الكتب .. جمعها ، وقرائتها ، والغرام بها .. واختيار أطايبها!

الكتب ..
الكتب .. جمعها ، وقرائتها ، والغرام بها .. واختيار أطايبها : صفاتُ فضيلة مخبرة بعقل ذلك الجامع والقارئ .. وكان من أخبار أهل الهمة في الطلب أنَّ الواحد يـَجْردُ - بعد تأصيل علوم آلة مفتاح الفهم والنظر- كبارَ الكتب باحثاً عن التمكن في تلك الموسوعات الكبار ، فمن نظر وسهر وتعب حصَّل فوائد لا يعرفها إلا من طالع تلك البحور الهادر ، والمعارف الزاخرة ..
وفي تضاعيف كتب التراجم ، وأخبار نقلة العلم عجائب في ذلك .. فـــ ابن الجوزي - رحمه الله - العَلَـمُ المشهور يخبر عن نفسه أنه طالع من الكتب في وقت الطلب < عشرين ألف مجلد !! > ..
ومجالس جرد الكتب والمطولات عادة مطردة عند أهل الفضل والعلم منذ الزمن القديم ، ولهم أحاديث تزيد في العقل ، وتشرح الصدر ..
ولمَّـا فترت الهمم : أصبح بعض الطلبة يجمع تلك الكتب الكبار ، لمقاصد شتى ، ومنها تزيين الرفوف ، بمنظر الكتب الجميل !! ويصدق عليه تعجب ذاك القائل :
وعند الشيخ أجزاء كبار ... مجلدة ولكن ما قراها
ألَا وإنَّ جمع الكتب رائع وجميل ، والأجمل : تحريك الهمم في قرائتها ، وإلّا كانت تشبعاً في غير مكانه ، وإنفاق مالٍ في غير موضعه ، فلو عاد بماله الفَضَلة ذاك على طالبٍ لا يملك ثمن كتاب يشتريه ، أو حاجة يتمنى قضاءها؛ لكان الخير له حاصلاً ، والأجر متحققاً في دينه ودنياه ..

حسن بن محمد الحملي.

الانكباب على الكتب واختيار أطايبها إدمان ـ إن صح التعبير ـ عند طالب العلم ، لا يمل منه ولا يشبع .