أحكام طالب الطب ، هل تختلف عن أحكام الطبيب ؟
الحمد لله ،
تحية من الله طيبة مباركة لإخواني ومشايخي من أهل هذا المجلس المبارك ، الذي أتشرف بأن أخط فيه أولى مشاركاتي ،
أما بعد ،
فهناك موضوع طالما أرقني وأتعب فكري ، وهو مرتبط أوثق ارتباط بمهنتي ، بل هو أساسها ، أعني فقه المعاملة الطبية وخاصة الكشف على المرضى ،
وليس ذلك لأني لم أقرأ مؤلفات أهل العلم في ذلك المجال ، بل إني اطلعت على معظمها ، ولكن لأن من كتب في هذا الموضوع يبين حكم تعامل الطبيب مع مرضاه ، ولم أجد أحدا تطرق لحكم طالب الطب الذي لم يزل في مرحلة التعلم والدراسة ،
أوضح بمثال :
(1)
جاءتني امرأة (وأنا وقتها طبيب ) تشتكي من مرض التهاب المرارة المزمن ( أغلب المصابين بهذا المرض من النساء ) وكان في المستشفى (طبيبة) زميلة فطلبت منها أن تكشف على تلك المريضة .
(2)
جاءتني امرأة أخرى تشتكي(وأنا وقتها طبيب ) من مرض التهاب المرارة المزمن ، وتعذر العثور على (طبيبة) فاستعنت بالله وكشفت على المريضة ملتزما بالضوابط الشرعية من غض البصر إلا عن موضع الحاجة وعدم الخلوة.. إلخ .
ما مضى لا إشكال عندي فيه ، والإشكال عندي فيما يأتي:
إذا جاءت تلك المرأة وأنا حينها طالب طب أو طبيب متدرب فما حكم الكشف عليها حينئذ ، علما بأن المهارات العملية لا تغني عنها القراءة النظرية ، فعندما أكون طبيبا يمكنني التعامل مع أي حالة يمكنني حينها أن أترك الكشف على النساء لغيري من الطبيبات ، أما إذا تركت الكشف على النساء وأنا طالب فكيف سأتعلم ؟
مزيد من التوضيح :
التعامل مع امرأة مريضة بمرض معين قد يكون محرما أو مكروها إذا وجدت طبيبة يمكنها التعامل مع ذلك المرض المعين وقد يكون واجبا عليك إذا لم يكن ثمة طبيبة أو لم يكن أحد يجيد التعامل مع ذلك المرض المعين غيرك ،
ولكي أصبح طبيبا يتعين علي أن أكون قد درست ذلك المرض المعين نظريا وعمليا بالكشف على امرأة مصابة بذلك المرض المعين ،
فإذا امتنعت عن الكشف حينها فكيف سأتعلم ؟
فأرجو البحث في هذه الجزئية ، أو إحالتي على من بحثها ، وجزاكم الله خيرا .