الحديث القدسي: (لفظه ومعناه).
من الفروق التي يذكرها أغلب من صنف في علوم القرآن بين القرآن والحديث القدسي:
(أن القرآن لفظه ومعناه من عند الله، أما الحديث القدسي فمعناه من عند الله ولفظه من عند النبي صلى الله عليه وسلم)، وهذا هو المشهور عن كثير من المتأخرين، والذي يترجح أن الحديث القدسي لفظه ومعناه من عند الله، للأدلة التالية:
1 - التصريح من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنها قول الله، حيث يقول في أغلبها: (قال الله، أو يقول، أو قال رب العزه .... ).
2 – ما اشتملت عليه هذه الأحاديث من ألفاظ لا يمكن أن تصدر من غيره – سبحانه - ، كقوله: (يا عبادي إني حرمت الظلم.... ).
وهذا ظاهر صنيع البخاري في صحيحه، وهو قول شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم، وهو ما رجحه الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
ولو قال قائل: ما الفرق إذًا بينهما؟
نقول الفروق الأخرى التي ذكرها العلماء من كون القرآن معجز، وأنه متواتر .....).
فما رأيكم بارك الله فيكم؟
رد: الحديث القدسي: (لفظه ومعناه).
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
الدليل الثالث: أنّه لا مانعَ مِن أنْ يُقالَ : قال الله ويُرَادُ به معناه دون لفظهِ ، كما في القرآنِ حيثُ قَصَّ الله علينا قصصًا عن أقوامٍ ذكرها الله بالمعنى دونَ اللفظِ .
وهذا القولُ قالَ به أكثرُ مَن وقفتُ على كلامهم وهو المرجَّحُ في غالبِ الكُتُبِ المعاصرةِ فيما رأيتُ .
قياس مع الفارق . لان في الصورة الجائزة حكاية القول و اللفظ بالمعنى . و هذا اقرار ضمني على ان المعنى و الحكاية اخذت من لفظ و قول القائل . يعني اقررت ان المعنى اصله قول و لفظ القائل
و في الحديث القدسي هو لا يقر ان المعنى اصله كلام و قول للرب عز وجل
فجواز اضافة القول و الكلام لقائله في الصورتين مبنية على ان المتكلم قال قولا و تكلم بكلام . و لا يجوز ذلك مع عدم القول و الكلام .
يعني الرسول صلى الله عليه وسلم يقول - قال الله تعالى - فلا يجوز لنا ان نقول لم يقل الله ذلك !! و هذا حقيقة قولهم
و من المناسب في هذه المسالة بالذات ان ينظر هل لهذا القائل سلف فيما رجحه و ذهب اليه ؟
لماذا - لان مثل هذا الكلام يتمشى مع عقيدة الاشاعرة و نفاة الكلام . و اقراراهم على هذا اثبات لحجتهم على عقيدتهم الباطلة .
يعني اذا صح ان يقال كلام الله و قول الله على ما ليس بكلام له و لا قول على الحقيقة
جاز ان يقال في القران كلام الله و قول الله على المعنى الذي لم يتكلم به الله عز وجل
يعني اننا نسميه كلاما باعتبار المعنى و ليس باعتبار انه هو المتكلم به . فان صح ذلك في الحديث القدسي صح ذلك في القران .
المهم يصح نسبة المعنى الى القائل و اطلاق القول على انه كلام و قول له يشترط فيه ان يكون المتكلم تكلم كلاما اخذ منه المعنى . و صحة اطلاق القول على انه كلامه . مبني على انه تكلم و قال قولا اخذ منه المعنى . و مع عدم القول و الكلام لا يصح ان نقول قوله و كلامه .
هذا ما ظهر لي و الله اعلم و انما ذكرته للمدارسة ليس الا . و بارك الله فيكم
رد: الحديث القدسي: (لفظه ومعناه).