الشماتة من أخلاق اللئيم.
قال أبو حاتم -رحمه الله-:
(( الكريم لا يكون حقوداً ولا حسوداً، ولا شامتاً، ولا باغياً، ولا ساهياً، ولا لاهياً، ولا فاجراً، ولا فخوراً، ولا كاذباً، ولا ملولاً، ولا يقطع إلفه، ولا يؤذي إخوانه، ولا يضيِّع الحِفاظ، ولا يجفو في الوداد، ويُعطي من لا يرجو،ويؤمِّن من لا يخاف، ويعفو عن قدرة، ويصل عن قطيعة)) ا هـ. ( روضة العقلاء ص234 ).
وقال -رحمه الله-: (( أكرم الناس من اتقى الله، والكريم التقي)) ا هـ. ( روضة العقلاء ص233 ).
قلت : واللئيم بضدِّ ما وصف الكريم من الخصال، وهذه صورة مشرقة من صور سلفنا الصالح -رحمهم الله- فقد جاء في ((سير أعلام النبلاء)) :
((أبو عبيدة بن أبي السَّفر: حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم، سمعت رشيدا الخبّاز- وكان عبدا صالحا – وقد رآه أبو عبيدة، قال خرجت مع مولاي إلى مكة، فجاورنا، فلما كان ذات يوم، جاء إنسان فقال لسفيان: يا أبا عبد الله ! قَدِمَ اليوم حسن وعلي ابنا صالح ؟ قال: وأين هما ؟قال: في الطواف. قال: إذا مرا، فأرنيهما. فمر أحدهما، فقلت هذا علي، ومر الآخر فقلت هذا حسن. فقال: أما الأول، فصاحب آخرة، وأما الآخر، فصاحب سيف، لا يملأ جوفه شيء. قال: فيقوم إليه رجل ممن كان معنا، فأخبر عليا، ثم مضى مولاي إلى علي يُسلم علي، وجاء سفيان يسلم عليه، فقال له علي: يا أبا عبد الله ! ما حملك على أن ذكرت أخي أمس بما ذكرته ؟ ما يؤمنك أن تبلغ هذه الكلمة ابن أبي جعفر، فيبعث إليه، فيقتله ؟ قال: فنظرت إلى سفيان وهو يقول : أستغفر الله، وجادت عيناه )) اهـ.