بسم الله الرحمن الرحيم
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية :
(( اذا وجد العبد تقصيرا في حقوق القرابة والأهل والأولاد والجيران والإخوان فعليه بالدعاء لهم والإستغفار ))
التقصير هنا هل هو من العبد في حق الأقرباء والأهل أم من الأهل والأقرباء في حق العبد ؟
عرض للطباعة
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية :
(( اذا وجد العبد تقصيرا في حقوق القرابة والأهل والأولاد والجيران والإخوان فعليه بالدعاء لهم والإستغفار ))
التقصير هنا هل هو من العبد في حق الأقرباء والأهل أم من الأهل والأقرباء في حق العبد ؟
نفع الله بكما .
تتمة كلامه رحمه الله يبين المراد ، وهو الأول :
وَكَذَلِكَ إذَا وَجَدَ الْعَبْدُ تَقْصِيرًا فِي حُقُوقِ الْقَرَابَةِ وَالْأَهْلِ وَالْأَوْلَادِ وَالْجِيرَانِ وَالْإِخْوَانِ . فَعَلَيْهِ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ وَالِاسْتِغْفَا رِ . { قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّ لِي لِسَانًا ذَرِبًا عَلَى أَهْلِي . فَقَالَ لَهُ : أَيْنَ أَنْتَ مِنْ الِاسْتِغْفَارِ ؟ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً } " .أهــ
مع العلم بأن حديث حذيفة بذكر ذرابة اللسان لا يصح ، وأما الاستغفار فصحيح.
وفي مسند أحمد ط الرسالة :
23340 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ فِي لِسَانِي ذَرَبٌ عَلَى أَهْلِي لَمْ أَعْدُهُ إِلَى غَيْرِهِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ يَا حُذَيْفَةُ، إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ "
قَالَ: فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى فَحَدَّثَنِي، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ " (1)
__________
(1) صحيح لغيره دون قصة ذرابة اللسان، وله إسنادان: الأول إلى حذيفة، وهو ضعيف، فيه أبو المغيرة اختلف في اسمه، فقيل: عُبيد بن المغيرة، وقيل: عُبيد بن عمرو، وقيل: عبيد الله بن أبي المغيرة، وقيل: المغيرة بن أبي عبيد، وقيل: الوليد، وقيل: أبو الوليد، ولم يروِ عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو مجهول. والإسناد الثاني إلى أبي موسى الأشعري وقد خولف أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري فيه، فرواه غير واحد عن إسرائيل
مرسلاً لم يذكروا فيه أبا موسى، وهو الذي ذكره أبو حاتم كما في "العلل" 2/187، وقد سلف حديث أبي موسى في "مسنده" برقم (19672) وبيَّنا هناك أن المحفوظ فيه عن أبي بردة حديث الأغر المزني، والله أعلم.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2970) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذين الإسنادين.
وأخرجه الدارمي (2723) عن محمد بن يوسف، والطبراني في "الدعاء" (1812) من طريق عبد الله بن رجاء، والبيهقي في "الشعب" (6788) من طريق عبيد الله بن موسى، كلهم عن إسرائيل بن يونس، به. وعند الدارمي والبيهقي في الإسناد الثاني. قال أبو إسحاق: فذكرت ذلك لأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى، فقالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني لأستغفر الله ... إلخ" ليس فيه ذكر أبي موسى. ولم يذكر الطبراني الإسناد الثاني.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/297 و13/462، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (450) ، والطبراني في "الدعاء" (1813) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (362) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/267 من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (453) والطبراني في "الدعاء" (1815) من طريق أبي خالد الدّالاني، وأخرجه ابن ماجه (3817) مِن طريق أبي بكر بن عياش، وأخرجه هنَّاد في "الزهد" (916) ، والطبراني في "الدعاء" (1816) و (1817) من طريق الأعمش، وفي "الدعاء" (1818) وفي "الصغير" (302) من طريق مالك بن مغول، والطبراني في "الدعاء" (1819) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2257، وأبو نعيم في "الحلية" 1/276 من طريق عمرو بن قيس الملائي، ستتهم عن أبي إسحاق السبيعي بالإسناد الأول. وفي رواية أبي بكر بن عياش: سبعين مرة، بدل مئة مرة.
وسيأتي برقم (23362) من طريق شعبة، وبرقم (23371) و (23421) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق الهمداني.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند حسين المروزي في زوائده على كتاب "الزهد" لابن المبارك (1137) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2084، وإسناده ضعيف بمرة.أهـ
وقال المزي في تهذيب الكمال 34 / 314 :
سي : أبو المغيرة البجلي ، ويُقال : الخارفي الكوفي ، اسمه : عُبَيد بن المغيرة ، وقيل : عُبَيد بن عَمْرو.
عَن : حذيفة بن اليمان (سي ق) : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذرب لساني...الحديث.
وعَنه : أبو إسحاق السبيعي (سي ق).
قاله غير واحد عَن أبي إسحاق هكذا.
ورواه شعبة عَن أبي إسحاق ، فاختلف عليه فيه ، فقيل : عنه عَن أبي إسحاق (سي) ، عن الوليد أبي المغيرة أو المغيرة أبي الوليد ، عن حذيفة ، وقيل : عنه عَن أبي إسحاق (سي) ، عن مسلم ابن نذير ، عن حذيفة.
ورواه سعد بن الصلت ، عن الأعمش ، عَن أبي إسحاق ، عن المغيرة بن أَبي عُبَيد ، عن حذيفة (1).
روى له النَّسَائي في "اليوم والليلة" ، وابن ماجة.
__________
(1) جهله الحافظان : الذهبي ، وابن حجر.
بارك الله فيكما أيها الشيخين الجليلين ..
الدعاء لهم بدلا عن تقصيره في حقهم والإستغفار منه ( العبد ) عن ذنب تقصيره .
وفيك بارك الله أخانا الفاضل .
أحسن الله إليك شيخنا، وإليك أيه الأخ الفاضل إيراهيم العليوي