ورد في كتاب الانصاف
فصل في تطهير الماء النجس
وهو علي ثلاثة اقسام مادون القلتين فتطهيره بالمكاثرة بقلتين طاهرتين
فهل يشترط ان اسكب علي الماء مقدار قلتين ام ان الماء يبلغ قلتين غير متغير كماهو المذهب عند الشافعية
عرض للطباعة
ورد في كتاب الانصاف
فصل في تطهير الماء النجس
وهو علي ثلاثة اقسام مادون القلتين فتطهيره بالمكاثرة بقلتين طاهرتين
فهل يشترط ان اسكب علي الماء مقدار قلتين ام ان الماء يبلغ قلتين غير متغير كماهو المذهب عند الشافعية
اين طلاب العلم من الخنابله
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع (1/ 38)
وقد ذكر ثلاث طرق في تطهير الماء النجس:
إحداها: أن يضيف إليه طهورا كثيرا غير تراب ونحوه، واشترط المؤلف أن يكون المضاف كثيرا؛ لأننا لو أضفنا قليلا تنجس بملاقاة الماء النجس.
مثاله: عندنا إناء فيه ماء نجس مقداره نصف قلة، وهذا الإناء كبير يأخذ أكثر من قلتين، فإذا أردنا أن نطهره نأتي بقلتين ثم نفرغ القلتين على نصف القلة، فنكون قد أضفنا إليه ماء كثيرا؛ فيكون طهورا إذا زال تغيره، فإن أضفنا إليه قلة واحدة؛ وزال التغير فإنه لا يكون طهورا، بل يبقى على نجاسته؛ لأنه لاقى النجاسة وهو يسير فينجس به ولا يطهره، ولا بد أن تكون إضافة الماء متصلة، لأننا إذا أضفنا نصف قلة، ثم أتينا بأخرى يكون الأول قد تنجس، وهكذا فيشترط في المضاف أن يكون طهورا كثيرا، والمضاف إليه لا يشترط فيه أن يكون كثيرا أو يسيرا، فإذا كان عندنا إناء فيه قلتان نجستان ولكنه يأخذ أربع قلال، وأضفنا إليه قلتين وزال تغيره فإنه يطهر مع أن النجس قلتان.
قوله: «أو زال تغير النجس الكثير بنفسه» ، الكثير: هو ما بلغ قلتين، وهذه هي الطريقة الثانية لتطهير الماء النجس، وهي أن يزول تغيره بنفسه إذا كان كثيرا.
مثاله: ماء في إناء يبلغ قلتين وهو نجس، ولكنه بقي يومين أو ثلاثة وزالت رائحته ولم يبق للنجاسة أثر، ونحن لم نضف إليه شيئا، فيكون طهورا، لأن الماء الكثير يقوى على تطهير غيره، فتطهير نفسه من باب أولى.
والخلاصة: أنه إذا كان قلتين فإنه يطهر بأمرين:
1 ـ الإضافة كما سبق.
2 ـ زوال تغيره بنفسه.
قوله: «أو نزح منه فبقي بعده كثير غير متغير طهر» ، هذه هي الطريقة الثالثة لتطهير الماء النجس، وهي أن ينزح منه حتى يبقى بعد النزح طهور كثير.
فالضمير في قوله: «منه» يعود إلى الماء الكثير، وفي قوله: «بعده» إلى النزح.
ففي هذه الصورة لا بد أن يكون الماء المتنجس أكثر من قلتين؛ لأن المؤلف اشترط أن يبقى بعد النزح كثير، أي: قلتان فأكثر.
فإن كان عند الإنسان إناء فيه أربع قلال وهو نجس، ونزح منه شيء وبقي قلتان، وهذا الباقي لا تغير فيه فيكون طهورا.
والخلاصة: أن ما زاد على القلتين يمكن تطهيره بثلاث طرق:
1 ـ الإضافة كما سبق.
2 ـ زوال تغيره بنفسه.
3 ـ أن ينزح منه؛ فيبقى بعده كثير غير متغير.
والقول الصحيح: أنه متى زال تغير الماء النجس طهر بأي وسيلة كانت.