ذهاب الاسلام على يَدي أربعة أصناف من النَّاس /العلامة ابن القيم رحمه الله
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابة الماتع
مفتاح دار السعادة ج1 ص 160
" قَالَ ابو حَمْزَة الْبَزَّاز من علم طَرِيق الْحق سهل عَلَيْهِ سلوكه وَلَا دَلِيل على الطَّرِيق الا مُتَابعَة الرَّسُول فِي أَقْوَاله وأفعاله واحواله
وَقَالَ مُحَمَّد بن الْفضل الصُّوفِي الزَّاهِد
ذهَاب الاسلام على يَدي اربعة اصناف من النَّاس
1-صنف لَا يعْملُونَ بِمَا يعلمُونَ
2- وصنف يعْملُونَ بِمَا لَا يعلمُونَ
3-وصنف لَا يعْملُونَ وَلَا يعلمُونَ
4- وصنف يمْنَعُونَ النَّاس من التَّعَلُّم
قلت
الصِّنْف الاول من لَهُ علم بِلَا عمل فَهُوَ اضر شَيْء على الْعَامَّة فَإِنَّهُ حجَّة لَهُم فِي كل نقيصة ومنحسة
والصنف الثَّانِي العابد الْجَاهِل فَإِن النَّاس يحسنون الظَّن بِهِ لعبادته وصلاحه فيقتدون بِهِ على جَهله
وَهَذَانِ الصنفان هما اللَّذَان ذكرهمَا بعض السّلف فِي قَوْله احْذَرُوا فتْنَة الْعَالم الْفَاجِر وَالْعَابِد الْجَاهِل فَإِن فتنتهما فتْنَة لكل مفتون فان النَّاس إِنَّمَا يقتدون بعلمائهم وعبادهم فَإِذا كَانَ الْعلمَاء فجرة والعباد جهلة عَمت الْمُصِيبَة بهما وعظمت الْفِتْنَة على الْخَاصَّة والعامة
والصنف الثَّالِث الَّذين لَا علم لَهُم وَلَا عملوإنما هم كالانعام السَّائِمَة
والصنف الرَّابِع نواب ابليس فِي الارض وهم الَّذِي يثبطون النَّاس عَن طلب الْعلم والتفقه فِي الدّين فَهَؤُلَاءِ اضر عَلَيْهِم من شياطين الْجِنّ فانهم يحولون بَين الْقُلُوب وَبَين هدى الله وَطَرِيقه فَهَؤُلَاءِ الاربعة اصناف هم الَّذين ذكرهم هَذَا الْعَارِف رَحْمَة الله عَلَيْهِ وَهَؤُلَاء كلهم على شفا جرف هار وعَلى سَبِيل الهلكة
وَمَا يلقى الْعَالم الدَّاعِي الى الله وَرَسُوله مَا يلقاه من الاذى والمحاربة الا على ايديهم وَالله يسْتَعْمل من يَشَاء فِي سخطه كَمَا يسْتَعْمل من يحب فِي مرضاته إِنَّه بعباده خَبِير بَصِير وَلَا ينْكَشف سر هَذِه الطوائف وطريقتهم إِلَّا بِالْعلمِ فَعَاد الْخَيْر بحذافيره الى الْعلم وموجبه "