مشاريع علمية امتدت لقروووووون!

هناك مشاريع علمية امتدّت لقرون ، تتابع فيها العلماء على تكميل جهود بعضهم ، في تعاون ثقافي باهر وتفاعل علمي جميل ، بدأ ثم استمر ، وفقدنا نحوه في القرنين الأخيرين !!
ومن ذلك كتب تراجم الشعراء والأدباء المعاصرين لصاحب الكتاب أو القريبين من عصره . فهذا المشروع بدأ منذ القرن الهجري الثالث ، حتى القرن الهجري الثاني عشر !
وبحمد الله ، فعامة هذه الجهود مطبوعة !
وسأذكرها بحسب ترتيبها الزمني (وهو خاص بمن ترجم لشعراء زمنه والقريبين منه ) :
1- البارع في أخبار الشعراء المولدين ( المحدَثين ) لهارون بن علي المنجم ( ت288هـ) ، بدأ فيه ببشار بن برد ، وختم بابن الزيات . وهو أول كتاب افتتح هذا النوع من التصنيف .
وهو مع الأسف مما يُظن فقدانه ! ولكن يعوض علينا بعض خسارتنا بفقدانه الكتاب التالي :
2- إذ عاصره : ابن المعتز ( ت296هـ) ، ونسج على منواله ( كما نص هو نفسه على ذلك ) في كتابه ( طبقات الشعراء ) ، وكتابه مطبوع .
3- وذيل كتاب البارع وتمّمه العلامة الأديب الثعالبي في كتابه الشهير ( يتيمة الدهر ) ، وقد ترجم فيه لأدياء وشعراء القرن الرابع الهجري وبداية الخامس .
وقد أصبح هذا الكتاب في إجادة تأليفه ووفائه بشرطه فيه مثالا يُحتذى للعلماء من بعده .
وهو كتاب مطبوع مشهور متداول .
4- وتتمه الثعالبي نفسه بذيل سماه ( تتمة يتيمة الدهر ) ، وهو مطبوع .
وقد استوعب الثعالبي في اليتيمة والتتمة القرن الرابع وأول القرن الخامس .
5- دُمية القصر وعُصرة أهل العصر : لعلي بن الحسن الباخَرزي [بفتح الخاء ، خلافا لما جاء على غلاف مطبوعة كتابه !] ( ت467هـ) ، وهو في أدباء وشعراء القرن الخامس ، وترجم لقليل من أدباء الرابع ، ولمن توفي في أوائل السادس .
ثم ذيل على الدمية علماء ثلاثة ، يؤرخون لأدباء وشعراء المائة السادسة في الكتب التالية :
6- وشاح الدمية لعلي بن زيد البيهقي ( ت565هـ) ، وهو صاحب (تاريخ بيهق) المطبوع ، وهو غير البيهقي الإمام المحدث الشهير صاحب السنن الكبرى وغيرها ،
7- وذيله له درة وشاح دمية .
وكتاب( الوشاح) للبيهقي توجد منه قطعة مخطوطة في تركيا .
8- زينة الدهر وعصرة أهل العصر لأبي المعالي الحَظيري (ت 568هـ) . وهي مخطوطة لم تطبع حتى الآن .
9- خريدة القصر وجريدة العصر : لعماد الدين الأصبهاني ( 597هـ) . وهو كتاب كبير مستوعب ، طُبع على مراحل ، وفي بلدان عديدة ، حتى اكتمل في 17 مجلدا .
ومن أقدم من ترجم له فيه الباخرزي صاحب الدمية ( ت467هـ) ، ومن أواخر من ترجم له فيه تاج الملوك الأيوبي - أخو صلاح الدين - ( ت 579هـ) .
10 - ثم ذيل العماد كتابه بكتاب : السيل .
ثم أرخ للمائة السابعة :
11- ابن الساعي ( ت 674هـ) ، في كتابه : ( لطائف المعاني في شعراء زماني ) .
12- ابن الشَّعار الموصلي ( ت 654هـ) في كتابه : (قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان ) وهو المشهور باسم (عقود الجمان في شعراء الزمان ) .
وقد طُبع في العراق ، ثم في بيروت .
13- ابن الفُـوَطي ( ت723هـ) ، في كتابه : (نظم الدرر الناصعة في شعراء المائة السابعة) . يقال إن منه نسخة مخطوطة في المكتبة الرضوية في مشهد ( طوس) بإيران .
14- ذهبية العصر : لابن فضل الله العُمري ( ت749هـ) . في شعراء أواخر السابع إلى منتصف الثامن . وقد طُبع مؤخرا .
15- النجوم الدرية في الشعراء العصرية (في شعراء المائة السابعة) : لمحيي الدين ابن عبد الظاهر (ت692) .
ولا أعرف من خص الأدباء والشعراء بالترجمة خلال القرن الثامن والتاسع , وإن كانوا مترجمين في :
- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة , وذيله : لا بن حجر العسقلاني .
- والضوء اللامع في أعيان القرن التاسع : للسخاوي .
- وغيرهما من كتب تراجم هذين القرنين .
15- ريحانة الألبا و زهرة الحياة الدنيا : (وهو في شعراء القرن العاشر إلى منتصف القرن الحادي عشر: للشهاب الخفاجي (1069هـ) .
16- نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة (وهو ذيل على كتاب الخفاجي إلى أوائل القرن الثاني عشر) : للمحبي (ت1110هـ) . طبع مع ذيله للسؤلاتي .
17- سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر (في شعراء القرن الحادي عشر) : لا بن معصوم (ت1119هـ) .


وفي الأندلس :
1- أول من خص شعراء زمنه بالتأريخ : ابن بسام الأندلسي ( توفي حدود سنة 542هـ) ، في كتابه : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة . وهو ذيل على اليتيمة للثعالبي ، يؤرخ للقرن الخامس ، لكنه خاص بشعراء وأدباء الأندلس .
2- وذيل على الذخيرة بما يخص الأندلس : الفتح بن خافان (ت529هـ) في كتابيه (قلائد العقيان ومحاسن الأعيان) وتتمته المسماة بـ(مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس) ، وقد طُبعا .
3- ثم صفوان بن إدريس التجيبي (ت598هـ) في ( زاد المسافر ) وهو مطبوع .
4- ثم ابن الأبار( ت 658هـ) في ( تحفة القادم ) ، وقد طُبع مختصر منه .
ولابن الأبار أيضا ( الحُلة السيراء ) في تراجم الشعراء من الأمراء والوجهاء والأدباء والعلماء والوزراء ممن مر أو نزل بإفريقية ( تونس ) أو المغرب أو الأندلس في المائة الأولى والثانية والثالثة والرابعة ، وهو مطبوع أيضًا . فكأنه يكمل النقص الذي بدأ في هذه السلسلة .
5- ولابن سعيد المغربي ( ت685هـ) عدة كتب في هذا المضمار : ككتاب ( رايات المبرزين وغايات المميزين ) ، وهو مطبوع ، و( والغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة ) ، وهو مطبوع ، و( القدح المعلى في التاريخ المحلى ) ، طبع مختصره ، وهو ممن شارك في تأليف كتاب (الـمُـغْرِب في حُلَـى الـمَغْرِب) , وهو المطبوع ، و(الـمُـغْرِب) هذا : هو الكتاب الذي استمر تأليفه مائة وخمسين سنة ، وتناوب على تأليفه ستة مؤلفين .
6- ثم محمد بن علي بن هاني اللخمي السبتي (ت733هـ) ، في كتابه : (الغرة الطالعة في شعراء المائة السابعة) . ولا أعرف عن كتابه شيئا .
7- ثم لسان الدين ابن الخطيب (ت776هـ) صنف كتابه (التاج المحلى في مساجلة القدح المعلى) , وهو مخطوط في الأسكوريال , و(الكتيبة الكامنة فيمن لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة) , وهو مطبوع .
8- ثم ألف الأمير أبو الوليد ابن الأحمر ( ت807هـ) كتابيه : ( نثير فرائد الجمان في نظم فحول الزمان ) ، و( ونثير الجمان في شعر من نظمني وإياه الزمان ) . وكلاهما مطبوع .
وبذلك اكتملت تغطية التأليف لعصور وقرون الوجود الإسلامي في الأندلس في التأريخ والتعريف بشعراء الأندلس وأدبائها .

د. حاتم العوني.

جزاك الله خيراً شيخ أبا عاصم على نقولاتك النافعة وبارك بك

جهد كبير نافع إن شاء الله .

بارك الله فيكم، ونفع بكم أيها الأفاضل.