فهم دقيق ومهم لشيخ الاسلام يحتاجه طلبة العلم والعلماء !
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول شيخ الإسلام ( الاستقامة 1/ 37 ) ((كل ما أوجب فتنة وفرقة فليس من الدين سواء كان قولا او فعلا
ولكن المصيب العادل عليه أن يصبر عن الفتنة ويصبر على جهل الجهول وظلمه إن كان غير متأول
وأما إن كان ذاك أيضا متأولا فخطؤه مغفور له
وهو فيما يصيب به من أذى بقوله أو فعله له أجر على اجتهاده وخطؤه مغفور له وذلك محنة وابتلاء في حق ذلك المظلوم ))
وقال (( لا تقع فتنة إلا من ترك ما أمر الله به فإنه سبحانه أمر بالحق وأمر بالصبر
فالفتنة إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر
فالمظلوم المحق الذي لا يقصر في علمه يؤمر بالصبر
فإذا لم يصبر فقد ترك المأمور
وإن كان مجتهدا في معرفة الحق ولم يصبر فليس هذا بوجه الحق مطلقا لكن هذا وجه نوع حق فيما أصابه
فينبغي أن يصبر عليه
وإن كان مقصرا في معرفة الحق فصارت ثلاثة ذنوب
أنه لم يجتهد في معرفة الحق
وأنه لم يصبه
وأنه لم يصبر )) (الاستقامة 1/39)
إذن المخالف في اجتهاده قد يبغي على صاحب الحق فيكون الحال أن الباغي يؤجر من وجه ويغفر له خطؤه من وجه آخر
والمظلوم يكون الواجب عليه الصبرعلى مايصيبه من جراء هذه المخالفة التي وقع فيها الباغي أو الجهول وعليه بالتقوى في معاملته له أو معاقبته فالعاقبة للمتقين
فهو في منحة الأجر ومحنة الصبر
وإذا لم يصبر ولم يتق كان آثما
وقد يأثم المرء لعدم الإجتهاد في معرفة الحق ولعدم إصابته له وعدم الصبر عليه وهذا لا يحسن فهمه وتطبيقه إلا القليل من طلبة العلم فواقعنا اليوم يشهد على هذا .
وإذا لم يقابل خطأ المتأول تأويلا سائغا بطريقة العلم والعدل فيعتقد أنه مأجور في خطئه وعليه بيان الحق من غير تعدي وتشكيك بالنوايا وإلا حصلت الفتنة ويكون قد حاد عن الصراط المستقيم في تعامله مع المخالف وقارف الإثم ،فليس له إلا أن يعرف الحق ويصبر عليه فهو مأمور بهما .