لم تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لقوافل قريش؟
شبهة أن الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب مطامع دنيوية وتعرضه لقوافل قريش
تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم لقوافل قريش قبل غزوة بدر فإنها إنما كانت أموال المسلمين أنفسهم، تركوها في مكة بعد طول تعذيب وتنكيل، وتركوا معها الأهل والولد والوطن، وهاجروا إلى المدينة عُزْلاً لا يملكون من قوت يومهم شيئًا؛ وذلك فرارًا بدينهم، وطلبًا لمكان يعبدون فيه ربَّهم دون أن يتعرَّض لهم أحد.. وقد قامت قريش بالاستيلاء على جميع ممتلكات المهاجرين هؤلاء، واستباحت ديارهم وأموالهم، وليس أدل على ذلك من تجريدهم لأموال صهيب الرومي رضي الله عنه.
فلم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم أي مطامع دنيوية بدليل: ما كان عليه من الزهد والتقشف وبدليل رده على المشركين عروضهم من الأموال والمناصب وبدليل: عطائه منقطع النظير والحق ما شهد به الأعداء فقد شهد بهذه الحقيقة الغربي توماس كارليل حين قال: (لقد كان محمد زاهدًا متقشفًا في مسكنه، ومأكله، ومشربه، وملبسه، وسائر أموره وأحواله.. فحبَّذا محمدٌ من رجل خشن اللباس، خشن الطعام، مجتهد في الله، قائم النهار، ساهر الليل، دائبٍ في نشر دين الله، غير طامع إلى ما يطمع إليه أصاغر الرجال، من رتبة، أو دولة، أو سلطان، غير متطلع إلى ذِكْرٍ أو شهوة) .([1])
([1]) الرسالة المحمدية نقلًا عن موقع صحيفة صوت الحق والحرية، مقال: شبهات المستشرقين حول تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، بقلم الشيخ: مشهور فواز محجانة.