سمعت طالب علم يقول : إذا مت فادفنوا كتاب فتح الباري معي ( من شدة حبه للفتح )

اليوم قال لي أحد طلاب العلم الكبار من بلاد الحرمين : إذا مت فادفنوا كتاب فتح الباري معي ، وقالها لي على سبيل الممازحة من شدة حبه لكتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري .

وهو من الناس الذين يدمنون على قراءة الفتح ، ولا هجرة بعد الفتح ، وقد قرأه عدة مرات ، فهنيئا له على هذه الهمة أي في القراءة والإدمان
للفتح .

قلت : ولا يجوز شرعا دفن الكتب في القبر فضلا عن المصحف الشريف .

المسند عبد الكبير الكتاني رحمه الله كان يستحضر " فتح الباري " استحضاراً عظيماً .

المرجع / فهرس الفهارس .

قلت : السبب في ذلك كثرة الإدمان والمطالعة والنظر في الكتاب المذكور .

منقول من أبي عبد الله المالكي

ذكّرني بالملك المنصور قاهر الصّليبيّين ملك الأندلس-ردّها الله-محمّد بن أبي عامر-رحمه الله- حيث كان يجمع ما علق بوجهه من غبار معاركه حتى تجمّعت له صُرة كبيرة أوصى أن تُدفن معه عند موته...

منقول من عمربن محمدالبومرداسي

قلت : ولا يجوز شرعا دفن الكتب في القبر فضلا عن المصحف الشريف .

..... فحبنا لشيئ لا يجعلنا نخالف فيه الشرع...
دفن الكتب (مستقلة) و دفن الكتب مع الميت

منقول من أبي همام الجزائري

أسال الله تعالى أن يوفق صاحبنا للخير وحب العلم وكتب أهل العلم ومسألة دفن الكتب مع صاحبها هذه من الأمور المحدثة فقد كان الصحابة يحبون القرآن وملازمين له ومع ذلك لم ينقل عن أحدهم مثل هذا الصنيع نعم ثبت عن بعض الأفاضل مثل محمد بن العلاء بن كريب الهمداني أبو كريب الكوفي الحافظ مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين ومائتين وأمر بكتبه أن تدفن معه انظر هامش الخلاصة ص 12 لكن هذا مخالف لهدي السلف فلا يلتفت إليه وهكذا يقال في جميع الأشياء التي يحبها المرء سواء كانت كتابا أو سلاحا أو غير ذلك ورحم الله تعالى أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر السلمي أبو إسحاق السرماري يضرب به المثل في الشجاعة حتى قال عنه عبيد الله بن واصل: "سمعته يقول: أعلم يقينا إني قتلت به ألف تركي ولولا أن يكون بدعة لأمرت أن يدفن معي -يعني سيفه-"تهذيب التهذيب[1/56]فرجمه الله تعالى فحبه للشيء لم يجعله يبتدع في دين الله تعالى وهكذا ينبغي على العبد المسلم أن يجعل الأمور في منازلها التي تليق بها فلا إفراط ولا تفريط فحب الهدي والسنة أولى من كل حبيب والله المستعان