شعبة قام فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : " عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له ، والوقار والسكينة حتى يأتيكم أمير ،
فإنما يأتيكم الآن ، ثم قال :استعفوا لأميركم فإنه كان يحب العفو ، ثم قال : أما بعد ، فإني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت :
أبايعك على الإسلام ، فشرط علي والنصح لكل مسلم ، فبايعته على هذا " ، ورب هذا المسجد إني لناصح لكم ، ثم استغفر ونزل" .
يتبع ...
رد: تخريج أحاديث مخالطة ومفارقة المشركين
2330 - " من جامع المشرك و سكن معه ، فإنه مثله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 434 .
أخرجه أبو داود ( 2787 ) عن سليمان بن موسى أبي داود حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة
بن جندب حدثني خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب
مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف ، سليمان بن سمرة قال الحافظ : " مقبول " . و ابنه
خبيب مجهول . و جعفر بن سعد بن سمرة ليس بالقوي . و سليمان بن موسى أبو داود
الكوفي الخراساني فيه لين . و من هنا تعلم خطأ المناوي في قوله في " التيسير "
: " و إسناده حسن " . مع أنه في " الفيض " تعقب رمز السيوطي لحسنه بضعف سليمان
هذا ! قلت : لكن له طريق أخرى يتقوى بها ، أخرجه الحاكم ( 2 / 141 - 142 ) عن
إسحاق بن إدريس حدثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعا بلفظ : " لا
تساكنوا المشركين و لا تجامعوهم ، فمن ساكنهم أو جامعهم فليس منا " . و قال : "
صحيح على شرط البخاري " ، و وافقه الذهبي ، إلا أنه زاد : " و مسلم " . و لا
أدري إذا كانت هذه الزيادة منه ، أو من بعض نساخ كتابه : " التلخيص " . و سواء
كان هذا أو ذاك ، فتصحيحه و هم فاحش منهما لأن إسحاق بن إدريس هذا ليس من رجال
الشيخين ، و لا هو بثقة ، بل إنه اتهم بالوضع ، فقد أورده الذهبي نفسه في "
الميزان " و قال : " تركه ابن المديني ، و قال أبو زرعة : واه . و قال البخاري
: تركه الناس . و قال الدارقطني : منكر الحديث . و قال : يحيى بن معين : كذاب
يضع الحديث " . لكني وجدت له متابعا قويا يرويه إسحاق بن سيار حدثنا محمد بن
عبد الملك عن همام به . أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 123 ) عن أبي
العباس الشعراني عنه . و محمد بن عبد الملك - هو أبو جابر الأزدي البصري - قال
أبو حاتم : " أدركته ، و ليس بقوي " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9 / 64
) <1> . و إسحاق بن سيار - و هو النصيبي أبو يعقوب - قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1
/ 223 ) : " أدركناه ، و كتب إلي ببعض حديثه ، و كان صدوقا ثقة " . و أبو
العباس الشعراني اسمه أحمد بن محمد بن جعفر الزاهد الجمال ، و في ترجمته ساق
أبو نعيم الحديث ، و قال : " كان من العباد الراغبين في الحج ، و كان يصلي عند
كل ميل ركعتين " ! قلت : هذه الصلاة بدعة لم يفعلها السلف و إمامهم سيد
الأنبياء عليه الصلاة و السلام ، " و خير الهدي هدي محمد " . و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا ، فالرجل مستور . و بالجملة ، فالحديث عندي حسن بمجموع
الطريقين ، و لاسيما و قد مضى له شاهد بنحوه ، فراجعه برقم ( 636 ) .
-----------------------------------------------------------
[1] ترجم له من " الميزان " و " اللسان " ، و " التهذيب " أيضا على خلاف قاعدته
أن لا يترجم في " اللسان " لمن ترجم له في " التهذيب " ، و رمز له فيه بـ " م "
، و أظنه وهما ، و لم يترجم له في " التقريب " . اهـ .
رد: تخريج أحاديث مخالطة ومفارقة المشركين
أخطأ الألباني رحمه الله في تحسينه فلا يتحسن ولا كرامة
رد: تخريج أحاديث مخالطة ومفارقة المشركين
رد: تخريج أحاديث مخالطة ومفارقة المشركين
رد: تخريج أحاديث مخالطة ومفارقة المشركين
شرح حديث النهي عن مساكنة المشركين
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في الإقامة بأرض الشرك: حدثنا محمد بن داود بن سفيان حدثنا يحيى بن حسان أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود قال: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب قال: حدثني خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب: أما بعد: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله) ]. أورد أبو داود هذه الترجمة وهي: [ باب في الإقامة بأرض الشرك ]، أي: ليس للإنسان أن يقيم في أرض المشركين وأن يساكنهم وأن يكون معهم؛ لئلا يحصل منهم تأثير عليه. ولكن إذا كان بقاؤه بين المشركين لا يمنعه من أن يقيم فيهم شعائر دينه، وكان يستطيع أن يدعو الكفار إلى الدين الإسلامي، وكذلك يدعو المسلمين فيه إلى الله على بصيرة، ليتمسكوا بإسلامهم، وليحافظوا على شعائر دينهم، وليظهروا للكفار أحكام الإسلام حتى يعرفها الكفار، وحتى يكون ذلك سبباً في إسلام الكفار؛ فإنه لا بأس بذلك. وقد أورد أبو داود حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله)؟ ومعناه: من اختلط به وامتزج به وسكن معه فإنه يكون مثله؛ لأن الاحتكاك قد يؤثر، والمشابهة في الظاهر قد يحصل منها تأثير على الباطن، فإذا كان الإنسان لا يستطيع إظهار شعائر دينه فعليه أن يرتحل وينتقل إلى بلد آخر يستطيع أن يظهر فيه شعائر دينه، وفيه التفصيل الذي أشرت إليه.
تراجم رجال إسناد حديث النهي عن مساكنة المشركين قوله: [ حدثنا محمد بن داود بن سفيان ]. محمد بن داود بن سفيان مقبول، أخرج له أبو داود . [ حدثنا يحيى بن حسان ]. وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجة . [ أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود ]. سليمان بن موسى أبو داود فيه لين، أخرج حديثه أبو داود . [ حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب ]. جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب ليس بالقوي، أخرج له أبو داود . [ حدثني خبيب بن سليمان ]. خبيب بن سليمان مجهول، أخرج له أبو داود . [ عن أبيه سليمان بن سمرة ]. سليمان بن سمرة مقبول، أخرج له أبو داود . [ عن سمرة بن جندب ]. سمرة بن جندب رضي الله عنه، صحابي أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وهذا الإسناد سبق أن مر بنا مرتين قبل هذه، وتلك الأحاديث التي مر بها ضعيفة؛ لأن فيها خمسة فيهم كلام وقد انفرد بالإخراج لهم أبو داود ، فمنهم من هو لين الحديث، ومنهم من هو مقبول، ومنهم من هو مجهول، ومنهم من ليس بالقوي، فهذا الحديث إسناده ضعيف ولكن متنه صحيح؛ لأنه جاء في روايات أخرى ما يشهد له، ولهذا صححه الألباني رحمه الله وأورده في السلسلة الصحيحة برقم (2330) وذكر شواهده.
الكتاب : شرح سنن أبي داود
المؤلف : عبد المحسن العباد