... رواه إبراهيم النخعي مفتيا به، ومرة ذاكرا أنه أخذ هذه الرقية عن الأسود وأقرتها عائشة، ومرة صرح بوصله مستدلا به ، وليس هذا من التخليط كما يظن، بل من التنوع في الاستدلال على حسب المقام والمقال : 1. فقال أبو بكر في المصنف (6/101) حدثنا وكيع عن سفيان عن القعقاع عن إبراهيم قال: «رقية العقرب شجة قرنية ملحة بحر قفطا »، قول إبراهيم هذا إنما أخذه عن أصحاب عبد الله كما أخذه عن أم المؤمنين : 2. قال ابن أبي خيثمة في تاريخه 3850- حَدَّثَنا أبي قال: حدثنا جرير عن مُغِيْرَة عن إبراهيم قال : كانت للأسود رُقْية يَرْقي بها في الجاهلية من العقرب أربعة ... بالحميرية ، فلما كان الإسلام تحرَّج منها وتركها، ثم عرضها على عائشة، فقالت : ما أرى بها بأسًا، قال: ورقيتُةُ :شجة قرنية ملحة بحر قطعا أو خطبية أو قفطا ".. ثم إن هذه الرقية التي كانت عند الأسود منذ الجاهية عرضها على أم المؤمنين فأقرتها، وصل ذلك أبو بكر بن عياش وسفيان الثقتان الجليلان عن المغيرة : .3 فقد قال أبو بكر بعد أثر أبراهيم السابق مباشرة : حدثنا وكيع عن سفيان عن المغيرة عن إبراهيم عن الأسود قال:" عرضتها على عائشة، فقالت: «هذه مواثيق» أي لسليمان عليه السلام مع الهوام ، .4 وقال الترمذي في المنهيات (63) وحدثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفى حدثنا أبوبكر بن عياش عن مغيرة عن إبراهيم عن الأسود قال: قلت لعائشة رضى الله عنها: إنا نزلنا وادياً، فقتل صاحب لنا حية، فصرع لحينه، فرقيته بكلمات بالحميرية فقالت: أى شيء هي؟ قلت: شجه قرنيه ملحة بحرا. فقطا، قال: فقالت:ما بها بأس "، والصيرفي ثقة .
وهذا الأثر صحيح له حكم المرفوع ، ورواية مغيرة عن إبراهيم على شرط الشيخيْن وهو من أروى الناس عنه، كما أنه كان يروي كثيرا بواسطة عنه ، فاختلط أمره على أهل الحديث، فرماه قوم بالتدليس ونفاه عنه آخرون، وقالوا: بل هذا يدل على حفظه وتمييزه بين ما سمع من شيخه، وبين ما روى عنه بواسطة، والأصل هو براءة الذمة إلا أن تأتي الأدلة بتدليسه : ............