لماذا وردت "ودّاً " و "سُوَاعًا " و" نَسراً "مصروفة و مُنعتْ " يغوثَ " و " يعوقَ " من الصرف ؟
قال سبحانه : ( وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ ودًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا )
و ودّ و سُواع و نسر و يغوث و يعوق كلها أسماء أصنام كان قوم نوح عليه السلام يعبدونها من دون الله ، فكان لكلّ قبيلة صنم تعبده .
وهذه الأصنام كانت في الأصل أسماء لرجال صالحين ، فلما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن يشيدوا لهم التماثيل و يعبدوها .
و يُلاحظ من الناحية اللغوية أنّ "ودّاً " و "سُوَاعًا " و" نَسراً " صُرفت فدخل عليها التنوين . و السبب أنها كلّها مفاعيل لِ " تذرُنَّ " منصوبة ، فجاءت منوّنة لأنها ليس بها أي شرط من شروط المنع من الصرف المعروفة .
أما " يغوثَ " و " يعوقَ " فقد جاءا ممنوعيْن من الصرف فلمْ يُنوَّنا لكونهما اسميْن أو علَمين على وزن الفعل ، و هذا أحدُ شروط المنع من الصرف : يُقال : غَاثَ / يَغُوثُ أي نَصَرَ و أَعَانَ ، و عَاقَ / يَعُوق أي مَنَعَ و شَغَلَ عن الشيء .
لا يمنع الاسم الأعجمي الثلاثي من الصرف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الأعلى
بارك الله فيكِ
لقد كتبت المشاركة وأنا شبه نائم
السلام عليكم ورحمة الله: المعروف في مسألة الممنوع من الصرف، أنّ الاسم الأعجمي إذا كان ثلاثياً لا يمنع من الصرف؛ مثل اسم جون، أو جاك، فيقال جاء جاكٌ، ورأيتُ جاكاً، ومررتُ بجاكٍ، وهكذا، والسبب في ذلك أنه قليل الحروف فلا يؤدي إلى ثقل في النطق. لأن تعليل المنع من الصرف هو تحسين اللفظ وتجميله. ومن ثمّ لم يمنع التعبير القرآني من الصرف أسماء: ودّ، وسواع، ونسر. ومنع الاسميْن الآخريْن؛ أي يغوث ويعوق كما ذكر ذلك الإخوة جزاهم الله خيراً.