الحمد لله وبعد
يقابل المرء أمور تحتاج لتوضيح فلذلك أعرضها هنا للإستفادة والبحث.
ما هي صيغة التكبير بعد الصلاة الواردة في حديث
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ , حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنْ الْمَكْتُوبَةِ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كُنْتُ أَعْلَمُ إذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إذَا سَمِعْتُهُ .
وَفِي لَفْظٍ : مَا كُنَّا نَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلاّ بِالتَّكْبِيرِ.
شرح عبدالرحمن السحيم على عمدة الأحكام
= كيف يُعرف انقضاء الصلاة بالتكبير والصلاة إنما تنقضي بالتسليم ؟
قال ابن دقيق العيد : فَلَوْ كَانَ مُتَقَدِّمًا فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ لَعَلِمَ انْقِضَاءَ الصَّلاةِ بِسَمَاعِ التَّسْلِيمِ . وَقَدْ يُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ ثَمَّةَ مُسْمِعٌ جَهِيرُ الصَّوْتِ يُبَلِّغُ التَّسْلِيمَ بِجَهَارَةِ صَوْتِهِ .
وقال ابن حجر : المراد أن رفع الصوت بالذِّكْر ، أي بالتكبير ، وكأنهم كانوا يبدءون بالتكبير بعد الصلاة قبل التسبيح والتحميد .
عن بن غباس قال كان يعلم انقضاء صلاة رسول الله صللى الله عليه وسلم بالتكبير)
سنن أبى داود1/263رقم الحديث /1002
قال الشيخ الالبانى صحيح
وجد وجدت هذا المبحث الماتع على منتديات نور اليقين يشفي بإذن الله وخلاصة المسألة
[CENTER]سائلة تسأل :
ورد في إحدى المواضيع المطروحة في هذا المنتدى موضوع ومسألة استشكل علي فهمهما ..
وهو حديث :
ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان الصحابة يعرفون انقضاء الصلاة بالتكبيرواليكمالحديث:
حدثنا أحمد بن عبدة اخبرنا سفيان عن عمرو عن أبى معبد عن بن غباس قال كان يعلم انقضاء صلاة رسول الله صللى الله عليه وسلم بالتكبير)
سنن أبى داود1/263رقم الحديث /1002
قال الشيخ الالبانى صحيح
الذي ورد في هذا الموضوع/ لكاتبه أبو المنذر:
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه فائدة وقفت عليها في كتاب فتح الباري لابن رجب الحنبلي رحمه الله عند كلامه علىحديث ابن عباس رضي الله عنهما:
كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّكْبِيرِ.
ويراعى تقبل الناس لهذا السنة في كل بلد على حدة، فمن رأى أن تطبيقه لهذه السنة تسبب فتنة وتجر إلى التطاول على المنهج السلفي فلا يرفع صوته بها.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى:
ورواه الإمام أحمد ، عن سفيان ، عم عمروٍ، به، وزاد : قال عمروٌ :{وهو ابن دينار}قلت له : إن الناس كانوا إذا سلم الإمام من صلاة المكتوبة كبروا ثلاث تكبيرات وهكذا هنا ثلاث تهليلات [ . . . ] .
وقال حنيلٌ: سمعت أبا عبد الله يقول: ثنا عليٌ بن ثابتٍ: ثنا واصلٌ، قال: رأيتُ علي عبد الله بن عباسٍ إذا صلى كبر ثلاث تكبيراتٍ . قلت لأحمد : بعد الصلاة ؟ قال : هكذا. قلت له: حديث عمرو، عن أبي معبد، عن ابن عباسٍ:" كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله ( بالتكبير ) "، هؤلاء أخذوه عن هذا ؟ . قال نعم.
ذكره أبو بكرٍ عبد العزيز ابن جعفر في كتابه ( ( الشافي ) ).
فقد تبين بهذا أن معنى التكبير الذي كان في عهد رسول الله ( عقب الصلاة المكتوبة: هو ثلاث تكبيراتٍ متواليةٍ .
ويشهد لذلك: ما روي عن مسعرٍ، عن محمد بن عبدالرحمن، عن طيسلة، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من قال في دبر الصلوات، وإذا أخذ مضجعه: الله أكبر كبيراً، عدد الشفع والوتر، وكلمات الله الطيبات المباركات - ثلاثاً - ، ولا إله إلا الله - مثل ذلك - كن له في القبر نوراً، وعلى الحشر نوراً، وعلى الصراط نوراً، حتى يدخل الجنة".
وخَّرجه -أيضاً- بلفظ آخر، وهو:" سبحان الله عدد الشفع والوتر، وكلمات ربي الطيبات التامات المباركات - ثلاثاً - والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله".
وذكر الإسماعيلي: أن محمد بن عبدالرحمن، هو: مولى آل طلحة، وهو ثقةٌ مشهورٌ، وخرّج له مسلمٌ .
وطيسلة، وثقه ابن معينٍ، هو: ابن علي اليمامي، ويقال: ابن مياسٍ، وجعلهما ابن حبان اثنين، وذكرهما في ثقاته، وذكر أنهما يرويان عن ابن عمر.
وخرّجه ابن أبي شيبة في كتابه عن يزيد بن هارون، عن مسعر -بهذا الإسناد- موقوفاً على ابن عمر.
وأنكر عبيدة السلماني على مصعب بن الزبير تكبيره عقب السلام، وقال: (قاتله الله، نعار بالبدع )، واتباع السنة أولى.
وروى ابن سعدٍ في طبقاته بإسناده عن عمر بن عبدالعزيز، أنه كان يكبر: الله اكبر ولله الحمد –ثلاثاً- دبر كل صلاةٍ.
فتح الباري لابن رجب (5 / 233 -235)
وقال ابن أبي شيبة -رحمه الله- : حدثنا الثقفي عن يحيى بن سعيد قال: ذكرت للقاسم أن رجلا من أهل اليمن ذكر لي: أن الناس كانوا إذا سلم الإمام من صلاة المكتوبة كبروا ثلاث تكبيرات أو تهليلات فقال القاسم: والله إن كان ابن الزبير ليضيع ذلك. المصنف (1 / 338)
وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-:
قَالَ الطَّبَرِيُّ: فِيهِ الْإِبَانَة عَنْ صِحَّة مَا كَانَ يَفْعَلهُ بَعْض الْأُمَرَاء مِنْ التَّكْبِير عَقِبَ الصَّلَاة،وَتَعَقَّبَهُ اِبْن بَطَّال بِأَنَّهُ لَمْ يَقِف عَلَى ذَلِكَ عَنْ أَحَد مِنْ السَّلَف إِلَّا مَا حَكَاهُ اِبْن حَبِيب فِي " الْوَاضِحَة " أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ التَّكْبِير فِي الْعَسَاكِر عَقِبَ الصُّبْح وَالْعِشَاء تَكْبِيرًا عَالِيًا ثَلَاثًا، قَالَ: وَهُوَ قَدِيم مِنْ شَأْن النَّاس.
فتح الباري لابن حجر (2/ 325).
فلو تبينون لنا الأمر هل التبكير بعد الصلاة سنة؟
وكيفيته، وهل يجهر به أم لا ..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فعن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أخبر أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حين يَنْصَرِفُ الناس من الْمَكْتُوبَةِ كان على عَهْدِ النبي صلى الله عليه وسلم ]وقال ابن عَبَّاسٍ أيضاً: " كنت أَعْلَمُ إذا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إذا سَمِعْتُهُ ". أخرجه البخاري (805 )، ومسلم (583 )، كلاهما تحت]بَاب الذِّكْرِ بَعْدَ الصَّلَاةِ".
]قوله في الحديث ( كان على عهد النبيصلى الله عليه وسلم ) أي؛ على زمانه، ومثل هذا يحكم له بالرفع عند الجمهور.
]وإذا جمعنا إلى هذا اللفظ للحديث؛ اللفظ الآخر وهو قول ابْنِ عَبَّاسٍ ]رضي الله عنهما[/ قَالَ: "مَا كُنَّا نَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ بِالتَّكْبِيرِ". رواه أحمد (1/222)، ومسلم (1344، 1345).
فهذه مفسرة للذكر في الحديث الأول، ]فيكون المراد:أن رفع الصوت بالذكر؛ []أي: بالتكبير، وكأنهم كانوا يبدءون بالتكبير بعد الصلاة قبل التسبيح والتحميد، وهذا ظاهر اللفظ في معنى التكبير.
]وقد كنت سألت شيخنا الألباني: ماذا يعني ؛ بالتكبير ؟
قال: يُرجع للغة في ذلك، يعني؛ قول: الله أكبر . اهـ.فعلى هذا؛ فمن أخذ بظاهر اللفظ: بالتكبير، قال: أن يقول: الله أكبر بعد أن ينتهي من التسليم يرفع بها صوته، فمن فعل ذلك فلا يُثرب عليه لأنه أخذ بدليل وله سلف في ذلك، منهم ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم، وأحمد وعمرو بن دينار، وعمر بن عبد العزيز وغيرهم.
قال النووي: " هذا دليل لما قاله بعض السلف أنه يستحب رفع الصوت بالتكبير والذكر عقب المكتوبة وممن استحبه من المتأخرين بن حزم الظاهري" "شرح مسلم" (5/83).
وأما من حمل ـ من السلف ـ التكبير هنا على أنه الذكر وليس قول: الله أكبر؛ فهو من باب ذكر الجزء ويراد به الكل، فعبر بالتكبير عن الذكر الذي هو أعم من التكبير.]"فالحديث الأول فيه "بالذكر"، فالذكر أعم من التكبير والتكبير أخص، فيحتمل أن يكون قوله ( بالتكبير ) تفسيراً لقوله بالذكر، ومن هذا قال الكرماني: بالتكبير: أي؛ بذكر الله". قاله العيني في " عمدة القاري " (6/ 126).
وبالتحقيق في المسأل وبعد النظر في لفظ الحديثين، أن الجهر بالذكر والجهر بالتكبير عقب الصلوات المكتوبة أحيانا؛ سنة، وكذلك الإسرار أحياناً؛ سنة ، وهذا من اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.
قلنا هذا؛ لأن الفاظ الحديثين إذا نظرنا ودققنا فيهما ، وحققناهما؛ وجمعنا إليهما بعض الأحاديث التي منها:
حديث ثَوْبَانَ الذي أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ إِلَّا الْبُخَارِيَّ قال: (كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا انْصَرَفَ من صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وقال اللَّهُمَّ أنت السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ تَبَارَكْتَ يا ذَا الْجَلَالِ والأكرام).
وحَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بن شُعْبَةَ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ بِلَفْظِ: (أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلمكان يقول في دُبُرِ كل صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له ...) الحديث.
نخرج باستنتاجات واستنباطات، من ذلك أن الإمام الشافعي رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى:"حَمَلَ هَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّهُ جَهَرَ وَقْتًا يَسِيرًا حَتَّى يُعْلِمهُمْ صِفَة الذِّكْر ، لَا أَنَّهُمْ جَهَرُوا دَائِمًا قَالَ : فَاخْتَارَ لِلْإِمَامِ وَالْمَأْمُوم أَنْ يَذْكُرَا اللَّه تَعَالَى بَعْد الْفَرَاغ مِنْ الصَّلَاة وَيُخْفِيَانِ ذَلِكَ ، إِلَّا أَنْ يَكُون إِمَامًا يُرِيد أَنْ يُتَعَلَّم مِنْهُ فَيَجْهَر حَتَّى يَعْلَم أَنَّهُ قَدْ تُعُلِّمَ مِنْهُ ، ثُمَّ يُسِرُّ ، وَحُمِلَ الْحَدِيث عَلَى هَذَا". ذكر ذلك النووي.
هذا؛ إذا علمنا أن الجمهور لا يستحبون رفع الصوت بالذكر، فقد "نَقَلَ اِبْن بَطَّال وَآخَرُونَ أَنَّ أَصْحَاب الْمَذَاهِب الْمَتْبُوعَة وَغَيْرهمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى عَدَم اِسْتِحْبَاب رَفْع الصَّوْت بِالذِّكْرِ وَالتَّكْبِير". نقله النووي عنه.
وهنا كلاماً لابن بطال في منتهى الدقة وقوة الاستنباط، قال ابن بطال رحمه الله: "وقول ابن عباس كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيه دلالة أنه لم يكن يُفْعل حين حَدَّثَ به، لأنه لو كان يُفعل لم يكن لقوله معنى، فكان التكبير في إثر الصلوات لم يواظب الرسول صلى الله عليه وسلم عليه طول حياته، وفهم أصحابه أن ذلك ليس بلازم؛ فتركوه خشية أن يظن أنه مما لا تتم الصلاة إلاّ به، فذلك كرهه من كرهه من الفقهاء". "عمدة القاري" (6/126).
فالذي يتلخص بعد هذا البحث:
أن الجهر بالذكر أيٍ كان ـ أحياناً ـ؛ سنة.
والجهر بالتكبير ـ أحياناً ـ ؛ كذلك.
والإسرار بالذكر ـ أحياناً ـ؛ سنة.
فلا يترتب على ذلك خلاف واختلاف بين المسلمين والحمد لله
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،،
كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
بعد فجر الخميس 27/2/1431هـ.