-
تزكية الدعاة
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله أن تم فتح موقع سلفي جديد من الجزائر. ولكن أرجو أن تفيدونا رحمكم الله بـ:" تزكية" للشيخ ..........، وذلك أنّي من ...........سوف، وسمعت أنّه شيخ ما شاء الله نسأل الله أن يبارك في علمه، وبعض الإخوة عندما حدّثتهم عنه أرادوا تزكية للشّيخ.
أرجو أن تكون الإجابة واضحة لأنّي أريد نشر هذه التّزكية، وبارك الله فيكم، وجزاكم بما فعلتم من الأجر في ميزان حسناتكم.
الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فحفظك الله ورعاك، وجعل الجنّة متقلّبك ومثواك، آمين .. فيبدو عليك الحرص على الخير، فثبّتك الله على دينه وطاعته.
فاعلم أخي الكريم أنّ السّؤال عن الدّعاة وترجمتهم ونشأتهم في طلب العلم شيء لا بأس به، ولكن أن يُجعل هذا الأمر هو المؤشِّر لسماع دروسهم والاستفادة من علمهم فهو خلاف الصّواب، بل هو من بدع العصر. وليس هذا موضع بسط هذه المسألة الّتي صارت سلاحا يُضرب به الدّعاة إلى الله تعالى، فلا ينطق الواحد منهم إلاّ قيل عنه: من زكّاه ؟ وذلك لما يلي:
1 - الأصل أنّ الإنسان يزكّيه عمله وعلمه، فكم من إنسان زكّاه العلماء لما يعرفون عنه من ظاهر الحال، ولكنّك تراه لا يقدّم علما ينفع به الأمّة، أفترى تزكية العلماء له تنفعه ؟!
2 - إنّ تزكية العلماء هي إحدى وسائل التعديل، وليست هي الوسيلة الوحيدة للتّعديل، فيعرف الثّقة بأمور:
- بالشّهرة والاستفاضة، فلا يُسأل عن حالهم، كمن برزوا في العلم وصاروا من أعلام أهل السنّة، كالإمام مالك والشّافعي وأحمد وأبي حنيفة واللّيث والأوزاعيّ وغيرهم، فلا يحسن أن يقال: من وثّق هؤلاء.
- بشهادة العلماء، وهم المعروفون بالعلم والورع، فلا يحكمون على شخص إلاّ بما يظهر لهم منه.
- بتتبّع مرويّاته، فمن أكثر من موافقة الثّقات قيل عنه: ثقة، ومن أكثر من مخالفتهم قيل عنه: ضعيف، ومن قارب أحد هذين الصّنفين وصف بما اقترب منه، فيقال في شخص: صدوق، صدوق يخطئ، ثقة ربّما أخطأ ..الخ.
فمن عُدِم الأمران الأوّلان، فلا يقال عنه: مجهول لا يؤخذ منه شيء !! بل يمكن تتبّع مرويّاته وعلمه، فمن وافق الحقّ في معظم أحيانه فهو ثقة يؤخذ عنه العلم، ومن عُلِم منه أنّه فاحش الغلط، واقعا في البدع، ونحو ذلك، فهذا لا يُزكّى ولا كرامة.
وأدعوك أخي الكريم إلى أن تنظر في علم دعاة بلدك، أو تعرض أقوالهم وعلمهم على من تثق في حكمه، لينظر أين الغلط ؟ أين البدع ؟ أين الانحراف العقديّ ؟ أين الأحاديث الضّعيفة ؟ أين وأين ؟؟؟ وأشرطتهم ولله الحمد متوفّرة، ولقد بلغت دروس بعضهم المسجّلة ما يفوق ألفا ومائتي درس !! أفلا يمكن أن يُوزن الشّخص بها ؟!
3- ثمّ أليس لو جعلنا هذا أصلا لكُنّا نعطّل الجُمَعَ والدّروس في سائر البلد بحجّة أنّه لا بدّ من تزكية هؤلاء ؟ وهذا لا يقول به عاقل. فلا بدّ على حدّ قولهم: أن نمنع الدّروس والخطب في القطر كلّه بل في العالم كلّه حتّى في إندونيسيا وماليزيا وغيرها، حتّى تظهر تزكيتهم ؟!!!!
4- ثمّ إنّني أرى من سألك عن فلان أو فلان أنّه أعلى من الجميع، فمن هو حتّى يُصدِر حكمه في الدّعاة ؟
5- وفرضا لو جئته بتزكية من عالم فأيّ العلماء يقصد ؟ فهل لا بدّ من أن يكون الشّيخ فلان أو علاّن هو صاحب التّزكية ؟ فأين بقيّة العلماء ؟
لذلك قلت في بداية كلمتي هذه أنّ طلب التّزكية دون النّظر إلى علم الشّخص وعمله من البدع.
والله أعلم وأعزّ وأكرم.
من فتاوى موقع منار الجزائر بتصرف يسير
-
رد: تزكية الدعاة
بارك الله فيك وفي صاحب الجواب ، صدق ـ والله ـ ...
-
رد: تزكية الدعاة
و فيك بارك الله أخي الكريم
-
رد: تزكية الدعاة
أحسن الله إليك أخي الكريم
-
رد: تزكية الدعاة
و أحسن إليكم أخي إمام الأندلس