بلغ السوء حد التطاول على الأنبياء (عليهم السلام) باسم الاجتهاد!
من مصائب الزمان التطاول على العلم الشرعي ، بل بلغ السوء حد التطاول على الأنبياء (عليهم السلام) باسم الاجتهاد ، ممن ليس عندهم من الاجتهاد إلا دعاواه الكاذبة !
فأحدهم يستدل لجواز عدم الدفع عن العرض بقصة (إبراهيم عليه السلام) مع الجبار !! بلا حياء ، ولا عقل !!
ودعونا نتنزل إلى هذا المستوى من الضعف العلمي والنفسي ، لنقول له :
ألم تسمع في قصة إبراهيم (عليه السلام) قوله (عليه السلام) كما في الصحيح : ((إنَّ هذا الجَبَّارَ إن يَعلَمْ إنك امراتي يَغلِبْنِي عَلَيكِ فإِنْ سأَلَكِ فَأَخبِرِيهِ إنك أُختِي فإِنَّكِ أُختِي في الإِسْلَامِ فإِنِّي لا أَعلَمُ في الأرض مُسلِمًا غَيرِي وَغَيرَكِ)) .
مما يعني : أنه لم يكن هناك مسلمون غيرهما (عليهما السلام) ، مما يعني أن قتلهما ستكون مفسدته ليست مفسدة قتل مسلم من ملايين المسلمين ، بل أعظم من ذلك بكثير ، فهي مفسدة أشد تحققا من قوله صلى الله عليه وسلم يوم بدر : ((اللهم إن تُهلِكْ هذه العِصَابَةَ من أَهلِ الإِسْلَامِ لا تُعبَدْ في الأرض)) .
الخلاصة : لم يكن إبراهيم (عليه السلام) يدفع مفسدة قتله بمفسدة اغتصاب عرضه ، وحاشاه ! بل كان يدفع مفسدة ضياع التوحيد والدعوة لله بقتلهما سويا !! وشتان ما بين هذا وما ذهب إليه عقل ذلك الجاهل !
ثم كيف تصور هذا الجاهل أن الخليل عليه السلام كان يظن أن زوجه قد تُغتصب ، فقدمها لذلك الجبار !! ألا يعلم أن العلماء قد اتفقوا أن الله عز وجل قد نزه أنبياءه (عليهم الصلاة والسلام) من كل عوارض الدنيا المنفرة عن قبول دعوتهم ، حتى حكى بعضهم الإجماع على عدم وقوع خيانة زوجية بالزنا لأحد من الأنبياء (عليهم السلام) ؛ لأنها مما ينفر عنهم ، مع أن الخيانة تقع بغير علم الزوج ، فكيف بنفور الناس ممن قبل تسليم زوجه للزنا والاغتصاب بحجة الخوف من القتل !!
هل نسي هذا الجاهل أننا لا نعلم ماذا كان من وعد الله عز وجل لخليله (عليه السلام) بحماية عرضه وصونه ، ومما يشير إلى وجود نحو هذا الوعد توجه الخليل(عليه السلام) بالصلاة إلى ربه عز وجل ، كما جاء في الصحيح . هل تتصور أن الله عز وجل سيترك عرض خليله (عليه السلام) ؟! هل كان الخليل (عليه السلام) يشك في صون الله تعالى لعرضه ؟!! خاصة بعد هذا التوجه منه إلى ربه !!
أخيرا : ألم يكن لك في بقية القصة ما يدل على ذلك الوعد : ((فلما دخَلَتْ عليه ، لم يتَمَالَكْ أنْ بسَطَ يدَهُ إِلَيهَا ، فقُبِضَتْ يدُهُ قَبضَةً شدِيدَةً . فقال لها : ادعِي اللّهَ أنْ يُطلِقَ يدِي ، ولا أضُرُّكِ ، ففَعَلَتْ ، فعَادَ ، فقُبِضَتْ أشَدَّ من الْقبْضَةِ الْأُولى ، فقال لها مثْلَ ذلك ، ففَعَلَتْ ، فعَادَ ، فقُبِضَتْ أشَدَّ من الْقبْضَتَيْنِ الْأُوليَيْنِ . فقال : ادْعي اللّهَ أنْ يطْلِقَ يدِي ، فلَكِ اللّهَ أنْ لا أضُرَّكِ ، ففَعَلَتْ ، وأُطْلِقَتْ يدُهُ . ودَعَا الذي جاء بها ، فقال له : إِنّكَ إنما أتَيْتَنِي بِشيْطَانٍ ، ولم تأْتِنِي بِإِنْسانٍ ! فأَخْرِجْهَا من أرْضِي ، وأَعْطِهَا هاجَرَ . قال : فأَقْبَلَتْ تمْشِي ، فلما رآهَا إِبْراهِيمُ عليه السّلَام ، انْصرَفَ ، فقال لها : مهْيَمْ ؟! قالت : خيْرًا , كفَّ الله يدَ الْفَاجرِ ، وَأَخدَمَ خَادمًا )) .
أرأيت كيف أن مقام النبوة ، ومقام خليل الرحمن (عليه الصلاة والسلام) ، لا يجوز عليه القياس ، بما يخالف الشرف والأنفة التي تحتج لها بها .
أعوذ بالله من مثل هذا الفقه ، الذي وصل إلى هذا الحد من تطبيع الأخلاق بانعدامها والمروءة بذبحها ، ثم الاستدلال لهذه البلايا بخليل الرحمن (عليه السلام) .
كتبه: الدكتور حاتم العوني حفظه الله.
رد: بلغ السوء حد التطاول على الأنبياء (عليهم السلام) باسم الاجتهاد!
بارك الله فيك أبا عاصم على النقل المفيد . عجيب ممن قال بهذا لكلام المردود عليه من الشيخ ، نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، وأن يثبتنا عليه ، وأن يرينا الباطل باطلا ، وأن يرزقنا اجتنابه ، والتحذير منه .
رد: بلغ السوء حد التطاول على الأنبياء (عليهم السلام) باسم الاجتهاد!
بارك الله فيك أباعاصم نعم لله عناية خاصة بأوليائه فضلا عن أنبيائه الكرام ولك الأجر والثواب من الله تعالى على دفاعك عن خليله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام