أين هي خطب الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تزيد عن 500 خطبة؟
الكاتب فهد الأحمدي في جريدة الرياض وضع مقالتين يتساءل فيها عن خطب الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تزيد عن 500 خطبة ، أين هي؟ أين ذهبت؟
الكاتب ظهر مجددا في مقابلة متلفزة ، وطالب فيها الإجابة على هذا التساؤل الذي وضعه في مقالتيه ، وهاهي المقالتان:
أين ذهبت خطب الرسول (1-2)
فهد عامر الأحمدي
هذه هي الحقيقة التي شغلتني طويلا.. فهناك أكثر من خمس مئة (خطبة جمعة) قالها الرسول صلى الله عليه وسلم إما مفقودة أو لم تصلنا كاملة.
فمعظم الروايات تتفق على أن الرسول الكريم مكث عشر سنين في المدينة المنورة قبل أن يتوفاه الله في سن الثالثة والستين؛ فعن هشام بن عروة عن ابن عباس قال: أنزل القرآن على النبي وهو ابن أربعين سنة، ثم مكث بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشر سنين وقبض وهو ابن ثلاث وستين.
وعن زائدة عن هشام قال قال الحسن: أنزل القرآن على النبي عليه الصلاة والسلام وهو ابن أربعين سنة، فمكث بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين.
وعن أبي سلمة عن عائشة وابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث بمكة عشر سنين، ينزل عليه الفرقان، وبالمدينة عشرا.
وفي المقابل لا خلاف في أن خطبة الجمعة فرضت قبل هجرة الرسول للمدينة ولكنه لم يستطع أن يجمع الناس بمكة ولم يصل الجمعة علنا إلا في المدينة المنورة (حسب تلخيص الحبير لابن حجر العسقلاني، مجلد4 ص517).
وعشر سنوات في المدينة المنورة تعني إقامة 510 خطب جمعة (حيث تتضمن السنة 51 أسبوعا) ألقاها الرسول أمام جموع المؤمنين لا نعرف عنها شيئا.. باستثناء خطبة الوداع التي ألقاها لاحقا في عرفات في السنة العاشرة من الهجرة!!
صحيح أن هناك أحاديث ترتبط أو تتضمن أجزاء من خطب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولكنها إما تشير لوجود الخطبة (دون سرد نصها) ضمن سياق الحديث نفسه، أو تجتزئ منها سطرا أو سطرين لا ترقى لطول الخطب المعروفة في صلوات الجمع.
وكنت شخصيا قد طرحت هذا السؤال على أكثر من عالم فاضل لاحظت خلالها حالة تأمل وصمت قصيرة (وكأنه يتساءل بينه وبين نفسه: فعلا أين ذهبت الخطب؟) ثم يستدرك بسرعة: موجودة ولكن من خلال الأحاديث النبوية ذاتها.. وقبل كتابة هذا المقال أفادني أحدهم عبر الهاتف أن من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم في خطب الجمعة "التقصير والاختصار" وعدم الاطالة كما يحدث اليوم، وأن ما جاء في بعض الأحاديث قد تكون هي الخطب المقصودة..!!
ورغم تقديري لهذه الإجابة إلا أنه يصعب علينا تصور اختصار خطبة كاملة لمستوى حديث لا يتجاوز سطرا أو سطرين (بدليل وجود خطبة الوداع التي تتضمن نصا كاملا، وسردا متواصلا، وسياقا يوحي بحقيقة الفرق بين الخطبة والحديث).
ومن أمثلة الأحاديث التي تتحدث عن وجود الخطب (دون ذكر النص) ما جاء عن عبدالله بن زمعة: "خطب النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر النساء فوعظهم فيهن ثم قال: إلام يجلد أحدكم امرأته جلد الأمة ولعله أن يضاجعها من آخر يومه".. فهذا الحديث يؤكد وجود موعظة وخطبة كاملة في حقوق النساء (لم يدونها أحد) ولم تذكر هنا إلا كتمهيد للحديث نفسه!!
أما من حيث العدد فلاحظ أننا نتساءل هنا عن (خطب) تفوق في عددها مجمل الأحاديث المتواترة التي ترتبط بالخطب ذاتها.. مع ملاحظة أن الرسول الكريم ألقى بعض خطبه في غير صلاة جمعة أثناء الغزوات أو اجتماع الناس وقدوم الوفود.
ولأن الموضوع ليس جديدا بالنسبة لي؛ سبق وبحثت عما يفيدني بهذا الخصوص فوجدت قبل أعوام - وأثناء تجولي في معرض القاهرة للكتاب - كتابا بعنوان "خطب المصطفى صلى الله عليه وسلم" من جمع محمد خليل الخطيب (ونشر دار الاعتصام 1983).. وأذكر أنني فرحت فرحا شديدا بهذا الكتاب حتى بدأت أتصفحه فاكتشفت أنه لا يتضمن سردا لخطب الرسول كاملة - كما قد يفهم من عنوانه - إنما فقط تجميعا للأحاديث التي ترتبط بها واقتصر دور المؤلف على تخريج الأحاديث وشرح معاني الكلمات.
---------------------------------------------------------------------
أين ذهبت خطب الرسول (2-2)
أشرت في آخر مقال إلى عيش الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المدينة المنورة لمدة عشر سنوات.
ولأن كل سنة تتضمن 51 أسبوعا، يصبح لدينا 510 خطب جمعة لم توثق أو تصل إلينا.
وما يزيد من حسرتنا - على هذه الخطب - أنها ثروة نفيسة تفوق في قوتها أحاديث الآحاد، وتتجاوز في وضوحها خلافات الفقهاء، وتمنع في تكاملها اجتزاء الأحاديث وخصوصية المناسبة، ويكفينا فيها صعود الرسول على المنبر بنية التوجية وقصد التشريع لعامة المسلمين.
ودعونا نأخذ الفوارق بالتفصيل:
فمن المعروف في علم الحديث أن "الأحاديث" تنقسم من حيث وصولها إلينا إلى قسمين: متواتر، وآحاد.
والمتواتر هو ما رواه عدد كبير من الناس بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب.. وهذا النوع من الأحاديث مقبول كله بلا خلاف.. ولأنه يتطلب عددا كبيرا من الرواة (وفي جميع الطبقات) يشكل النسبة الأقل من الأحاديث النبوية - لدرجة لم يتجاوز عددها 300 حديث عند السيوطي كونه يشترط وجود عشرة رواه في كل طبقة.
أما حديث الآحاد فهو: ما لم تجتمع فيه شروط المتواتر وقد يقل رواته الى واحد (ويدعى غريب) أو اثنين (ويدعى عزيز) أو ثلاثة (ويدعى مشهور) وتشكل في مجملها السواد الأعظم من الأحاديث النبوية!
ورغم خلاف الفقهاء في أحاديث الآحاد (وهل تعد حجة في العقائد) إلا أنهم اتفقوا على قوة وحجية الأحاديث المتواترة لاستحالة اتفاق عدد كبير من الناس على الكذب أو الادعاء على خاتم الأنبياء.
وبناء عليه تصبح خطب الجمعة - التي ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم - في قوة الأحاديث المتواترة كونها تلقى وتسمع على عدد كبير ممن حضروا صلاة الجمعة، بل وربما أقوى منها حين نتصور الصفوف الأولى وقد امتلأت بالصحابة الكرام والعشرة المبشرين بالجنة!!
هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى تعود بعض الخلافات الفقهية الى خصوصية وظرفية بعض الأحاديث النبوية وادعاء البعض أنها جزء من السيرة لا يدخل ضمن التشريع.. خذ على سبيل المثال حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سُبَاطة قوم فبال (قائماً).. وفي المقابل قالت عائشة: من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائماً فلا تصدقوه.
ولاحظ هنا أن ظرفية المكان (وليس توجيه الرسول في كيفية التبول) هي التي خلقت رأيين في المسألة.. فحذيفة تحدث عن وجوده في الخلاء، وعائشة تحدثت عما يحدث في بيتها، في حين لم يتحدث الرسول نفسه - وبالتأكيد لم يكن يرغب بمراقبته في كلا الحالتين!!
أما ظرفية الزمان فمثالها ما رواه أبو هريرة بخصوص قول الرسول (الشؤم في ثلاثة: المرأة والدار والدابة)، وقالت عنه عائشة رضي الله عنها: لم يسمعه أبو هريرة كاملا حيث دخل ورسول الله يقول: قاتل الله اليهود يقولون الشؤم في ثلاثة في الدار والمرأة والفرس فسمع آخر الحديث ولم يسمع أوله (حسب كتاب الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة)!!
ومثل هذا الاجتزاء - وتلك الظرفية - لم تكن لتظهر لو قيلت ضمن (خطبة جمعة) يسمعها الراوي من أولها لآخرها، ويقولها الرسول بنفسه بطريقة مباشرة وبقصد التوجية ونية التشريع.. وحين تتأمل خطبة الوداع تلاحظ فيها اجتماع كل هذه العناصر (التواتر، والتكامل، ونية التشريع) وتجعلنا نتألم فعلا على فقد 510 خطب ألقاها لم يتم توثيقها أو نقلها كاملة!!
وما يبدو لي أننا نحتاج الى مؤرخ - أكثر من فقيه - ليجيبنا على هذا السؤال الصعب؛ فحكم الجمعة معروف، وإلقاؤها من قبل الرسول في المدينة أمر ثابت لا خلاف فيه.. وبالتالي يبقى السؤال عن الظروف التي تسببت بعدم تدوينها أو اختفائها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم!؟
-----------------------------------------------------------
ما رأيكم بارك الله فيكم على تساؤل الأحمدي؟
هل سبق أن تساءل هذا أحدٌ قبله؟
من لديه إجابة مقنعة فليتفضل ، فقد أثارت شبهة عند البعض للأسف،،
بارك الله فيكم
....
رد: أين هي خطب الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تزيد عن 500 خطبة؟
الجواب كافٍ كما قيل له: إنها مبثوثة ضمن الأحاديث النبوية، وأن الخطب كانت قصيرة، وليطمئن ما ضاع من الشرع شيء، كله محفوظ.
وكلامه عن المتواتر غير دقيق علميا، فالأحاديث سواء رواها صحابي واحد ثبتت إليه أو أكثر من صحابي كلها محتج بها، وعدم الرواية من كل من سمع لا يعني الفقدان، وهكذا حديث إنما الأعمال تكلم به عمر على المنبر، وما ثبتت روايته عنه إلا من واحد، وما ضر في صحته شيئا.
والمثال المعاصر يقرّب الأمر: إذا درّس عالم أو خَطَب، سيكون سمعه العشرات أو أكثر، ولكن قد لا يروي ما قاله عنه إلا فرد أو أفراد، ويقتصرون في النقل على المعلومة التي احتاجوا نقلها أو جرى السؤال عنها، وليس من أول إن الحمد لله إلى وأستغفر الله لي ولكم.
والمثال الذي أورده وهو خطبة حجة الوداع يفترض أن يُفهمه ذلك، فكم ألفًا سمعها؟ وكم رواها! وهكذا غير خطب الجمعة كانت أمام محفل من الصحابة، فكم روى منهم القصة ونُقلت عنه بالسند؟
ومن المعلوم أن الرواة من الصحابة تفرقوا في البلدان، ومنهم من مات مبكرا، ومنهم من احتيج إلى علمه وتصدى وقُصد وطال عمره، ولا يقول عاقل إن ما سمعه ابن عباس مثلا أكثر مما سمعه أبو بكر وعمر، رضي الله عن الجميع، ولكن تأخرت وفاة ابن عباس واحتيج لعلمه فروى أكثر، أو بتعبير أدق نُقل عنه أكثر، فما كل من سمع روى، فالصحابة فوق مائة ألف قطعا، ما حُفظت الرواية ولا عن نصف عُشرهم، ولا كل من روى استوعب كل شيء، ولا كل من روى بقيت الرواية عنه واتصلت، ولكن بيت القصيد أن القدر الذي نُقل عن مجموعهم ورُوي ودُوِّن فيما بعد حُفظت به سائر أحكام السنة بالقواعد العلمية الدقيقة، وحفظ الله لنا الشرع وصانه، وسخر له أفذاذ العلماء عبر الدهر.
والمقال للأسف كأنه شبهة عن فقدان الأحاديث أكثر من كونه تساؤلا علميا، ولو عرضه على علماء بالحديث وناقشهم لعلّموه، وأفهموه كيفية نقل الحديث وروايته، لكن جوابهم المختصر المفيد كأنه لم يقنعه هداه الله! وأتذكر بهذه المناسبة قول العلماء قديمًا: لا يؤخذ العلم من صحفي!
والله أعلم.
رد: أين هي خطب الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تزيد عن 500 خطبة؟
ثم إن الموضوع قديم، وشبهة هذا الصحفي لها سنتان وزيادة في الجريدة ولم يؤبه لها، فالأفضل في مثل هذا إماتة الموضوع وعدم نبشه من جديد، لأن العوام قد تنطلي عليهم مثل هذه الشبه التي صيغت على أسلوب الإثارة الصحفية، ولا يستوعبون الرد العلمي المتخصص.
والله أعلم.
رد: أين هي خطب الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تزيد عن 500 خطبة؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد زياد التكلة
ثم إن الموضوع قديم، وشبهة هذا الصحفي لها سنتان وزيادة في الجريدة ولم يؤبه لها، فالأفضل في مثل هذا إماتة الموضوع وعدم نبشه من جديد، لأن العوام قد تنطلي عليهم مثل هذه الشبه التي صيغت على أسلوب الإثارة الصحفية، ولا يستوعبون الرد العلمي المتخصص.
والله أعلم.
بارك الله فيك
الصحفي وضع المقالتين قبل سنتين ، لكن قناة العبرية أثارت هذا الموضوع عبر أحد أبواقها الليبراليين، وقد سأل الصحفيَّ: "هل أنت بهذا تشكك في الحديث"؟ فقال: لا ، لا تحملني مالم أقله ، فأنا اسأل مستفسرا ولازلت أنتظر الجواب...
الموضوع صار مادة دسمة عند الروافض وغيرهم من أعداء الملة ، يزعمون أن الخطب تُعمِّد إخفاؤها لأسباب مكذوبة ذكروها ، منها إخفاء حق آل البيت وإمامة علي...
سؤال:
هل ترون أن عدم ذكر الخطبة من أولها إلى آخرها متعذر لأنه لا يستطيع أحد حفظها ، فاقتُصر على ذكر بعض أجزاء الخطبة مما هو مبثوثٌ اليوم في الأحاديث النبوية؟
بارك الله فيك ، وشكر الله لك أخي الكريم
...
رد: أين هي خطب الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تزيد عن 500 خطبة؟
هذا التساؤل هو إلى الوسوسة أقر منه إلى الاستشكال العلمي المبني على علمٍ وفهمٍ.
هلا تساءل الكاتب أيضاً: كم عدد الذين صلوا وراء النبي –صلى الله عليه وسلم- طيلة حياته، وكم عدد الذين نقلوا صفة صلاته؟!
وكم الذين حجُّوا معه –صلى الله عليه وسلم-، مقارنةً بعدد من وصفوا حجته؟
وكم عدد رأوه –صلى الله عليه وسلم-، مقارنةً بعدد الذين وصفوا هيئته؟
أصل الإشكال لدى الكاتب –كما هو ظاهرٌ- جاء من ضعف تصوره لطريقة نقل سنة النبي –صلى الله عليه وسلم-.
فمن البدهيات المعلومة أنه ما كل شيءٍ صدر عن النبي –صلى الله عليه وسلم- وصل إلينا. بل نقطع أن أكثر ما قاله وتكلم به، لم يصل إلينا خبره.
يعرف هذا من يتأمل حقيقة أنه –صلى الله عليه وسلم- عاش بين أصحابه وأهل بيته ثلاثاً وعشرين عاماً (بعد البعثة فقط). كان خلالها يخالطهم كل يومٍ وكل ساعةٍ، فيجالسهم، ويحدثهم، ويعظهم، ويعلمهم، وكانوا يجالسونه، ويتعلمون منه، ويصلون وراءه، ويغزون معه، ويحجون. وله في كل يوم أخبارٌ وأحاديث يسمعونها منه أفراداً وجماعاتٍ. فلو أن كل ما صدر منه خلال هذه المدة الطويلة نقل إلينا، لكان المنقول عنه –صلى الله عليه وسلم- أضعاف أضعاف ما بين أيدينا اليوم، صحيحه وضعيفه.
لكن بالمقابل، فإن من المقطوع به –أيضاً- أنه قد نقل إلينا كل ما نحتاجه في أمر الدين. وما فات من أخباره وأقواله وأفعاله –صلى الله عليه وسلم-، مما يحتاجُ إليه المسلمون، فلا بد أن يكون قد وصل إلينا مثله مما تقوم به الحجةُ ويحصل به البلاغ.
وللتوضيح أسوق هذا المثال:
فلو أنه –صلى الله عليه وسلم- حثَّ على صلة الرحم ونهى عن القطيعة في أربعين أو أرخمسين حديثاً أو أكثر، ثم وصلنا من ذلك عشرة أحاديث، لكان بعضُ ذلك كافياً في حصول البلاغ وقيام الحجة.
ولو أنه حث على طاعةٍ أو قربةٍ ما (صلاة الضحى، أو الوتر، أو صيام الإثنين) في مناسباتٍ متعددةٍ، ثم وصلنا بعض ذلك وفات بعضه، لما ترتب على ذلك نقصان شيءٍ من شرع الله، إذ الكفاية تحصل بما وصلنا.
أيضاً: نحن نعلم أنه ما كل شيءٍ يتكلم به –صلى الله عليه وسلم- يترتب عليه ضرورةً تشريعٌ يتعين نقله وحفظه. فقد يتكلم –صلى الله عليه وسلم- بالموعظة فيها الترغيب أو الترهيب، أو وصف الجنة والنار، أو التزهيد في الدنيا، أو ذكر أخبار السابقين، أو يتكلم بشيءٍ من أخبار آخر الزمان، ونحو ذلك من المعاني التي وصلنا منها ما يكفي ويشفي، وفات منها شيءٌ لا يضرُّ بدين الله فواته.
وحتى الجزء الذي وصلنا من سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- بواسطة فلانٍ أو فلانٍ من الصحابة، نقطع أن منه قدراً كبيراً سمعه صحابةٌ آخرون، ثم لم يحدثوا به، أو حدثوا به، ولم يصل إلينا من طريقهم.
فلو أن كل صحابي نقل كل ما سمع أو رأى، ثم إن كل من جاء بعد الصحابة نقل ذلك كله إلينا، لكان ما بين أيدينا اليوم قدرٌ هائلٌ لا يمكن حصره وضبطه.
من فهم هذا، فلن يسأل: أن ذهبت (500) خطبة للنبي –صلى الله عليه وسلم-.
رد: أين هي خطب الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تزيد عن 500 خطبة؟
رضي الله عنك أخي الشيخ بندر، لا أكاد أقرأ لك إلا وأستفيد من علمك ومن عقلك.
حفظك الله ذخرا للإسلام وأهله، وحماك من كل شر.
رد: أين هي خطب الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تزيد عن 500 خطبة؟
قرأت يوماً كتاب ( جمهرة خطب العرب ) للأستاذ أحمد زكي صفوت ، والكتاب في ثلاثة أجزاء جاء في الجزء الأول نخبة من خطب النبي صلى الله عليه وسلم .
والكتاب مطبوع منذ نحو سبعين عاماً ولم يكن المتاح من الكتب مثل المتاح اليوم ، ولو أن لجنة من المشتغلين بالتراث نهدوا إلى جمع خطبه صلى الله عليه وسلم فلربما أسعفتهم المصادر المطبوعة إلى تصور قريب من الصواب في عدد الخطب .
وبالله التوفيق .
رد: أين هي خطب الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تزيد عن 500 خطبة؟