أيها السادة الذين رفعوا الشعارات: الآن يرضى عنكم الرسول؟!
الآن يرضى عنكم الرسول؟!
د. صفوت حاتم - الاسبوع المصرية
----------
أيها السادة والسيدات الذين أغضبكم كثيرا رسم 'كاريكاتيري' في صحيفة دنماركية لا يقرؤها أحد.. واقمتم الدنيا ولم تقعدوها.. ثورة وغضبا لكرامة رسولنا الكريم.. هل تغضبون لما يحدث للأبرياء والأطفال في لبنان وفلسطين.. أم أن الغضب هنا ممنوع؟
أيها السادة المتظاهرون 'بالملايين' في كل العالم الاسلامي من شرقه لغربه استنفارا لكرامة الاسلام والمسلمين التي أهدرت بالرسم الكاريكاتيري.. لماذا لا نسمع هدير مظاهراتكم ولا أصواتكم تعلو ولا حناجركم تتهدج من الغيظ والحماسة من قتل المسلمين وغير المسلمين علي يد العصابة الصهيونية الفاشية الحاكمة في تل أبيب؟!
أيها السادة 'الاشاوس' الذين أحرقوا سفارة الدنمارك الضعيفة في عدة عواصم عربية واسلامية.. لماذا نراكم هادئين ومستسلمين أمام العلم الإسرائيلي الذي يرفرف على أكثر من عاصمة عربية واسلامية في السر والعلن.. حتي مظاهرة سلمية لم تخرج ضد العصابة المجرمة في تل أبيب؟!
أيها السادة الفقهاء.. وحضرات المشايخ.. وجناب الدعاة الجدد.. أين جمعياتكم وجهودكم التي تجيشون فيها ملايين المؤيدين من الشباب.. وحشدتموهم خلفكم ضد الصحيفة الدنماركية في أزمة الكاريكاتير؟ سبحان الله!! لا مؤتمرات حاشدة لوقف الاعتداء.. ولا زيارات للعواصم الأوربية لاستكمال الأبهة الدعائية.. ولا موقف ايجابي منكم يقول للشباب المسلم إذا ما كان الرسول يرضى عن هذا الصمت العربي والاسلامي على إسرائيل والادارة الأمريكية التي تبارك خطواتها.. يا سبحان الله.. فقط الدنمارك تملك اعلاما وسفارات يمكن حرقها في العواصم العربية والاسلامية من اندونيسيا لإيران لدمشق.. مرورا بالعواصم العربية الأخري 'المشلولة'!!
يا حكامنا 'النشامى'.. هل حق التظاهر والاعراب عن الغضب مسموح به فقط حين تكون الدنمارك وصحيفتها البائسة.. وممنوع حين يكون الأمر متعلقا بإسرائيل وأمريكا؟!
يا أصدقاءنا وأحبابنا الذين تحمسوا وسارعوا بمقاطعة البضائع الدنماركية (وبالذات لبن الأطفال ومنتجات الألبان.. وهي من سلع الدمار الشامل طبعا!!) وجيشوا الانترنت لدعوة المقاطعة.. لماذا لا نسمع لكم صوتا؟!
ايها السادة الذين الصقوا علي سياراتهم ودكاكينهم شعارات: نحن فداك يا رسول الله.. الا انت يا رسول الله.. هل تعتقدون أن الله ورسوله يرضيان عن هذه المذابح؟!
ما أقبح نفاقكم وبؤسكم..
¤¤¤¤¤¤¤¤