مئة وسبعون موعظة وفائدة عن الصيام ورمضان منتقاة من دروس الشيخ صالح العصيمي
[ مئة وسبعون موعظة وفائدة عن الصيام وما يتعلق به ]
للشيخ د. صالح بن عبدالله العصيمي.
فيما يلي مجموعة من فوائد واختيارات ومواعظ الشيخ د. صالح بن عبدالله العصيمي حفظه الله - المدرس في الحرمين الشريفين - فيما يتعلق بالصوم ورمضان وما يتعلق بهما ، مصطفاة من بعض دروسه وتغريداته وخطبه ، وسيأتي سردها آخر الفوائد إن شاء الله :
١- يجب على الصائم أن يتعلم أحكام الصيام قبل دخوله لئلا يفسد عبادته من حيث لا يشعر. فإن كل ما وجب العمل به فتقدّم العلم عليه واجب.
٢- على العبد أن يتعلم أحكام الصيام حتى تقع منه العبادة كاملة ؛ فإن الثواب المعلق في هذه الأعمال جزاؤه الكامل لا يكون إلا على الفعل الكامل والحديث ( من صام رمضان) أي صياما كاملا ، و ( من قام رمضان ) أي قياما كاملا وهو اختيار ابن تيمية.
٣- مما يقرر العلم رعاية فقه المناسبات الذي يقوم على تذاكر أحكام شعائر الإسلام عند وفود وقتها كالصيام والاعتكاف وأحكام العيدين والحج.
٤- الرسائل المفردة في باب الصوم مما صنفه العلماء المتقدمون عزيزة الوجود، والظفر بواحدة منها تصلح للمدارسة والمذاكرة غنيمة باردة.
_____________
[ من حِكَم الصوم ]
٥-أعظم العلل الشرعية والحكم المرعية في شرعية الصيام هي قول الرب سبحانه وتعالى ( لعلكم تتقون ).
٦- تقوى الله يستعان عليها بالصيام:
قال ابن القيم: ما استعان أحد على تقوى الله واجتناب محارمه وحفظ حدوده بمثل الصوم .
٧- حديث "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مسالكه بالجوع" لا يثبت بهذا التمام، فإن زيادة (فضيقوا مسالكه بالجوع) لا تثبت.
٨-من فوائد الصيام أنّ العبد يكثر الصدقات إذا صام ووجه ذلك هو أن الصائم إذا جاع تذكّر ما عنده من الجوع فحثّه ذلك على إطعام الجائع.
٩-من فوائد الصيام أنه يحمل العبد على شكر ربه سبحانه وتعالى، فإن الصائم إذا فقد الطعام والشراب ذكر إنعام الله عليه بالإطعام والسقيا.
١٠- حديث "صوموا تصحوا" لا يثبت. وكل الأحاديث المروية بهذا اللفظ وما في معناه أسانيدها ضعيفة معللة .
١١- لاريب أن الصيام من جهة الطب يسبب لصاحبه صحة في ذهنه وسلامة في بدنه ، ولهذا دأب بعض الأطباء على مداواة جملة من العلل به.
[ دخول الشهر ]
١٢- لاعبرة بالحساب الفلكي في دخول الشهر أو خروجه.
والمعول عليه في ذلك إما رؤية الهلال وإما إكمال العدة ثلاثين يوما.
١٣-جمهور أهل العلم على عدم الاعتداد بالحساب الفلكي ، وما نقل عن أفرادهم هو من شذوذ العلم كما حكاه ابن عبدالبر، فلا يُلتفت إليه ، ولم يتعلق بكبير شيء .
١٤-الاعتماد على الحساب دون الرؤية قول منبوذ مطرح ؛ لأن فيه أخذا بما نفاه النبي صلى الله عليه وسلم عن أمته ، وما نفاه عن أمته فهو مطَّرح باتفاق المسلمين ففي الصحيح " إنا أمة أمية لانكتب ولانحسب صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"
١٥- قوله (لانكتب ولانحسب) متعلقه الرؤية لا أنه أصل كلي ؛ فإن الدين مبني على الأمر بالعلم وإشاعته، ولكن مراده هنا بيان يسر الدين وأن أمر عبادة المؤمنين لا يفتقر إلى حساب وكتاب ؛ بل إلى أمر ظاهر لا يخفى .
١٦- التعويل على الحساب الفلكي في دخول الشهر مع نفي الشريعة له إلا أنه أيضا ليس حَكَما صالحا لأن يكون فاصلا في الحكومة والخصومة في دخول الشهر ،
١٧-وذلك أن التعويل عليه غلط من وجهين :
أ. غلط من جهة علم الحساب نفسه؛ فإن الحسَّابين من أهل الفلك يختلفون بينهم، فعلى أي حساب يُعوَّل؟!
ب. من جهة العقل؛ فإن العقل الراجح لا يَنصِب للفصل في الخصومة إلا حَكَما عدلا منضبطا، والحساب لا يصلح أن يكون بهذه المنزلة.
• فالمعارف الفلكية والدلائل العقلية معتضدة مع البراهين الشرعية على إبطال التعويل على الحساب.
١٨- الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يقال من ذكر عند رؤية الهلال كلها
ضعيفة لكن:
روى البغوي في معرفة الصحابة بسند على شرط الصحيح عن عبدالله بن هشام رضي الله عنه أنه قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتعلمون الدعاء كما يتعلمون القرآن إذا دخل الشهر أو السنة (اللهم أدخله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام وجوار من الشيطان ورضوان من الرحمن)
١٩- ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة عبدالله بن هشام رضي الله عنه وكل الذين صنفوا في الأذكار لم يذكروا هذا الأثر .
٢٠- وهو مما تطمئن النفس إلى العمل به ، فهو مما لايختلف في صحة إسناده .
بل الأثر ورد بسند خرج البخاري به حديثاً من أوله إلى آخره.
٢١- الأصل في التقاويم التي تجعل للصلاة صحتها وثبوتها؛ فقد تتابع عليها المسلمون في العقود المتأخرة طبقة بعد طبقة، والكلام المروج في بطلانها لا يؤبه به؛ لأنه صادر عن غير اختصاص بالأهلية في القول فيه، ولا يجوز الافتيات بنشره؛ لأن فيه إفساد لمواقيت عبادات المسلمين.
٢٢- فالمتكلم بتقدم الفجر ١٠ دقائق مثلا ونحو ذلك آثم وكلامه حرام لما يورثه من التشكيك في عبادات المسلمين وافتراقهم إلى قوم يمسكون في وقت وآخرون يمسكون في وقت، وافتراق المسلمين في العبادات الظاهرة من أعظم أسباب هلاكهم.
٢٣- وقد وكل هذا الأمر إلى أهله فيمن أنابه ولي الأمر في تحديد المواقيت فلا يُعوَّل على غيره .
٢٤- وقد وقع التشكيك في هذه المسألة في حياة شيخنا ابن باز رحمه الله فبعث لجنتين شرعيتين، يرأس إحداهما شيخنا الفوزان، ويرأس الأخرى شيخنا بكر أبو زيد ، فانتهت اللجنتان إلى صحة التقاويم .
٢٥- فينبغي الاستمساك بالثابت المعروف المنتشر عند الناس براءة للدين وطلبا للسلامة، ومن قواعد الفقهاء: الأصل بقاء ما كان على ما كان، وأنه يستدل بالقديم على الجديد.
٢٦- البشارة والتهنئة برمضان:
الأحاديث المروية في البشارة برمضان ضعيفة، ولا يثبت في ذلك أثرٌ مرفوع ولا موقوف، لكنه من جملة العادات.
٢٧- فالصحيح أن التبشير برمضان -وفي ضمن ذلك التهنئة به- أنه من جملة ما اعتاده الناس، وما اعتاده الناس ولم يكن مخالفاً للشرع فالأصل فيه الإباحة.
٢٨- وهذه قاعدة في التهاني سبق أن بيَّناها، وذكرها جماعة من القدماء منهم أبو الحسن المقدسي شيخ المنذري، ومنهم العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله.
فالأصل في التهاني بما اعتاده الناس الجواز والإباحة، إلا أن تُخالف أصلاً شرعياً، كأن يهنئه بعيد من أعياد الكفار، أو عيد مبتدع؛ فهذه محرمة ولو صارت عادةً للناس.
٢٩- فللإنسان أن يهنئ ويبشر برمضان إباحةً، أما استحباب ذلك وعده مشروعاً فلا ينتهض دليلٌ عليه؛ لضعف الأحاديث الواردة في ذلك.
٣٠- قدوم شهر رمضان يستحق منا وفادته بأتم استقبال، ومدار ما يحصل به الانتفاع في استقباله أربعة أصول:
أولا :الدعاء قبله، ومدار الدعاء النافع في استقبال رمضان 3 أنواع:
1- دعاء العبد ربه أن يبلغه شهر رمضان.
2- دعاء العبد ربه أن يوفقه فيه لصالح الأعمال.
3- دعاء العبد ربه أن يجعله فيه من المتقبلين، وأن يختم له بالعتق من النيران.
ثانيا استقبال رمضان بالنية الخالصة على عمل الخير، بأن يجمع العبد قلبه على أن يعمل في رمضان الصالحات.
- والنية النافعة في استقبال رمضان نوعان:
١- نية مجملة بأن ينوي العبد أن يستكثر فيه من الخيرات.
٢- نية مفصلة، بأن ينوي العبد فيه أنواعا يعينها في قلبه من صيام وقيام وقراءة للقرآن وصدقة وإحسان.
ثالثا : أن يهيأ العبد نفسه بتبصيرها بأن منفعة العمل فيه صالحا هي لنفسه، فينبغي عليه أن يغتنم ما وسع الله فيه وفسح من أجله، وما أبقى له من قوته في الأعمال الصالحة،
رابعا : أن يهيأ العبد نفسه بمعرفة أحكام الصيام.
والقادم إلى رمضان يحتاج إلى تعريف نفسه بأحكام الشرع في رمضان، فيتعلم ما يتعلق فيه من أحكام الصيام وغيرها، حتى إذا عمل كان عمله صوابا، فإن العبد يجب عليه أن يقدم بين يدي ما يجب عليه من العمل العلم الذي يتعلق بذلك العمل، فمن وجب عليه صيام رمضان وجب عليه أن يتعلم ما يتعلق به من أحكام.
[ فضائل وآداب في الصوم ]
٣١-حديث(الملائكة تصلي على الصائم إذا أُكِلَ عنده) مُخرّج عند بعض أصحاب السنن، وإسناده لا بأس به. وصلاة الملائكة المراد بها دعاؤهم له.
٣٢-الأحاديث المصرحة بأن أبواب الجنة تفتح في رمضان وأبواب النيران تغلّق، وأن الشياطين تصفّد هو على حقيقته، وهذا هو الذي تحتمله الأحاديث .
٣٣-الإشارة إلى تفتيح أبواب الجنة في رمضان وتغليق أبواب النار تفيد أن أبواب الجنة قبل ذلك مغلَّقة وأبواب النار مفتوحة ؛ فإذا دخل رمضان قلبت الحال ؛ ترغيبا للخلق في طلب ما يقربهم إلى الله ، وتبعيدا لهم عما لا يحبه الله .
٣٤-الصحيح أن الشياطين جميعا تُصفّد لا فرق بين ما يسترق السمع منها ولا بين مردتها وغيرها. إلا القرين الملازم للإنسان فلا يصفد بحال.
٣٥- أُضيف الصيام إلى الرب إضافة تشريف في الحديث القدسي (فإنه لي) وذلك لمعنيين:
أ-أنّ الصيام عمل خفي لا يدخله التسميع ولا الرياء؛ فهو سر بين العبد وربه بخلاف بقية الأعمال .
ب-لما في الصيام من ترك حظوظ النفس وشهواتها.
وهو اختيار القرطبي وابن رجب.
٣٦- لابد أن يُعلم أنّ الصيام الذي شرّفه الله سبحانه وتعالى فأضافه إلى نفسه المراد به: صيام من سلِم صيامه من المعاصي قولاً وفعلاً ، كما نقل ابن حجر رحمه الله الاتفاق على ذلك في الفتح.
٣٧-(إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب) المراد بـ"الصابرون" في هذه الآية هم الصُّوام في أكثر الأقوال عند أهل العلم.
٣٨-(الصيام جنة) المروي هو أن الصيام يكون جُنّة لصحابه من النار، ولا يمتنع أن يكون أيضا جُنة للعبد من غيرها كالشهوات والآثام، فاللفظ يحتمله.
٣٩- عامّة الناس في الصيام مشغولون بكف أنفسهم عن الشراب والطعام، غافلون عن كف جوارحهم عن المحرم والآثام .
٤٠-إذا سُبَّ الصائم أو خوصم فإنه يقول(إني صائم) مرتين كما هو في ألفاظ الصحيحين. دون ذكر(اللهم)لعدم ورودها. وهذا في صوم النفل والفرض.
٤١- زيادة (وإن كنت قائما فأجلس) -أي من سُبّ أو خوصم- فهذه لفظة لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
٤٢-في الحديث:(لخُلُوف) ُنطق الخاء المعجمة بالضم وهو الفصيح الصحيح ومن العلماء كالخطابي والنووي يرون أنّ فتح الخاء المعجمة خطأ لايصح.
٤٣-خلوف فم الصائم هي الرائحة التي تنبعث من الأبخرة التي تكون في معدة الصائم إذا خلت . والظاهر أن هذا الطّيب كائنٌ في الدنيا والاخرة .
٤٤- (للصائم فرحتان..) فرحه عند فطره يكون لرجوعه إلى مألوفه ولإكماله للعبادة. أما الفرحة التي تكون للقائه بربه فبسبب إثابته على صيامه.
٤٥- (رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) إذا توقى العبد الكبائر كان صيام رمضان إلى رمضان مكفرا لما بينهما من الصغائر.
٤٦- "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه" المختار أنه مكفر للصغائر دون الكبائر.
٤٧-شرط الحصول على ثواب صيام وقيام رمضان من المغفرة أمران:
١- أن يكون الصيام والقيام إيمانا به ، والمراد بالإيمان التصديق بأمر الله. ،
٢- أن يكون ذلك احتسابا أي طلبا للثواب من الله.
وهذان شرطان ثقيلان يحتاج المرء إلى إشهاد قلبه إياهما حتى يحصل له هذا الأجر .
٤٨-في الحديث(إنّ في الجنة باباً)ولم يقل للجنة!ليستشعر العبد نعيم الجنة، ولتقريب النفس وتشويقها إلى نعيم الجنة.
٤٩- أبواب الجنة علقت بالأعمال ، فأهل الصلاة يُدعون من باب الصلاة ، وأهل الصدقة يدعون من باب الصدقة .
٥٠- أما أهل الصيام فيُدعون من باب الريان وليس من باب الصيام - وإن كان وقع في رواية عند البخاري لكنها غير محفوظة -
لأن الصيام معناه في اللغة الإمساك، وفي الإمساك كره، فسُمِّي الباب الذي يدخله الصائم بضد الإمساك وهو (الريان)، وهو الذي يُروي قاصديه؛ كراهةً لمعنى الإمساك، لعدم مناسبته لحال الجنة ونعيمها.
٥١-جاءت أحاديث في فضل الصدقة في رمضان لا يثبت فيها شيء كقوله صلى الله عليه وسلم "أفضل الصدقة في رمضان" فإن هذا حديث ضعيف لا يثبت .
٥٢- يندرج في جملة جود النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان الثابت في الصحيحين = كثرة الصدقة، فيشرع للعبد أن يُكثر من الصدقات في رمضان لأنه زمن فاضل .
٥٣- "من فطر صائما كان له مثل أجر فاعله.." هذا مع شهرته لا يثبت. فإن له علة قل من تفطن لها. وهي أن عطاء لم يسمع من زيد ففيه انقطاع.
٥٤- على القول بصحة حديث "من فطر صائما.." فإن الصحيح أنه لا يشترط الإشباع لنيل الفضل بل يحمل على الكفاية مع القدرة ؛ فإن الشبع قدر زائد .
٥٥- لا ريب أن تفطير الصوام مندرج في جملة الصدقة في رمضان فيحث عليه الناس من هذا الباب.
٥٦- حديث:(إنّ الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أُكل عنده حتى يفرغوا)أخرجه النسائي وغيره بسند حسن.
٥٧- لم تثبت مضاعفة الفرائض والنوافل في رمضان ؛ فهما فيه بمثلها في غيره ، لكن الحسنة المفعولة في زمان شريف أو مكان شريف أعظم كيفية من الحسنة المفعولة في غيره، فصلاة الظهر مثلا في غير رمضان مع صلاة الظهر في رمضان تتفاضلان من جهة كيفية الحسنة لا كميتها .
٥٨- الحسنة والسيئة قد تعظمان كيفا باعتبار معنى يقترن بها كشرف زمان أو مكان أو فاعل ، وزمان رمضان من أشرف الأزمان فالحسنة فيه تضاعف كيفية، وكذلك السيئة ، تعظيما لمقام الشهر .
٥٩- الحديث المشهور "رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار" لم يثبت فيه شيء ، بل رمضان كله رحمة وكله مغفرة وكله محل للعتق من النار .
٦٠-في البخاري " من لم يدع قول الدور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" فيه أن مقصود الصيام أن يدع المرء قول الزور والعمل به والجهل، لا أن يترك طعامه وشرابه.
٦١-(قول الزور) أي قول الباطل .
(العمل به) العمل بالباطل .
(والجهل) يشمل معنيين:
١- عمل السيئات؛ فإنه جهل كما قال أبو العالية: كل من عصى الله فهو جاهل، ونقل ابن تيمية وابن القيم الإجماع على ذلك .
٢- ترك الطاعات ؛ لأنه لا يمتثل صاحبه العلم الذي يعلمه، ومن ترك العمل بما يعلم فهو جاهل .
٦٢- السنة التي دلت عليها الأحاديث النبوية في حق من دُعي إلى طعام وهو صائم نفلا أنّه يجيب من دعاه فإذا أجاب فحقُّه حينئذ سنتان اثنتان:
الأولى: أن يقول عند تقريب الطعام (إنّي صائم) كما جاء في الحديث والمشهور هو أن يقولها مرة واحدة بخلاف ما إذا سابَّه أحدٌ أو قاتله فإن المشروع هو أن يقولها مرتين اثنتين.
والسنة الثانية: أن يدعو لداعيه كما جاء في الحديث المخرّج في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دُعي أحدكم فليُجب فإن كان صائما فليُصَلِّ..)
وفي كلا هاتين السنتين تطيبٌ لخاطر الدّاعي، واعتذارٌ له، وحسن ملاطفة في حقِّه.
٦٣-من كان صائما صوم نفل هل الأفضل أن يبقى على صيامه أم يفطر إذا دعي للطعام؟ قولان لأهل العلم ، أصحّهما أن ذلك بحسب المصلحة .
يتبع