ان المسلمين اليوم في امس الحاجة للوقوف لحظة تأمل . وأن نسأل أنفسنا ماذا لدينا ؟ ومادا قدمنا ؟ ومادا نقدم لأنفسنا ولأمتنا وللانسانية كلها ؟
أولاماذا لدينا ؟
ان أعظم نعمة قدمها الله لهذه البشرية هي الاسلام وما أجلها من نعمة . " اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينا " والدين ليس عبادة فقط وانما العبادة هي محطات يتزود منها الانسان بطاقة روحية علوية تسموا به الى مقام خلافة الله في أرضه وما أدراك أيها الانسان الضعيف ما خلافة العظيم المتعال . فالدين هو عمارة هذه الأرض والسعي فيها بروح حضارية تملئ الدنيا عدلا ورقيا ومودة ورحمة . فالاسلام هو رأس مالنا والرصيد الذي لاينضب عجبا لنا اذا أخذنا قرضا من البنك سوف ترهقنا الفوائد الربوية ولكن السلام هو الذي يعطيك الفوائد ان نحن أخذنا من بنكه " فالحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء " سبحان الله . اننا لو أخلصنا لهذا الدين لتغيرت هذه الحضارة الزائفة الى حضارة علياء ترقى بالانسان الى أن يكون انسانا وليس وحشا يدمر الأرض ومن عليها كما تفعله حضارة الغرب . ألم نعلم بأن الغرب وصل الى حقيقة وهي مفهوم ادارة الموارد البشرية وأصبحت الحضارة الغربية تنفق أموالا طائلة للاستثمار في هذه الموارد . ونحن بين أيدينا الاسلام الذي فيه من ادارة هذه الموارد البشرية ما يسمح لنا بالوصول الى ابراز أقصى طاقاتها . ألم يصنع الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم من العرب أمة بسطت عدلها على العالم بعد أن كانت قبائل متناحرة .وما أشبه اليوم بالبارحة ألسنا اليوم قبائل متناحرة ؟.
ثانيا ماذا قدمنا ؟
ان المسلمين اليوم حالهم لايخفى على أحد . أمة مقهورة . أمة مفعول بها . أمة لاتعرف طعم النصر. أمة يراد بها ولها . . . أين نحن ؟ من كل هذا ألا نخجل من أنفسنا اذا قرأنا تاريخ أسلافنا العظماء . ماذا نقول لمحمد يوم القيامة ؟ فوالله لجهنم خير لنا من لقائه . لأنه صلوات ربي وسلامه عليه سوف يسألنا ماذا قدمتم لهذه الأمة ؟ أنقول التخلف . أم الجهل . أم الهزيمة . لا سوف نتفق ونقول له لقد أصبحنا اثنان وعشرون دولة ألا يكفيك هذا ؟ ولدينا اثنان و عشرون راية و اثنان وعشرون جيشا . لابل نقول له لقد طورنا من الفن والرقص حتى أصبح لا يفرق بين الفتى والفتاة , وقدمنا للعالم فنانين وصلوا الى العالمية . أو لنقل له قد زينا المساجد مثل الكنائس وجدنا لليهود بالقدس عن طيب خاطر. ان هذا مؤسف جدا ولكنها الحقيقة التي علينا أن نقف عندها وهي أن نقول لرسول الله أننا لم نقدم شيئا . فانه والله كريم وابن أخ كريم وسوف يقول لنا اذهبوا فأنتم الطلقاء .
ماذا نقدم لأنفسنا ؟
أن نغير أفكارنا ونصحح مفاهيمنا . أن نبدأ في جعل وجودنا له معنى , أن نصارح أنفسنا هل نستطيع أن نتنكر لهذا الدين ؟ هل بتمردنا على الله سوف ننجح ؟ أخي قف حيث أنت واسأل نفسك , وصدقني ستحس بالحسرة لأن داخلك نور ورثته عن أناس أحبوا الله فأحبهم .أخي تخيل معي في هذه اللحظة أنك أمام رسول الله , هل تستطيع أن تنظر الى وجهه الكريم ؟ فوالله انني أعرف أنك لن تستطيع . لأنك غير راض عن نفسك مثلي تماما . فحسن من نفسك أخي وحاول وحاول وحاسب نفسك وأقسوا عليها . فانطلق من الآن واجعل نصب عينيك لقاء الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .
ماذا نقدم لأمتنا وللانسانية ؟
الأمة في أمس الحاجة اليوم أن يقدم لها أبناؤها اخلاصهم لدينهم أكثر من أي وقت مضى . لأنه اذا تغير الفرد تغيرت معه الأمة آليا , لأنه وصلنا الى مرحلة الذروة من الانهيار في كل شيئ ويكذب من يقول عكس ذلك . فيا أخي أمتك في حاجة اليك مهما ظننت أنك غير مهم فوالله لأنك أهم ما في هذا العالم فقل آمنت بالله ثم استقم .
وفي الأخير أود أن أقول لكل من يقرأ هذه الكلمات أنني يا أخي أحاول أن أغير من نفسي , وليس الأمر بالسهل ولكنني لن أهزم لأننا مللنا الانهزام . وفقك الله يا أخي .
كتبها بلفضل بن عسلة . الجزائر . تيارت . السوقر